صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في نهاية الأسبوع هجماته على سلفه باراك أوباما والديمقراطيين، آخذاً عليهم عدم القيام بأي شيء ضد التدخل الروسي، فيما اثار تعامل الرئيس السابق مع هذه القضية بعض الانتقادات في معسكره.وقال ترامب أمس عبر منصته المفضلة "تويتر"، إن "السبب الرئيسي أن أوباما لم يفعل شيئاً حول التدخلات الروسية، بعد أن أبلغ من قبل وكالة المخابرات المركزية عن التدخل، بسبب مراهنته على فوز هيلاري كلينتون"، مضيفاً: "لم يرد أوباما تغير الوضع ولم يعترض بل تواطأ أو عرقل، وما فعله الديمقراطيون والمعوجة هيلاري سيئ"، مشيرا إلى أن القصة الحقيقية تكمن في أن أوباما لم يتخذ أي خطوات بعد إبلاغها في أغسطس بالتدخل الروسي.
وطالب ترامب باعتذار له حول اتهامات سيقت له ولفريقه يحقق فيها حالياً المدعي الخاص روبرت مولر، وقال: "بعد 4 أشهر ليس لديهم أي تسجيل يثبت التواطؤ. يجب أن أحصل على اعتذار".وأخذ أكبر عضو ديمقراطي في لجنة المخابرات بمجلس النواب آدم شيف إدارة أوباما، لعدم اتخاذها تحركا أكثر صرامة في وقت مبكر ضد روسيا، بسبب مزاعم عن أنها نفذت هجمات إلكترونية، بهدف التأثير على الانتخابات الرئاسية.
إصلاح صحي
كما انتقد ترامب أمس عرقلة الديمقراطيين لإصلاح قانون الرعاية الصحة، وقال عبر "تويتر" أمس "الديمقراطيون أصبحوا معرقلين فقط، ليس لديهم شيء لا سياسات أو أفكار، وكل ما يفعلونه التأجيل والعرقلة. لديهم أوباما كير".وأضاف "الجمهوريون في الكونغرس يعملون بجد للوصول إلى قانون بدون أي مساعدة من الديمقراطيين. هذا صعب فليسقط ويتحطم أوباما كير". وكشف اعضاء جمهوريون في مجلس الشيوخ الأسبوع الماضي نظام رعاية صحية جديداً يهدف إلى الوفاء بوعد ترامب خلال حملته الانتخابية بإبطال نظام أوباماكير الذي وضعه سلفه. ميدانياً، نظم نشطاء محافظون مسيرتين في واشنطن للتنديد ببعض المشاهير الذين سخروا من تلميحات باغتيال ترامب، لكنّ المسيرتين لم يشارك فيهما سوى بضع عشرات عند نصب لينكولن ميموريال في واشنطن.حظر السفر
وفي تطور لافت، وافقت المحكمة الأميركية العليا أمس على النظر في مرسوم ترامب حول حظر السفر، الذي يستهدف مواطنين من 6 دول ذات أغلبية إسلامية.كما قضت المحكمة العليا بدخول هذا المرسوم حيز التنفيذ جزئيا خلال 48 ساعة، ما يشكل انتصارا لترامب، الذي يشدد على انه ضروري للامن القومي، رغم الانتقادات انه يستهدف المسلمين في انتهاك للدستور الأميركي.مودي وترامب
وعقد ترامب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أول اجتماع مباشر لهما في واشنطن أمس، سعياً إلى تعزيز العلاقات رغم الخلافات المتعلقة بالتجارة، واتفاق باريس للمناخ والهجرة. وقبل اللقاء امتدح ناريندرا زيادة التقارب بين المصالح والمثُل الهندية الأميركية.وبدا مودي مفعماً بالأمل في مقال رأي له نشر بصحيفة "وول ستريت جورنال" حول مستقبل حركة التجارة والعلاقات الدبلوماسية بين الدولتين.«داعش» يهاجم
من جهة أخرى، أغلقت السلطات في ولايتي اوهايو وميريلاند، أمس الأول، مواقع الكترونية بعد تعرضها لقرصنة ونشر رسائل مؤيدة لتنظيم "داعش" عليها. ومن بين المواقع المستهدفة موقع لحاكم اوهايو جون كاسيش. ونشرت مجموعة تطلق على نفسها اسم "تيم سيستم دي زي" على المواقع التي اخترقتها رسالة تتوعد فيها بالثأر من ترامب.وكتب في الرسالة "ستتحمل المسؤولية يا ترامب، أنت وشعبك عن كل نقطة دم تسيل في الدول العربية"، بالإضافة الى عبارة "أحب الدولة الإسلامية".وكتبت الرسالة على خلفية سوداء، وحملت شعار الشهادتين بالعربية محاطا بما يشبه الجناحين. وسمع في خلفية الرسالة التي نشرت على موقع كاسيش صوت الاذان. كذلك تعرض للقرصنة موقع مقاطعة هاورد كاونتي في ولاية ميريلاند المجاورة للعاصمة واشنطن. وأمس كان عدد من المواقع الإلكترونية المقرصنة لايزال خارج الخدمة، فيما اعيد تشغيل موقع حاكم ولاية اوهايو بعد اغلاقه أمس الأول.غزو أميركي
وفي شأن آخر، تعمل الولايات المتحدة على إدراج تنظيمي "القاعدة" و"داعش" على لائحة مجلس الأمن للإرهاب، لتتمكن من تنفيذ عمليات حربية خاصة، في الدول التي يوجد فيها هذان التنظيمان. وقال المحلل العسكري أنتون لافروف، إنه "لا يمكن للولايات المتحدة أن تقوم بشكل رسمي بأي عمل عسكري سري على أراض أجنبية دون إعلان حالة الحرب. وفي عام 2001، قام المحامون الخاصون بالجيش الأميركي بإيجاد ثغرة تمكنهم من تخطي هذه العقبة، لذلك تقوم الولايات المتحدة اليوم بعمليات عسكرية على أراضي دول أخرى، حيث توجد تلك التنظيمات الإرهابية". وحسب مصادر دبلوماسية، اعترضت روسيا وعدد من الدول على الاقتراحات الأميركية. ووفقاً للمصادر، فإن أهم معارضي هذا الاقتراح مصر التي تقاتل تنظيم القاعدة في سيناء، وتعتبر هذا الاقتراح بمنزلة اعتراف بعدم فعالية السلطات المصرية بمقاتلة التنظيمات الإرهابية.قلق من بوتين
في غضون ذلك، أفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن ترامب يشيد بلقاء لم يحدد بعد مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة "العشرين" بمدينة هامبورغ الألمانية يومي 7 و8 يوليو، مع الحفاظ على جميع الملتزمات الدبلوماسية، ورغم قلق بعض ممثلي إدارته.وتشير الوكالة إلى وجود خلافات عميقة داخل الإدارة الأميركية بخصوص موقف الولايات المتحدة تجاه موسكو في ضوء التحقيق حول "علاقات ترامب مع روسيا".