دأبت المخرجة ريما الرحباني ابتداء من 15 يونيو الجاري على نشر فيديوهات لوالدتها السيدة فيروز وهي تسجل أغنيات داخل أحد الاستوديوهات، على مواقع التواصل الاجتماعي، فتلقفها الجمهور وبدأت التكهنات حول ما إذا كانت فيروز تحضّر لأعمال جديدة، وحرصت ريما على التركيز على وجه فيروز في الفيديوهات وعلى مخاطبتها ابنتها، فبدت قريبة جداً إلى درجة أن الجمهور استطاع رؤية ملامحها بعد غياب طويل عنه، ومشاركتها لحظاتها في استوديو التسجيل. بعد ذلك نشرت فيروز، على صفحتها على «فيسبوك» شريط فيديو يتضمّن لحناً موسيقياً لأغنية جديدة بعنوان «ببالي»، تحية لذكرى رحيل زوجها الفنان عاصي الرحباني، وتردد أنها حضّرت طويلاً وبعناية فائقة لهذه الأغنية.
وكانت المخرجة ريما الرحباني أعلنت في 19 يونيو الجاري إطلاق ألبوم جديد لفيروز في سبتمبر بعنوان «ببالي»، يتضمّن عشر أغنيات من بينها أغنية «لمين»، التي فوجئ الجمهور بطرحها في ساعات متأخرة من ليل 19 يونيو عبر المتاجر الرقمية على الإنترنت. أما باقي أغنيات الألبوم فهي: «رح نرجع نلتقي، يمكن، ببالي، ما تزعل مني، لمين، أنا وياك، حكايات كتير، بغير دني، بيتي زغير، لمين (عزف على البيانو). الأغنية الجديدة مستوحاة من أغنية Pour qui veille l’étoile وهي من كلمات بيار ديلانوي، وألحان لويس أمادي وجيلبر بيكو، وغناء الفنان الفرنسي جيلبير بيكو. أما النسخة العربية فهي من كلمات ريما الرحباني وتوزيع ستيف سايدويل. يقول مطلعها: «لمين بيبكي الحور لمين؟ لمين الأرض بتدور؟ إلك أو إلي أو مش لشي؟ مش لشي ولا أي شي».
ردود فعل متفاوتة
لم ينتظر جمهور مواقع التواصل الاجتماعي كثيراً للتعليق على الأغنية، ففي حين هلّل البعض لعودة فيروز إلى الساحة الغنائية بأغنية جديدة بعد طول انتظار، عبَّر البعض الآخر عن خيبة أمل لأن هذه العودة لم تكن بمستوى فيروز «سفيرة لبنان إلى النجوم»، منتقداً الكلمات والألحان، ليس لأنهما مقتبسان عن أغنية أجنبية بل لأنهما لا يليقان بفيروز التي أضحت رمزاً للفن الأصيل، ليس في لبنان فحسب بل في العالم. فيروز بالنسبة إلى هؤلاء عملاقة ولا تليق بها سوى الأعمال العملاقة، وتمنوا لو بقيت «جارة القمر» محتجبة بدل العودة بأغنية غير لائقة. على ما يبدو، استبقت فيروز أية ردة فعل، إذ علقت على صفحتها على «تويتر» في 19 يونيو، مغردة بكلام قديم لعاصي الذي رحل في 21 يونيو 1986: «لا يُمكن لأحد أن يُسمّي نفسه جديداً أو قديماً أو ثوريّاً. الذي سَيُسمّيه ويقيّمه في النهاية، هُم الناس والزمان.» كذلك علقت على صورة قديمة لعاصي: «أُصلّي على طريقتي الخاصة. أتذكّره دائماً! نحن صديقان وأثق به كثيراً، والأُغنية الأخيرة أو النشيد الأخير من كل مسرحيّة أو رواية، هديّة لهُ».تلفزيون لبنان يتذكر عاصي الرحباني
كان «تلفزيون لبنان» أحيا ذكرى غياب عاصي الرحباني (21 يونيو- 1988) ببرامج وتقارير خاصة أعدت للمناسبة، بناء على طلب وزير الإعلام ملحم الرياشي، ضمن يوم تلفزيوني طويل، تخللته شهادات من إعلاميين مقربين وأصدقاء لعاصي الرحباني عن مسيرته وعائلته وأعماله، فضلاً عن سهرتين خاصتين حول حياة عاصي العائلية والموسيقية والاجتماعية، قدَّم الأولى الشاعر عبد الغني طليس، والثانية الإعلامي شادي ريشا، فضلاً عن عرض مقاطع ومقتطفات من أعمال الرحابنة، وبرامج استضافت عاصي الرحباني من إعداد وتقديم نجيب حنكش، وعادل مالك وجاندارك أبو زيد، إضافة إلى مقتطفات من احتفالات تكريم عاصي الرحباني على الصعيدين الرسمي والشعبي».