في إطار مساعيه الحثيثة لإنهاء الأزمة الخليجية، استعرض سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مع الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، والشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي، والأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية، آخر التطورات في المنطقة، وخصوصاً ما يتصل منها بالتوتر في العلاقات بين الأشقاء.وأعرب سموه، خلال اتصالات هاتفية أجراها معهم مساء أمس الأول الجمعة، عن تطلعه إلى رأب صدع البيت الخليجي بما يعزز المسيرة المباركة لدول مجلس التعاون.
في موازاة ذلك، وصفت قطر المطالب الـ13 التي أعلنت تسلمها لائحة بها من الرياض وأبوظبي والمنامة والقاهرة، بأنها «غير واقعية»، وأعربت خارجيتها، في بيان، عن شكرها دولة الكويت وتثمينها مساعيها الهادفة إلى تجاوز الأزمة الراهنة، مضيفة أن «دولة قطر تعكف الآن على بحث الطلبات والأسس التي استندت إليها بغرض إعداد الرد المناسب بشأنها وتسليمه إلى الكويت».بدوره، رأى مدير مكتب الاتصال الحكومي في قطر سيف أحمد أن طلبات دول المقاطعة، هدفها الحد من سيادة بلاده، والتدخل في سياستها الخارجية، لا محاربة الإرهاب، مؤكداً أنها «غير واقعية ولا تتسق مع المعايير».وكانت الدول المقاطِعة لقطر وجهت قائمة مطالب، تم تسريب محتواها، تضمنت 13 بنداً، وأمهلتها عشرة أيام للامتثال لها، وأبرزها قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، ووقف تمويل أي كيانات متطرفة تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، وقطع جميع علاقاتها وروابطها مع جماعة «الإخوان المسلمين» والجماعات الأخرى، بما في ذلك «حزب الله» وتنظيما «القاعدة» و«داعش».في غضون ذلك، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات أنور قرقاش أن «الدوحة إذا لم تقبل المطالب خلال مهلة الـ10 أيام، فإن الدول الأربع لن تصعّد، بل سيكون هناك فراق بينها وبين قطر»، ووصف تسريب قطر تلك المطالب بأنه «عمل متهور يقوض الوساطة»، مجدداً شكره وتقديره لدور الكويت. وقال قرقاش، في مؤتمر صحافي بدبي، إن «قطر لم تحاول التوصل إلى أرضية مشتركة بشأن المطالب»، وأن «لدى الدوحة جدول أعمال يقوض أمن منظومة دول الخليج ويروج للأجندة الإيرانية»، متهماً «قناة الجزيرة» بأنها «منصة تروج لأجندات الجماعات المتطرفة في المنطقة». وأضاف: «لا نريد وساطة أوروبية، وأعتقد أن الأوروبيين لا يريدون لعب دور الوسيط، ودورهم يجب أن يكون الضغط على قطر».وبينما جدد دعوته إلى ضرورة وجود ضمانات دولية لأي اتفاق مع قطر، كشف أن «إحدى الأفكار المطروحة أن تكون هذه الضمانات برقابة أوروبية ـ أميركية»، لافتاً إلى أن «هناك اهتماماً أوروبياً أميركياً كبيراً جداً بهذه الفكرة».في هذه الأثناء، دعا مسؤول في الخارجية الأميركية الأطراف المعنية بالأزمة الخليجية إلى ضبط النفس للسماح بإيجاد ظروف لمناقشات دبلوماسية بناءة، في حين وصف البيت الأبيض الأزمة بأنها «شأن خليجي عائلي، وأن الكويت تقوم بدور الوسيط بين طرفي النزاع».وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر إن تلك الأزمة «شأن داخلي»، معرباً عن استعداد بلاده لمساعدة أطراف الأزمة، لكنها لن تتدخل في الحوار بين أطراف الأزمة ما لم يطلب منها ذلك.
أخبار الأولى
الأمير يتابع وساطته الخليجية
25-06-2017