قوات الأسد تتوسع في البادية وتهاجم منطقة استراتيجية

• تعزيزات تركية ضخمة إلى حلب
• فصائل درعا تستعيد المبادرة

نشر في 21-06-2017
آخر تحديث 21-06-2017 | 18:30
مزارعة تحصد القمح في أحد حقول جديدة عرطوز جنوب دمشق أمس الأول (رويترز)
مزارعة تحصد القمح في أحد حقول جديدة عرطوز جنوب دمشق أمس الأول (رويترز)
نفّذت قوات الرئيس السوري بشار الأسد مدعومة بميليشيات إيران ومساندة سلاح الجو الروسي هجوماً واسعاً على فصائل المعارضة المنتشرة بالقطاع الاستراتيجي في منطقة البادية الممتدة إلى الحدود العراقية.

ووفق سعد الحاج، المتحدث باسم جماعة "أسود الشرقية" وهي واحدة من أكبر جماعات المعارضة المدعومة أميركياً في المنطقة، فإن مئات الجنود في عشرات المركبات المدرعة بينها دبابات تدفقوا على منطقة بير قصب على بعد نحو 75 كيلومتراً جنوب شرقي دمشق صوب منطقة البادية القريبة من الحدود مع الأردن والعراق.

وأكد الحاج أن "هجوم النظام والميليشيات الإيرانية بدأ من الفجر والثوار مثبتون في مواقعهم"، مبيناً أنه "بدعم كثيف من الطيران الروسي يحاول النظام وميليشياته التقدم والسيطرة على هذه الأماكن".

وتقع بير قصب على جانبي الطريق إلى ضواحي دمشق الشرقية قرب قاعدة الضمير الجوية، وهي أيضاً خط إمداد رئيسي لمناطق تسيطر عليها فصائل المعارضة في أقصى الجنوب الشرقي.

وسقطت بير قصب في قبضة "الجيش الحر" بعد أن انسحب منها تنظيم "داعش" قبل بضعة أشهر لتعزيز الدفاع عن معقله في مدينة الرقة في مواجهة حملة تنفذها "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بدعم جوي وبري من تقوده الولايات المتحدة وعن محافظة دير الزور ضد تقدم قوات النظام.

ووفرت بير قصب لـ"داعش" نقطة انطلاق للهجمات على أراض إلى الشرق من دمشق مباشرة وقاعدة للاحتفاظ بسيطرته على أجزاء كبيرة من البادية.

وتسابق القوات الحكومية السورية، تساندها فصائل تدعمها إيران، "الجيش الحر" في الأسابيع الأخيرة للسيطرة على مناطق في الصحراء الواقعة بالجنوب الشرقي خلت بانسحاب "داعش".

وهجوم القوات الحكومية جزء من حملة كبيرة لاستعادة السيطرة على أراض إلى الجنوب من بلدة تدمر بوسط سورية، وهو ما يجعلها على مقربة من الحدود العراقية للمرة الأولى منذ سنوات.

كما أن هذه الخطوة أدت أيضاً إلى تطويق أراض صحراوية يسيطر عليها "الجيش الحر" تمتد إلى الحدود الأردنية والعراقية وتقع قريباً من مركز القوات الأميركية في قاعدة التنف العسكرية.

ومع استمرار محاولات الميلشيات المدعومة من إيران التقدم صوب القاعدة رغم قصفها أكثر من مرة، أسقطت القوات الأميركية أمس الأول وللمرة الثالثة طائرة إيرانية بدون طيار "موالية للنظام السوري" قرب التنف على الحدود الأردنية.

وأوضح التحالف الدولي أن مقاتلة أميركية من طراز "إف-15 سترايك إيغل" أسقطت الطائرة من دون طيار من طراز "شاهد 129" التابعة لقوات موالية للنظام السوري نحو الساعة 00.30 (2130 ت غ الاثنين) بعدما "أظهرت نوايا عدائية وتقدمت نحو قوات التحالف".

وجاءت الحادثة الجديدة بعد يومين على إسقاط واشنطن لمقاتلة سورية في محافظة الرقة، مما دفع بموسكو إلى تعليق قناة التواصل مع الولايات المتحدة وتهديدها بجعل جميع طائرات التحالف هدفاً لها غرب الفرات.

وفي الأسابيع الماضية، استهدف التحالف الدولي مرات عدة قوات النظام خلال تقدمها أكثر باتجاه التنف، وأسقط في الثامن من يونيو طائرة من دون طيار تابعة لمقاتلين موالين لها.

وغير بعيد، تمكنت فصائل المعارضة من استعادة سيطرتها على مواقع خسرتها بعد انهيار الهدنة في درعا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن قوات المعارضة شنت هجوماً مضاداً على مناطق تقدم القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها مكنها من استعادة السيطرة على كتيبة الدفاع الجوي وتلة الثعيلية بغرب مدينة درعا والتي كانت القوات الحكومية تهدف من خلالها لتحقيق مزيد من التقدم والوصول الى الحدود السورية- الأردنية.

وأضاف أن الاشتباكات بين الجانبين أسفرت عن مقتل أربعة من مقاتلي المعارضة على الأقل فيما قتل فيه 12 من أفراد القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها.

وعلى ضوء التصعيد، الذي شهدته مناطق التماس بين سيطرة فصائل "درع الفرات" و"قسد"، دفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى ريف حلب الشمالي.

وقال رئيس المكتب السياسي في "لواء المعتصم" الموالي لأنقرة مصطفى سيجري، في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر" مساء أمس الأول: "‏القوات الخاصة التركية تستقدم تعزيزات عسكرية ضخمة جداً إلى الداخل السوري، وأبناء تل رفعت وباقي القرى المحتلة يستقبلونهم بالتكبير والتهليل".

back to top