ردود فعل عربية وعالمية أدانت تفجير تنظيم "داعش" الإرهابي لمسجد النوري ومنارته الحدباء أمس الأول، وتشكل المنارة رمزا للمدينة، إذ طبعت على العملة الورقية العراقية من فئة عشرة آلاف دينار، ويصفها البعض ببرج بيزا العراقي، نسبة إلى البرج الإيطالي المائل. وظهرت الحدباء أيضا في علامات تجارية محلية وإعلانات عدة، وأعطت اسمها لعدد لا يحصى من المطاعم والشركات والنوادي الرياضية.ويضاف هذان المعلمان إلى لائحة طويلة من المواقع والمعالم التراثية العراقية التي دمرها التنظيم الإرهابي في العراق وسورية.
وأكد رئيس الوزراء حيدر العبادي، أن تفجير "داعش" لمنارة الحدباء هو اعلان رسمي لهزيمة التنظيم.ودان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أمس، تفجير تنظيم "داعش" منارة الحدباء وجامع النوري في الموصل، مبينا أن "هذه الجريمة الانتقامية دليل على قرب الهزيمة النهائية لداعش".وشدد معصوم "على ضرورة بذل كل جهد من أجل إعادة تشييد هذا الصرح الديني والتاريخي الوطني الخالد بأسرع وقت"، معتبرا أن "إقدام مجرمي داعش على هذه الجريمة النكراء دليل على الذهنية الهمجية الانتقامية والعقل المنحرف لعصابات داعش وحقدها الأعمى على كل العراقيين وتراثهم الديني والتاريخي".ووجه معصوم القوات المسلحة بـ"الإسراع في استكمال تحرير المدينة"، داعيا الى "نجدة وحماية سكان الموصل من المدنيين الذين عاشوا ظروفا صعبة وأوضاعا مأساوية تحت نير إرهاب داعش".
التحالف ينفي
من جانبه، دان التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش عملية التدمير باعتبارها جريمة ضد "شعب الموصل وكل العراق، ومثالا على سبب وجوب القضاء على هذا التنظيم الوحشي"، نافيا تنفيذ ضربات في المنطقة التي يوجد بها المسجد التاريخي في الموصل، بعدما اتهم التنظيم التحالف الدولي بأنه هو من قام بقصف المسجد والمنارة.وقال المتحدث باسم التحالف الكولونيل جون دوريان "لم ننفذ ضربات في تلك المنطقة".وأعلنت القوات العراقية مساء أمس الأول، أن تنظيم داعش فجر منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم أبوبكر البغدادي في المدينة القديمة بغرب الموصل.وقال قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله في بيان "أقدمت عصابات داعش الإرهابية على ارتكاب جريمة تاريخية أخرى وهي تفجير جامع النوري ومئذنة الحدباء التاريخية" بالمدينة القديمة في غرب الموصل.وأضاف أن عملية التفجير تمت "بعد تقدم قواتنا في عمق المدينة القديمة ووصولها إلى مسافة 50 مترا" من جامع النوري."الحشد"
إلى ذلك، اعلن إعلام الحشد الشعبي في بيان أمس، انطلاق عملية عسكرية واسعة لتعقب خلايا "داعش" في نفط خانة شمال شرق المحافظة.وقال البيان، إن "قوات أمنية مشتركة مدعومة بالحشد الشعبي من لواءي 24-110 انطلقت في تنفيذ عملية عسكرية واسعة لتعقب خلايا تنظيم داعش الإرهابي في نفط خانة شمال شرق بعقوبة".وأضاف أن "العملية تجري من 6 محاور رئيسية بدعم من طيران الجيش"، مشيرا الى أنها "تهدف لإنهاء أي جيوب أو مضافات للتنظيم والعمل على تعزيز أمن المنطقة التي تعتبر ذات بعد استراتيجي".جهة برلمانية
على صعيد آخر، أعلنت الهيئة السياسية للتيار الصدري أمس، اتفاقها مع ائتلاف الوطنية التي يتزعمها نائب الرئيس أياد علاوي على تشكيل جبهة برلمانية موحدة.وقالت الهيئة في بيان، إن "نائب رئيس الهيئة السياسية للتيار الصدري جعفر الموسوي استقبل، وفد ائتلاف الوطنية برئاسة كاظم الشمري ممثل أياد علاوي والوفد المرافق له في مقر الهيئة السياسية بالعاصمة بغداد".وأضافت أن "الجانبين اتفقا على تشكيل جبهة برلمانية موحدة تضم أعضاء الكتلة والائتلاف للإسراع في تشريع القوانين المهمة ووضع الحلول والمعالجات الصحيحة للمشكلات التي تمر بها البلاد، والسعي لإيجاد تفاهمات متطابقة لمرحلة ما بعد تحرير الموصل من عصابات داعش الإجرامية".وأكد الجانبان بحسب البيان، "على ضرورة تسارع الخطى من أجل تصحيح مسار العملية الانتخابية من خلال تغيير شخوص مفوضية الانتخابات واختيار أعضاء مستقلين يلبون تطلعات الجماهير وإقرار قانون انتخابي جديد يضمن صوت الناخب ويسهم في ايجاد عملية سياسية تسير وفق إرادة المواطن العراقي".