السعودية تحبط عملية إرهابية تستهدف الحرم المكي

• انتحاري فجر نفسه بعد محاصرته على بعد 800 متر من الحرم... واعتقال 5 بينهم امرأة
• «الداخلية»: خطط تُدار من الخارج للتشكيك في قدرة المملكة على حماية أمن الحجاج والمعتمرين

نشر في 24-06-2017
آخر تحديث 24-06-2017 | 18:50
الحرم المكي في صورة جوية أمس    (رويترز)
الحرم المكي في صورة جوية أمس (رويترز)
في نجاح أمني يسجل لها، تمكنت السلطات الأمنية السعودية من إحباط عملية إرهابية آثمة كانت تستهدف الحرم المكي في ليلة ختم القرآن الكريم، وقالت الداخلية السعودية إن دولا خارجية ترعى هذه الخطط.
أحبطت قوات الأمن السعودية عملية «إرهابية» كانت تستهدف الحرم المكي، حيث يتجمع عشرات الآلاف من المصلين في آخر أيام شهر رمضان، إذ فجر انتحاري أحزمته الناسفة، حسبما أفادت وزارة الداخلية.

وجاء في بيان للوزارة، نشرته وكالة الانباء الرسمية، ان الجهات الأمنية تمكنت الجمعة «من إحباط عمل إرهابي وشيك كان يستهدف أمن المسجد الحرام ومرتاديه من المعتمرين والمصلين من قبل مجموعة إرهابية تمركزت في ثلاثة مواقع».

وأصيب 11 شخصا بينهم خمسة من عناصر الشرطة بجروح في انهيار منزل من ثلاث طبقات في منطقة الحرم، كان يتحصن فيه انتحاري قبل أن يفجر نفسه، حسبما أوضح البيان.

وأوضح البيان ان أحد المواقع التي كانت مستهدفة يقع «في محافظة جدة، والآخرين بالعاصمة المقدسة، الأول بحي العسيلة، والثاني بحي أجياد المصافي الواقع داخل محيط المنطقة المركزية للمسجد الحرام، عبارة عن منزل مكون من ثلاثة أدوار كان يوجد بداخله الانتحاري المكلف بالتنفيذ».

وأجياد، حي تاريخي محاذٍ للحرم في مكة، استخدمه الإرهابيون ليكون موقعاً لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية التي كانت تستهدف ساحات الحرم المكي، ويبعد عن الحرم نحو 800 متر فقط، إلا أن العمليات الاستباقية لرجال الأمن نجحت في إحباط العملية الإرهابية.

وأشار البيان إلى أن الانتحاري «بادر فور مباشرة رجال الأمن في محاصرته بإطلاق النار باتجاههم، ما اقتضى الرد عليه بالمثل لتحييد خطره بعد رفضه التجاوب مع دعواتهم له بتسليم نفسه».

وأضاف أن الانتحاري «استمر في إطلاق النار بشكل كثيف، قبل أن يقدم على تفجير نفسه، ما نتج عنه مقتله وانهيار المبنى الذي كان يتحصن بداخله وإصابة 6 من الوافدين نقلوا على اثره للمستشفى، إضافة إلى إصابة 5 من رجال الأمن بإصابات طفيفة».

وأوضح البيان أن العملية الأمنية أسفرت «عن القبض على 5 من عناصر الخلية بينهم امرأة، بعد مداهمة مواقعهم المشار إليها آنفا»، لافتا إلى أن الجهات الأمنية باشرت «تحقيقاتها ورفع الأدلة في مكان التفجير والتثبت من هوية الانتحاري».

وأكد المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، عبر التلفزيون السعودي الرسمي، أنه «تم نقل المعتمرين الستة» المصابين الى المستشفى، لافتا الى أن «4 منهم غادروا المستشفى بعد تلقي العلاج، فيما لا يزال اثنان يتلقيان الرعاية الصحية».

وشرح التركي أن أعضاء الخلية «الإرهابية»، من خلال محاولتهم استهداف الحرم المكي، مسوا بأمن «أقدس» الأماكن لدى المسلمين، مشددا على أن هؤلاء ينفذون «خططا تدار من الخارج هدفها زعزعة» أمن البلاد واستقرارها، دون أن يذكر تلك الجهات الخارجية التي تحدث عنها.

وذكر المتحدث بأنه «خلال العامين الماضيين، أطاحت الأجهزة الأمنية بعدة خلايا إرهابية في محيط العاصمة المقدسة وضواحيها»، لافتا الى أن تلك الخلايا هدفها إثارة «التشكيك في قدرة المملكة على حماية أمن الحجاج والمعتمرين والزوار في الحرمين الشريفين».

وتابع: «سنكون لهم بالمرصاد، ونواصل الإطاحة بخلاياهم، وإحباط كل ما يسعون إليه من أعمال إرهابية (...) للحيلولة دون تمكينهم من تحقيق هذه الاهداف التي تخدم أجندات أجنبية».

والعملية التي تم إحباطها في وقت كان المصلون متجمعين بأعداد كبيرة في المسجد الحرام يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان، هي ثاني عملية من نوعها ضد أحد الأماكن المقدسة في السعودية في أقل من عام، ففي يوليو 2016، قتل أربعة من عناصر الأمن في اعتداء قرب المسجد النبوي بالمدينة المنورة.

وفي عام 1979، قام نحو 400 متطرف إسلامي بحصار المسجد الحرام في عملية هزت العالم الإسلامي، وانتهت بتدخل القوات السعودية، ما أدى إلى مقتل 127 جنديا و117 مسلحا وعدد من المدنيين.

وأضافت الوزارة: «انهيار المبنى الذي كان الانتحاري يتحصن داخله قبل تفجير نفسه وإصابة 6 من الوافدين، و5 من رجال الأمن بإصابات طفيفة».

ودانت دول في المنطقة ومؤسسات دينية محاولة مهاجمة الحرم المكي، بينها قطر التي أكدت في بيان تضامنها «مع المملكة العربية السعودية الشقيقة، ووقوفها معها في كل ما تتخذه من إجراءات للحفاظ على المقدسات الإسلامية»، رغم الدبلوماسية بين البلدين الخليجيين، كما أعربت إيران عن إدانتها للعملية «الارهابية»، مؤكدة أنها على استعداد للمساعدة والتعاون في محاربة «تجار الموت».

ودان حزب الله اللبناني، في بيان أمس، محاولة استهداف المسجد الحرام، بعد ساعات على خطاب تحريضي ضد المملكة لأمين عام الحزب حسن نصرالله. واتهم الحزب «عصابات التكفير والإرهاب» بالوقوف وراء العمل.

وأكد الأزهر الشريف «رفضه القاطع لهذا العمل الإجرامي الخبيث»، مشددا على أن مرتكبيه «لا يريدون خيرا بالإسلام أو الأمة الإسلامية».

back to top