الأزمة الخليجية عند مفترق طرق... والأطراف تشيد بالكويت

• قرقاش: تسريب الدوحة للمطالب أضر بالتسوية وفي حال رفضها لن نصعد بل سنفترق
• قطر: «اللائحة» غير واقعية وسنسلم الرد للكويت
• البيت الأبيض: الأزمة عائلية

نشر في 24-06-2017
آخر تحديث 24-06-2017 | 18:40
قرقاش خلال مؤتمره الصحافي في دبي اليوم  (أ ف ب)
قرقاش خلال مؤتمره الصحافي في دبي اليوم (أ ف ب)
باتت أزمة قطر التي تواجه مقاطعة من السعودية والإمارات والبحرين ومصر عند مفترق طرق، بعدما اعتبرت الدوحة لائحة المطالب التي تقدمت بها الدول الـ4 غير واقعية.
وأكد الوزير المكلف بالشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش أنه في حال رفضت قطر المطالب سيكون الفراق هو الحل.
غداة تسريب لائحة مطالب تقدمت بها الدول المقاطعة لقطر: السعودية ومصر والإمارات والبحرين، اعتبرت الدوحة أن المطالب غير واقعية في وقت أكدت أبوظبي أن التسريب أضر بجهود التسوية، مشددة على أن الفراق سيكون الحل في حال رفضت المطالب.

وأعلنت قطر تسلمها لائحة تضم 13 مطلبا من الدول الـ4. وقال بيان لوزارة الخارجية القطرية إن "دولة قطر تعكف الآن على بحث الطلبات والأسس التي استندت إليها لغرض إعداد الرد المناسب بشأنها وتسليمه للكويت".

وأكد البيان شكر قطر وتثمينها لمساعي دولة الكويت الهادفة إلى تجاوز الأزمة الراهنة.

واعتبر مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر سيف أحمد أن طلبات دول المقاطعة، تهدف للحد من سيادة بلاده والتدخل في سياستها الخارجية وليس محاربة الإرهاب، واصفاً إياها بغير الواقعية ولا تتسق مع المعايير.

وأشار إلى تصريح وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الذي طالب فيه دول المقاطعة بأن تقدم مطالب "منطقية وقابلة للتنفيذ"، وكذلك تصريح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون الذي أكد ضرورة أن تكون طلبات دول المقاطعة "واقعية ومتوازنة"، موضحا أن الطلبات التي تناقلتها التقارير "لا تتسق مع تلك المعايير".

وكانت الدول المقاطعة لقطر قد وجهت قائمة مطالب مكونة من 13 بندا إلى الدوحة، وأمهلتها عشرة أيام للامتثال لمطالب أبرزها: قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، ووقف تمويل أي كيانات متطرفة تصنفها الولايات المتحدة مجموعات إرهابية، وقطع جميع علاقاتها وروابطها مع جماعة "الإخوان المسلمين" ومع الجماعات الأخرى بما في ذلك "حزب الله" وتنظيما "القاعدة" و"داعش".

من جهتها، أعلنت "شبكة الجزيرة" الإعلامية رفضها للمطالب، قائلة إنها تعتبر الدعوة إلى إغلاقها ليست سوى "حصار مفروض على مهنة الصحافة وقمع حق الناس في الحصول على المعلومات".

يذكر أنه في الـ5 يونيو الجاري، قطعت السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى على قطر حظرا بريا وجويا، واتهمتها بدعم الإرهاب، وهو ما نفته الأخيرة.

وقطعت موريتانيا واليمن وجزر القمر لاحقا علاقاتها مع الدوحة.

عمل متهور

في غضون ذلك، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الامارات أنور قرقاش، إنه لا يجب أن تؤذي سياسة قطر المستقلة العمل الجماعي لدول الخليج.

وأضاف قرقاش، في مؤتمر صحافي بدبي، اليوم ، أن قطر لديها جدول أعمال يقوض أمن منظومة دول الخليج ويروج للأجندة الإيرانية، معتبرا أن تسريب قطر لمطالب الدول الأربع عمل متهور قوض الوساطة الكويتية التي تقدم لها بالشكر.

ورأى أن قطر لم تحاول التوصل لأرضية مشتركة بشأن مطالب الدول الأربع، متهما "قناة الجزيرة" بـأنها منصة تروج أجندات الجماعات المتطرفة في المنطقة.

