تتبَّع د. خالد تدمري الآثار النبوية المباركة في كل أصقاع الأرض، والتي انتشرت على بقعة واسعة من دول العالم الإسلامي بفضل من تناقلوها وحفظوها بأمانة، فزار وفريق عمله المساجد والمتاحف في كل من السعودية وتركيا ومصر وفلسطين وسورية ولبنان وباكستان والهند وأفغانستان التي حفظت فيها الآثار الشريفة والمقتنيات المباركة، بكل ما تحمل من معانٍ دينية وروحانية وتاريخية وفنية في آن، ومن آثار قيمة تنسب إلى السادة الأنبياء والرسل الكرام إبراهيم ويوسف وموسى ويحيى وداود وعيسى والسيدة مريم العذراء. في محطة أولى، توقَّف تدمري في جامع بادشاهي الكبير في مدينة لاهور التاريخيّة، وصوّر محتوياته من الآثار النبوية المباركة والمقتنيات العائدة إلى آل البيت الكرام. حول هذه الزيارة يوضح تدمري: «قمنا بزيارة رسميّة تمّ تنظيمها بالتعاون مع وزارة الأوقاف في جمهورية باكستان الإسلاميّة بالتنسيق مع سفارتها في بيروت، فُتح خلالها جناح الأمانات المباركة داخل جامع بادشاهي الكبير في مدينة لاهور لتصوير كامل محتوياته من الآثار النبويّة الشّريفة، وذلك بحضور خطيب وإمام ومدير شؤون المسجد ومدير عام الأوقاف ومشايخ الطرق الصوفيّة ودكتورين متخصّصين، الأول في علم الآثار والثاني في علم الكيمياء، استمعوا إلى رأيي ونصائحي العلمية، بناءً على تمني وزير الأوقاف عليَّ، وذلك بغية الحفاظ على تلك الآثار القيّمة بشكل أفضل وإطلاق مشروعٍ لترميمها، من بينها عمامته صلى الله عليه وسلّم وقميص نومه وبردته وعصاه ومشلحه المبارك الذي ارتداه ليلة الإسراء والمعراج، ونعلَاه الشّريفان، وعدد غير قليل من المقتنيات العائدة إلى السيّدة فاطمة الزهراء والسيّد الحسين رضي الله عنهما، وعمامة وقميص وتعويذة صدر منسوبة إلى سيّدنا عليّ كرّم الله وجهه»...
القميص النبويّ الشريف
من باكستان حطّ د. خالد تدمري رحاه في اسطنبول، «هناك استضافنا أحفاد الصحابيّ الجليل أويس القرنيّ، رضي الله عنه، القيّمون على حفظ وخدمة الآثار النبوية الشريفة المتوارثة لديهم أباً عن جد، فصورنا المقتنيات النبوية المباركة والتي تشمل البردة النبوية التي أهداها سيدنا الرسول عليه الصلاة والسلام إلى الصحابيّ الجليل الذي أسلم واتّبع الرسول من دون أن يراه وهو في اليمن، وقميص الرسول ونعليه الشريفين وغيرها، والمحفوظة في «جامع الخِرقة الشريفة» العثمانيّ بمنطقة الفاتح التاريخية في باسطنبول. تفتح غرفة البردة النبوية أبوابها للمؤمنين للزيارة في أول يوم جمعة من شهر رمضان في كل عام لغاية آخر الشهر الفضيل».يضيف: «أمّا القميص والنعلان النبويان الشريفان وآثار أخرى كستارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلّم وكسوة باب الكعبة المشرّفة، فقد حلّت ضيفة عزيزة على مدينتنا طرابلس، وكان السلطان عبد الحميد الثاني أهدى طرابلس شعرة نبوية مباركة من لحية الرسول محمّد عليه أفضل الصلوات وأتمّ التسليم عام 1309 للهجرة».يتابع: «بذلت العائلة الكريمة القيّمة على وقف أويس القرني جهدها للاستحصال على الأذونات الخاصة من إدارة المتاحف التركية ووزارة الثقافة التركية لتأمين مشاركة الأمانات المقدسة في معرض «الآثار النبوية حول العالم». حول مقتنيات أخرى يقول د. تدمري: «اغتنى معرضنا بمعروضات أثرية أصلية متعلقة بالحرمين الشريفين الواردة من مجموعات خاصة موثّقة تاريخياً».عبق إيماني
في احتفال افتتاح المعرض ألقى مفتي طرابلس الشيخ الدكتور مالك الشعار، كلمة اعتبر فيها أن هذه المبادرة إن أتت من دار الفتوى فهو أمر طبيعي، لكن أن يكون رجال السياسة في لبنان وفي طرابلس يحملون هذه الهوية بهذا الاعتزاز والطهر والصفاء فهو يدلّ في حقيقة الأمر على فطرة مدينة طرابلس وهوية رجالاتها وسياسييها وعلمائها وسيداتها ورجالها وسائر أبنائها».ولفت إلى أن «هذه المبادرة إنما تحتضن هذا العبق الإيماني في رمضان ليعود الناس إلى الأصول، إلى نبي الرحمة»، مشيراً إلى أن «اللقاء هو حول هذا الإرث الكبير والتراث العظيم والكنز الذي لا يزال يتلألأ ويشرق ويضيء حتى تقوم الساعة ويرث الله الأرض ومن عليها».