عقد مجلس الوزراء اللبناني، أمس، في بعبدا جلسة «مكهربة» على وقع الخلاف بين الأطراف حول الخيارات البديلة لإنتاج الكهرباء. وتضمنت الجلسة 67 بندا، أبرزها بند عرض وزارة الطاقة لموضوع استدراج العروض المالية المتعلقة باستقدام معامل توليد الطاقة الكهربائية.

وحصل سجال بين وزير الأشغال العامة والنقل يوسف فنيانوس، وهو ممثل تيار «المردة» في الحكومة، ووزيري الصناعة حسين الحاج حسن، والشباب والرياضة محمد فنيش، (حزب الله)، وذلك على خلفية مسألة البواخر، قبيل الجلسة.

Ad

وقال فنيانوس قبيل الجلسة: «إنهم ليسوا مع السير بخطة الكهرباء، ونحن جئنا اليوم لأخذ درس بالشفافية، وننتظر موقف حزب الله لنرى إن كان هناك اقتناع بالبواخر أو عدم الاقتناع بها، نحن نريد كهرباء، ولكن نريد أحسن وسيلة لإيصال الكهرباء للشعب، هناك أصول يجب أن تتبع، ويجب وضع دفتر شروط وعرض الخطة على مجلس الوزراء، ومن تتوافر فيها الشروط أيا كان عددهم يتم اعتمادهم.

أقول منذ تاريخ دخول حزب الله إلى الحكومة لم يسجل على وزرائه أي مخالفة، وأنا أتفهم كيف يتصرفون مع الملفات، وأنا انتظر موقف الحزب من ملف الكهرباء في جلسة اليوم، وإذا ما كانت هذه المناقصة تتماشى مع المعايير التي يضعها حزب الله للمشاريع والملفات التي تتصف بالشفافية»، سائلا: «إلى متى سيستمر في مسايرة الحليف؟».

فرد الوزير الحاج حسن قائلا: «نحن مع نقاش موضوعي وهادئ وعلمي في موضوع الكهرباء، ونحن مع خطة كهرباء لأننا نحتاج الى خطة طوارئ مع تأمين الكهرباء للناس عبر خطين متوازيين، الأول تأمين الكهرباء، والثاني الاستمرار في بناء المعامل، ونحن نأخذ مواقفنا بناء على قناعات ومبادئ وموضوعية».

كما أشار الوزير فنيش إلى «أننا سنجيب الوزير فنيانوس داخل الجلسة».

وأشار رئيس الجمهورية ميشال عون في مستهل جلسة أمس الى أن «العجز الاجمالي للكهرباء خلال 25 سنة بلغ 33 مليار دولار، ويمثل هذا العجز 44 في المئة من إجمالي الدين العام الذي بلغ حتى نهاية عام 2016 ما مجموعه 75 مليار دولار، وتجاوز الـ 78 مليار دولار في نهاية شهر مايو (آيار) 2017». وقال: «لو حلت أزمة الكهرباء في أواسط التسعينيات لكان حجم الدين العام انخفض الى 42 مليار دولار حتى نهاية 2016».

وعرض الرئيس عون بالتفصيل لواقع تكلفة الكهرباء، داعيا الى «الإسراع في تطبيق الخطة المتفق عليها التي أقرها مجلس الوزراء سابقا».

كما تحدث رئيس الحكومة سعد الحريري في مستهل الجلسة، فدعا إلى «اعتماد مقاربة إيجابية لتأمين الكهرباء، لأنه من غير الطبيعي أن تكون مدة تزويد اللبنانيين بالكهرباء 11 ساعة في اليوم، خصوصا وأن الحلول موجودة»، ودعا إلى «وضع الخطة المتفق عليها قيد التطبيق، وإذا كان لدى الوزراء ملاحظات فيتم عرضها والخروج بحلول إيجابية، لاسيما أن الوقت يضغط والحاجة إلى الكهرباء أساسية».

في سياق منفصل، يعقد لقاء بعبدا، اليوم، بدعوة من الرئيس عون إلى رؤساء الأحزاب المشاركة في الحكومة. وأكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل أن «اللقاء هو استبعاد لبعض الأحزاب والقوى، وهو لقاء مجتزأ». وقال في مؤتمر صحافي أمس:» نعتقد أنه يمكن ان يكون الرئيس عون رأى فشل الحكومة، ويحاول البحث عن طريقة لحل المشكلة، وهو يستدعي الأوصياء لمعالجة الاعوجاج والمشاكل الحاصلة».

وأضاف: «إذا كنت مكان الوزراء الذين لم يدعوا الى اجتماع لتفعيل العمل الوزاري أنا أستقيل، لأن هذا إقرار من قبل الرئيس بفشلهم، وهناك حاجة إلى استدعاء الأوصياء لمعالجة مشاكل الحكومة لا يمكن أن نضع هذا الاجتماع إلا في هذه الخانة».