ظلمناك يا قدس!
المفارقة العجيبة أن القضية الفلسطينية تم احتضانها بالمال والمقاومة العسكرية والتضحيات السياسية من حكومات قومية وليبرالية وعلمانية ومن التيارات والنخب ذاتها، ولكن مع تقهقر وانكسار هذه الموجة وتصاعد نجم الأحزاب والتيارات الدينية تم بيع قضية القدس واستحقاقات مأساة فلسطين بأبخس الأثمان.
![د. حسن عبدالله جوهر](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1499151557547559900/1499151557000/1280x960.jpg)
الوفود العربية باتت تتباهي في هرولتها للتطبيع مع الكيان الصهيوني، ولم تتردد حتى في الرقص الماجن على أنغام الموسيقى مع الصهاينة والمحتلين طرباً على جراحات الأيتام والأمهات الثكالى، ومناهج التربية في معظم الدول العربية مسحت مسمى العدو الصهيوني، واختلقت أعداء جددا من العرب والمسلمين.المبالغ التي دفعت عبر القنوات الرسمية والتبرعات الشعبية للميليشيات الإرهابية، وكم الأسلحة بأنواعها الفتاكة والحديثة وأشكال الدعم السياسي والحواضن الاجتماعية خلال السنوات الخمس الأخيرة تجاوزت أضعافا مضاعفة ما قدمه العرب، حكومات وشعوباً، لنصرة القضية الفلسطينية طوال قرن من الزمان، فهل من ذل ومهانة وحماقة واستصغار للعقول والقلوب أكثر من هذا؟!المفارقة العجيبة الأخرى أن القضية الفلسطينية تم احتضانها بالمال والمقاومة العسكرية والتضحيات السياسية من قبل الحكومات القومية والليبرالية والعلمانية ومن التيارات والنخب ذاتها، ولكن ومع تقهقر وانكسار هذه الموجة وتصاعد نجم الأحزاب والتيارات الدينية تم بيع قضية القدس واستحقاقات مأساة فلسطين بأبخس الأثمان، وكأن بأمثال هؤلاء المشايخ وأرباب الفتاوى الموغلة في الدماء والأعراض لم يقرؤوا آيات القرآن حول الأقصى أو تناسوها عمداً مع سبق الإصرار!لكن يبقى للأقصى رجاله ونساؤه والمخلصون لقيمته الحقيقية في العقول والوجدان، وإن بقي هذا الصرح الشامخ وحيداً وغريباً في هذا الزمن الأغبر!