ما الذي أصاب ماكرون؟!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
ولعل أسوأ ما قاله ماكرون لثماني صحف أوروبية، وبعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "الخاطفة" لباريس هو "أن الأسد عدو للشعب السوري لكنه ليس عدواً لفرنسا"، فهل يعقل يا ترى أن يصدر مثل هذا الكلام عن رئيس من المفترض أنه وريث الثورة الفرنسية العظيمة، وكان عليه قبل أن يقوله أن يأخذ في اعتباره أن فرنسا نفسها تعتبر أن أي نظام يعادي شعبه هو عدو، وبالضرورة لكل الأنظمة الديمقراطية في العالم كله. كان على الرئيس ماكرون قبل أن يقول إنه لا يرى بديلاً شرعياً للرئيس السوري، وأن فرنسا لم تعد تعتبر رحيله شرطاً مسبقاً لحل الصراع المستمر منذ 6 أعوام أن يأخذ بعين الاعتبار أنه لو تم تطبيق هذا المفهوم على كل طغاة الأرض، ومن بينهم أدولف هتلر وموسيليني وأنطونيو سالازار، وغيرهم كثيرون، لبقي هؤلاء يرتكبون الجرائم التي كانوا يرتكبونها ولسنوات طويلة. أما أن يخشى ماكرون على سورية من أن تصبح دولة فاشلة فإن هذا إما أن يكون "حولاً" سياسياً لا يجوز أن يصاب به رئيس دولة عظمى من المفترض أن لديها اطلاعاً وثيقاً على كل ما يجري في هذا الكون، أو أنه "نفاق" مصطنع لمجاملة فلاديمير بوتين الذي من المفترض أنه سيراه في موسكو بعد أيام قليلة... إن هذه الدولة التي كانت في ذهنك يا فخامة الرئيس، قبل أن يصيبها ما أصابها في عهد بشار الأسد، الذي لم تعد تعتبر رحيله شرطاً مسبقاً لحل هذا الصراع المستمر منذ أكثر من 6 أعوام، لم تعد موجودة على الإطلاق، وعليك، إذا أردت أن تتأكد من هذا، أن تسأل النائب السابق لرئيس الجمهورية العربية السورية عبدالحليم خدام، المقيم في باريس الآن، كما أن عليك أن تعود إلى ما كان قاله رئيس أركان الجيش السوري في عهد حافظ الأسد الجنرال حكمت الشهابي عام 2011 للقائد اللبناني الكبير وليد جنبلاط... لقد قال: إن سورية ذاهبة إلى حرب أهلية ومتجهة إلى ما يشبه الصومال، وبشار الأسد يريد "التقسيم"... إنهم يريدون التقسيم... وسورية التي نعرفها لن تعود.