بالعربي المشرمح: الرتابة وخطبة الجمعة!
تعودنا في يوم الجمعة من كل أسبوع الذهاب إلى المسجد لأداء الصلاة وسماع خطبة الجمعة، وكالعادة نرفع أعناقنا إلى الخطيب عندما يعتلي المنبر، وسرعان ما نبدأ بالتثاؤب والملل لتكرار ما نسمع، ولا نكاد ننتهي من الصلاة حتى نتسابق ونتزاحم على باب الخروج، وهكذا حالنا في كل جمعة. ولأن لخطبة الجمعة أهمية كبرى ودوراً فاعلاً في التأثير في المجتمع وتوجيهه الوجهة السليمة والنهوض به إلى ما يعود على أفراده بالنفع والفائدة في كل حياتهم، فيفترض بوزارة الأوقاف أن تنوع الخطبة والخطيب كل أسبوع، فتأتي لنا مرة بخطيب من وزارة الصحة ليثقف الناس كيف يتجنبون الأمراض، وكيف يستخدمون الأدوية، ومرة تجلب لنا خطيباً من "الداخلية" ليتحدث عن زحمة المرور وفن القيادة وأخلاقها. وبعدها ليأت خطيب من "الدفاع" ليعزز الروح الوطنية وحب الوطن والتضحية من أجله، ثم تأتينا الوزارة بخطيب من القضاء أو محام ليعلمنا القوانين وكيفية تطبيقها واحترامها، ثم تأتينا بمدرس يخطب لنا عن كيفية تدريس أبنائنا ومتابعتهم وتعليمهم الطريقة العلمية المطلوبة للتفوق، وماذا لو أتوا لنا بمهندس يشرح لنا كيف نبني بلا أخطاء، وهكذا في كل خطبة جمعة تكون حول شؤوننا وأحوالنا وما ينفعنا بدلاً من قصص الأولين التي حفظناها من كثرة ترديدها في كل جمعة، وبدلاً من خطيب لا يعرف سوى تلك القصص، حتى أصبح المصلون يتململون في انتظار إقامة الصلاة ليتزاحموا على باب الخروج.
يعني بالعربي المشرمح:خطبة الجمعة ليست فقط لتكون عن العقيدة، ولكنها كذلك لتهذيب وتثقيف المجتمع بأحواله وحياته، شاملة جميع النواحي، حتى لا تكون مملة وذات طابع واحد، فعلى وزير الأوقاف أن يبادر إلى ابتكار ما هو مفيد للمجتمع في خطب الجمعة دون تعارض مع ديننا الحنيف وحرمة المساجد.