● ما مهام وأهداف ديوان الوقف السني في العراق؟
- ديوان الوقف السني هو الجهة الدينية التي حلت محل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بعد إلغائها، وتوزيع مهامها الوظيفية والإدارية، حيث أُقر تشريع في البرلمان العراقي تم بمقتضاه تأسيس الديوان، ويأخذ صلاحيات وزارة الأوقاف، وأن يكون تابعا لمجلس الوزراء، ومن مهامه إدارة شؤون أهل السنة وإدارة أوقافهم، ويمثله رئيس مجلس الديوان. ومن ضمن أهدافه أيضا العمل على توثيق العلاقات والروابط الدينية في العالم الإسلامي، والتقريب بين المذاهب والطوائف الدينية، والعمل على استثمار أموال الأوقاف في أوجهها الشرعية، والإشراف على المراكز الإسلامية والمؤسسات الخيرية والعمل على تطويرها، وتعزيز التعليم، ونشر الثقافة الإسلامية، وإحياء التراث الإسلامي، وترميم الآثار الإسلامية.● ما شكل الهيكل الإداري والتنظيمي لديوان الوقف السني؟
- الديوان يتكون من عدة إدارات وأقسام، ولكل منها اختصاصاته ومهامه، فرئيس الديوان يترأس الإشراف على الإدارات ككل، ويترأس أيضاً إدارة قسم الوسطية والاعتدال، وتتعدد الإدارات منها إدارة التعليم الإسلامي وإدارة الفتوى، ودائرة المؤسسات الإسلامية والخيرية، ومجلس الأوقاف الأعلى، ومركز البحوث والدراسات الإسلامية، وقسم ديوان الجودة التعليمية، والعديد من الإدارات والمتابعة التنظيمية مثل الإدارة الهندسية والتخطيط، وإدارة الجامعات وإدارة شؤون الحج والعمرة، وإدارة الدراسات التربوية.● تنظيم "داعش" الإرهابي وجد في العراق أرضاً خصبة ليتمدد بعدها إلى كل الأقطار العربية والعالمية... ما السبب في ذلك؟
- داعش لديه تفكير أيديولوجي ممنهج، ولم يكن العراق الحاضن الأول لظهوره، فله تاريخ ممتد في المنطقة العربية يصل إلى أكثر من 60 عاماً، وله أجيال تتطور، فهذا التنظيم الموجود الآن هو الجيل الرابع من هذا التنظيم التكفيري المتشدد، ولذلك كانت المواجهات في الماضي جميعها تنطوي على المواجهة الأمنية، التي جعلته يختفي لفترة ويظهر لفترات أخرى، ما دام الفكر موجودا وكامناً في عقول البعض، بدءاً من الجماعات الإسلامية في مصر والفتن الطائفية في العراق وتنظيم القاعدة، وداعش هذه الأيام، هو نمط واحد لتمدد تنظيم أحادي الفكر، وليس العراق وحده الذي يعاني ويلات هذا التنظيم، بل إنه أصبح متشعباً في جميع أقطار العالم العربي والعديد من دول العالم، ولكن العراق كان نقطة الانطلاق فقط نظرا للظروف التي نعيش فيها الآن.● قلت إن هذا الجيل من داعش هو الجيل الرابع، فهل هناك أجيال أخرى لهذا التنظيم مستقبلاً؟
- نعم، "داعش" اليوم في جيلها الرابع من التنظيم الإرهابي المتطور منذ ستينيات القرن الماضي، بدءاً من الجماعات الإسلامية الجهادية وتنظيم القاعدة وتنظيم بوكو حرام في إفريقيا وداعش اليوم، وبنظرة تاريخية لهذا التنظيم أقول إن هناك جيلاً خامساً سيكون الأخطر والأشد فتكا، لأن تنظيم داعش الأن أصبح له أعوان وفروع في كل المنطقة العربية، وأيضا في أوروبا، وأعتقد أن وضعه قد يسمح له بأن تكون ضرباته أقوى من المراحل السابقة، إذا لم تتم المعالجة بشكل علمي محكم للقضاء على هذا التنظيم بشكل نهائي.● ما سبل المواجهة الحقيقية من وجهة نظركم؟
- ديوان الوقف السني كرّس جل اهتمامه لدراسة هذا التنظيم المتطرف من جميع النواحي ومدى تطوره، ووضعنا عدة حلول من أجل المواجهة وتركزت في أربعة حلول أساسية، الأول: الحل الفكري، فلابد من مواجهة الفكر بالفكر ودحض افتراءاته التي يدعو إليها، والحل الثاني: السياسي، لابد أن يجتمع قادة الدول لمواجهة هذا التنظيم بشكل متكامل وسياسة واحدة، لأن هناك سياسات عالمية تحرك هذا التنظيم لصالح أهدافها ومصالحها في المنطقة، والحل الثالث هو الحل الاقتصادي، ويتمثل في العمل على تنمية الدول الفقيرة ورفع اقتصادها، ومحاربة الفقر والجهل والأمية، وتوفير مصادر رزق لمجموعة من البشر حتى لا يقعوا فريسة في يد هذا التنظيم الذي يستغل هذه الحاجيات، أما الحل الرابع فهو الحل الأمني، وهو الذي يتبعه الجميع لمواجهة هذا التنظيم عسكرياً.حملة وطنية
● ماذا عن الخطط التي يتبناها الوقف السني لمواجهة الأفكار المتشددة؟
- نتبنى خطة مواجهة هي الأكبر في الشرق الأوسط، بالتنسيق مع المؤسسات الدينية الفاعلة، وهي "الحملة الوطنية الإسلامية لمحاربة الفكر المتطرف والإرهاب"، وقمنا بدراسة من خلال ورش العمل على ثلاث مراحل للوصول إلى الخارطة الذهنية للإرهاب، ووجدنا أن داعش تبني أفكارها على 30 محوراً من الأفكار الهدامة و300 مفردة منذ عشرينيات القرن الماضي حول مفهوم الجهاد، وأصدرنا 386 بحثا حول هذه الظاهرة، وضمت هذه العملية مجموعة من العلماء وخبراء التربية، والحمد لله العراق الآن لا يوجد في مقرراته الدراسية أي نص يدعو إلى المذهبية والأفكار التكفيرية, إلى جانب دور المسجد من خلال تأهيل الدعاة بشكل عصري.