وشدد على أن ما يحدث هو محاولة ضغط دبلوماسي لوقف قطر عن دعمها للإرهاب والتطرف، موضحا أن الدوحة إذا لم تقبل المطالب فإن البديل ليس التصعيد ولكن الفراق.

وأوضح أنه "لا نية لأي نوع من التصعيد العسكري، ومازلنا نحاول عبر الدبلوماسية لحل الأزمة مع قطر".

في السياق، اجتمع سفير الإمارات، خليفة المرر، والقائم بأعمال سفارة السعودية، عبدالله الغامدي، والقائم بأعمال سفارة البحرين، كميل عبدالله الرمضان، مع المدير العام لإدارة الشرق الأوسط بالخارجية التركية، السفير كريم كيراتلي، في أنقرة.

وأكد ممثلو الدول الثلاث على مواقف دولهم حول قطع العلاقات مع قطر نتيجة دعمها للإرهاب وعملها على زعزعة استقرار المنطقة، مشددين على أن ما يحدث هو مقاطعة لقطر وليس حصاراً، وأن دافعه هو رغبة هذه الدول في مواجهة الإرهاب وحفظ أمنها القومي.

خلاف عائلي

في هذه الأثناء، دعا مسؤول في الخارجية الأميركية الأطراف المعنية بالأزمة الخليجية إلى ضبط النفس من أجل السماح بإيجاد ظروف لمناقشات دبلوماسية بناءة، في حين وصف البيت الأبيض الأزمة بأنها شأن خليجي عائلي.

وأضاف المسؤول أن واشنطن تدرك أن الكويت كوسيط في النزاع سلمت لائحة مطالب إلى دولة قطر.

وقال المتحدث باسم الأبيض شون سبايسر إن الأزمة الخليجية شأن داخلي، وإن بلاده مستعدة لمساعدة أطراف الأزمة، لكنها لن تتدخل في الحوار بين أطراف الأزمة ما لم يطلب منها ذلك، دعيا الأطراف إلى حل الأزمة فيما بينهم. وتلقى وزير خارجية قطر محمد عبدالرحمن، اليوم ، اتصالا هاتفيا من نظيره الأميركي ريكس تيلرسون جرى خلاله "مناقشة الأوضاع والتطورات الأخيرة بين دول مجلس التعاون لدول الخليج.

كما بحث وزير الخارجية القطري مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، التطورات الأخيرة.

وفي نيويورك، عرضت الأمم المتحدة التدخل للمساعدة في حل الأزمة الخليجية.

وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة ايري كانيكو: "نأمل أن تحل الدول المعنية الوضع من خلال الحوار"، مضيفة: "نحن جاهزون للمساعدة إذا طلبت منا الأطراف ذلك".

وتابعت: "لا نزال نتابع الوضع بقلق عميق، ونحن على علم بالتقارير حول لائحة المطالب من قطر. ليس باستطاعتنا التعليق بالتفصيل أو تأكيد لائحة كهذه".

اجتماع ايكاو

من جهة أخرى، أعلن وزير النقل القطري، أمس، أن المنظمة الدولية للطيران المدني التابعة للأمم المتحدة "ايكاو" ستعقد جلسة خاصة الجمعة المقبل بشأن طلب قطر إعادة فتح المجال الجوي الخليجي أمامها.

وأبلغ الوزير جاسم السليطي، وكالة "رويترز"، أن الدوحة تضغط من أجل "إتاحة مزيد من المسارات لقطر"، وتريد من منظمة الطيران المدني فتح مسارات النقل الجوي الدولية فوق مياه الخليج التي تديرها حالياً الإمارات.

والإمارات إحدى الدول التي أغلقت مجالها الجوي أمام قطر إلى جانب السعودية والبحرين ومصر، الأمر الذي فرض على الخطوط الجوية القطرية استخدام مسارات أطول ومكلفة.

ويستطيع مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني التي مقرها مونتريال والمؤلف من 36 دولة التدخل لتسوية النزاع المتعلق بحق استخدام المجال الجوي لكن مثل هذا التدخل نادر ويستغرق وقتا لأن المنظمة التابعة للأمم المتحدة تلجأ عادة إلى التفاوض الدبلوماسي لتسوية النزاعات بالإجماع.

«ايكاو» تبحث فتح مسارات للطيران القطري الجمعة المقبل
back to top