متاجر «ليدل» في أميركا تتعامل مع سوق يختلف عن مفاهيم التسوق الأوروبية

لم يخب ظن سينثيا دونلاب خلال بحثها عن متجر جديد يوفر لها أفضل الأسعار المنافسة

استقلت سينثيا (58 عاما) سيارتها من مدينة نورفولك بولاية فرجينيا لبضعة كيلومترات، لتلقي نظرة على أحد أول فروع سلسلة متاجر "ليدل"، الألمانية الشهيرة، في الولايات المتحدة، والذي افتتح نهاية الاسبوع الماضي في مدينة فرجينيا بيتش القريبة منها. وعند انتهائها من التسوق، اشترت حبة أناناس يبلغ سعرها 89 سنتا، وثلاث قطع من حلوى "دوناتس"، مقابل دولار واحد.

وتقول دونلاب، التي عاشت في هايدلبرغ بألمانيا في الفترة من 1998 حتى : 2001 "جئت بحثا عن الخصومات - ولرؤية ماذا لديهم". وأشارت إلى إنها كانت تبحث عن أشياء "تذكرني" بالوقت الذي عاشته في ألمانيا والذي تفتقده.

وذكرت أنها ومئات المتسوقين الآخرين وجدوا العديد من البضائع، من بينها العجائن البافارية المصنعة في المتجر باستخدام العجينة القادمة جوا من ألمانيا، بالإضافة إلى السجق المشوي والبيرة الألمانية، مع العديد من المنتجات الأوروبية الأخرى مثل النبيذ الفرنسي والشوكولاتة البلجيكية.

ولكن لم يظهر على متجر لبقالة الألماني "ليدل" أي اتصال بأوروبا، لكونه يتعامل هذه المرة مع سوق مختلف تماما عن السوق الأوروبي، ومفاهيم الشراء هناك، وعلى أي حال وكما كان واضحا، فإن هذه المنتجات كانت في قسم المنتجات الدولية بالمتجر، والذي كان ممتلئا بالمنتجات الإيطالية منتظرا الافتتاح الكبير.

ووفقا لمسؤولي "ليدل" فإن ذلك سيتغير بشكل دوري ليحتوي على منتجات من دول اخرى بما فيها دول غير أوروبية.

وأعلنت "ليدل" في وقت سابق من الشهر الجاري اتفاقها مع عارضة الأزياء الشهيرة، ألمانية المولد، هايدي كلوم، يجعلها الموزع الحصري لخط ازياء تطوره كلوم. ومن المقرر أن تعرض في المتاجر بحلول نهاية العام الجاري.

وفي الحقيقة فإن المتجر يتبع بعضا من التقاليد تفقده اصله الأوروبي، حيث لا يحتاج المتسوقون إلى وضع عملة للحصول على عربات التسوق، ولن تكون هناك حاجة لإعادة زجاجات الشراب، إلا أنه سيتم فرض بضعة سنتات مقابل الحصول على أكياس التسوق إذا لم يحضر العملاء أكياسهم.

ويقول بريندان بروكتور، رئيس شركة "ليدل" في الولايات المتحدة، إن الشركة تعتمد بشكل كبير على فئات مستهدفة مع تطوير مفهومها لمتاجرها في الولايات المتحدة، سعيا لتوفير الأشياء التي يريدها المستهلكون الأميركيون مثل البيرة الباردة والنبيذ، وهو ما لا يتوافر في سلسلة متاجرها الأوروبية.

وأظهرت بعض ردود أفعال من أشخاص في الفئات المستهدفة عرضت عليهم صور المتاجر الأوروبية القديمة أن الأميركيين يرون أنها بشعة.

وقال بروكتور إن الأمر سيختلف مع متاجر "ليدل" في الولايات المتحدة، فقد جرى تصميمها بشكل مختلف قليلا لتبدو أحدث، ولكن لا يمكن أن تخطئ العين أنها في النهاية متاجر بقالة.

وكان عدد من المتسوقين في متجر "ليدل" يوم الخميس على دراية بأسلوب متاجر التخفيضات الألمانية، لأنهم تسوقوا من قبل في منافستها الألمانية سلسلة متاجر "ألدي"، التي دخلت إلى السوق الأميركية قبل عقود.

ولدى "ألدي" بالفعل 1300 متجر، وقبل افتتاح "ليدل" الكبير، أعلنت أنها ستضيف 900 فرع آخر في الولايات المتحدة، بحلول عام 2022، في إطار برنامج استثمار رأسمالي بقيمة 3.4 مليارات دولار.

وفي الوقت الذي تفاءل فيه المتسوقون خلال الافتتاح الكبير للمتجر في فيرجينيا بيتش، أعرب البعض عن أسفهم كون المتجر ليس أميركيا.

ويقول بروكتور إن "ليدل" ترى إمكانات كبيرة في الولايات المتحدة وتهدف إلى التكيف. حتى بعد العمل على نطاق واسع خلال جلسات نقاشية، وأضاف أن "اليوم هو موعدنا كي نبدأ بحق في التعلم بشأن بالسوق".

ورفض بروكتور الإفصاح عن حجم المبلغ الذي تستثمره "ليدل" في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الشركة مملوكة للقطاع الخاص. ولكن إذا نجحت خطط نموها، فإن المزيد والمزيد من الأميركيين سيرغبون في معرفة المزيد عن متاجرها.

وتشمل هذه الخطط افتتاح 20 متجرا في الولايات المتحدة بحلول سبتمبر المقبل، وهو ما يضاعف العدد الذي تم افتتاحه يوم الخميس الماضي في ثلاث ولايات جنوب شرق الولايات المتحدة.

وفي غضون بضع سنوات تهدف إلى افتتاح اكثر من 100 متجر شمال وجنوب الساحل الشرقي.

ويقول بروكتور انه بالإضافة إلى وجود مركزين للتوزيع يعملان بالفعل فإن هناك ثالثا قيد الإنشاء، كما تم استكشاف مواقع للمتاجر في اوهايو وتكساس.

وأكد بروكتور "اننا ملتزمون تماما تجاه السوق الأميركي".