الدراما المصرية... اتهامات بالسرقة وبلاغات بخدش الحياء والذوق العام
لا تزال الأزمات التي شهدتها الدراما المصرية هذا العام تثير الجدل في الوسط الفني وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، لا سيما أنها كثيرة وارتبطت بالمحتوى الدرامي الذي قدّمه الصانعون وبأخطاء لا تغتفر، بحسب البعض.
فرضت الهيئة الوطنية للإعلام في مصر غرامات تصل إلى 200 ألف جنيه على الأعمال الدرامية التي تتضمّن ألفاظاً تحمل تجاوزاً، وتقدّم صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي بشكوى إلى جهاز حماية المستهلك، بسبب ما رصده من ترويج مباشر لمنتجات شركة تبغ عالمية في مسلسلي «الحالة ج» و«الزئبق».وأكَّد الصندوق أن نماذج الدعاية التي رصدها في هذين العملين تمثّل خرقاً للقانون المصري والاتفاقية الإطارية الدولية لمكافحة التبغ، منتقداً لجوء أسرة مسلسل «الحالة ج» إلى الترويج لإحدى علامات التبغ التجارية العالمية باعتبارها دافعاً للتقدم الوظيفي، ومؤشراً إلى الانتماء إلى طبقة اجتماعية مرموقة.
سرقة
أما «في اللا لا لاند» الذي قامت ببطولته دنيا سمير غانم وأنتجه هشام جمال، فحصل الكاتب رأفت عبد الفتاح على حكم قضائي من المحكمة الاقتصادية بوقف العرض بسبب ما أثبته من تشابه مع قصة قدمها إلى الشركة المنتجة نفسها نهاية العام الماضي لتكون مشروعاً درامياً بينهما.ونجح عبد الفتاح في إثبات تشابه أحداث العمل مع قصته بصورة كبيرة، خصوصاً أنه وثّق القصة في الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية تحت اسم مسلسل «الجزيرة»، مشيراً إلى أن دعواه ضدّ الشركة هدفها إثبات أحقيته في المسلسل الذي تمّ تغيير بعض تفاصيله مع الإبقاء على الخطوط الدرامية الأساسية للشخصيات.ولم يعلّق المنتج هشام جمال على الأمر بعد نشر عبد الفتاح صورة الحكم الذي حصل عليه من قاضي الأمور الوقتية، مؤكداً أن الأمر أمام القضاء الآن وأن المحامي الخاص بالشركة يتابع القضية، فيما قدّم طعناً على الحكم، وهي المرة الأولى التي يصدر فيها حكم قضائي بوقف عرض مسلسل بسبب اتهام فريق عمله بالسرقة خلال عرضه الأول. تكرّر الأمر نفسه مع «طاقة نور» الذي شهد أزمة حادة بين مؤلفه حسان الدهشان والسيناريست محمد صلاح العزب الذي اتهمه بعد الحلقة الخامسة بسرقة مسلسله «الدرويش» المسجل باسمه في الجهات الرسمية منذ عام 2012، مؤكداً أنه انتظر حتى مشاهدة الحلقة الخامسة قبل إعلان الاتهام تحسباً لخطأ وجهة نظره.ورد العزب على نفي الدهشان سرقة المسلسل وعدم معرفته بما يتردّد بنشر صورة من محادثة سابقة بينهما يهنئه خلالها على أحد أعماله الفنية، كذلك صورة لشهادة مسؤول التسويق في مدينة الإنتاج الإعلامي يؤكد تشابه العملين إلى حد التطابق، وهي الشهادة التي جاءت من مسؤول المدينة كون العزب كان يفترض أن يقدم المسلسل من خلالها.وفشلت جلسات الصلح الودية التي حاول المنتج تامر مرسي من خلالها حل الأزمة بعد مطالبة العزب بتعويض مالي عن الأضرار التي لحقت به ووضع اسمه على الشارة، علماً بأن الشركة المنتجة أكدت له عدم وجود تشابه، ما دفعه إلى اللجوء إلى المحكمة الاقتصادية للمطالبة بحقه الأدبي والمادي.من جانبه رفض مؤلف العمل حسان دهشان اتهامات العزب مؤكداً أنها تأتي ضمن محاولة النيل من نجاح المسلسل، وهو ما حدث معه عندما قدم تجربة «ابن حلال» مع محمد رمضان، ولم يلاحقه من ادعى عليه بالسرقة قضائياً، مؤكداً ثقته في نزاهة القضاء وبراءته من الاتهام غير الصحيح.وأكّد دهشان أنه في انتظار الدعوى القضائية التي توعده بها العزب، فيما رد الأخير قبل منتصف الحلقات بنشر تفاصيل مسلسله حتى الحلقة الأخيرة ليترك للجمهور المقارنة بين العملين مع استمرار عرض المسلسل.حملة وتسريب
تعرض «لا تطفئ الشمس» لحملة هجومية شديدة بعد ظهور عبارة مسيئة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي في خلفية أحد مشاهد العمل، تم التركيز عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما اضطر أسرة العمل إلى تقديم اعتذار والتأكيد أن الخطأ غير مقصود.وحذف فريق العمل الحلقة من المنصات الإلكترونية كافة، مع تصحيح الخطأ قبل إعادة الحلقة لتكون متوافرة مجدداً، فيما جاء الاعتذار بعد ساعات من حملات انطلقت للمطالبة بوقف المسلسل على «تويتر» وأدخلته ضمن الأسماء الأكثر تداولاً بأكثر من 10 تدوينات عن هذا الخطأ فقط.وشهد «كفر دلهاب» أزمة تعرَّض لها يوسف الشريف للمرة الأولى بعد تسريب نهاية المسلسل على إحدى الصفحات الفنية على «فيسبوك»، وحقق الفيديو انتشاراً كبيراً بين المتابعين.
«طاقة نور» شهد أزمة بين مؤلفه حسان الدهشان والسيناريست محمد صلاح العزب