الفضيلة والنقيصة
![طالب الرفاعي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
إن التعليم بالدرجة الأولى، وتالياً تطور العلم ولحين اندلاع ثورة المعلومات ومواقع شبكة الإنترنت، لعبا دوراً مهماً في تغيير فكر الإنسان، وانكشافه على عوالم أبعد بكثير من بيئته الاجتماعية. وبالتالي حصل ويحصل ما يمكن أن يُطلق عليه بالتصادم الأخلاقي. فما يراه الأميركي أمراً عادياً، ينظر إليه شخص في الهند أو مصر بغير ذلك. وإذا كان هناك فعل فاحش يستوجب القتل في بلدٍ ما، قد لا يعني شيئاً لدى إنسان في بقعة أخرى من العالم. ومن هنا يأتي واحد من أكثر المخاطر التي تعيش بيننا اليوم، وهو تشتت البعض بين الفضيلة والرذيلة، وإصدار أحكام قاسية بحقها.ومن النقاط المهمة التي يثيرها الكاتب هو الوجه الآخر الخفي للفعل السيئ، فيقول في الوقاحة: "ثمة نعت على كل حال لا يمكن أن يُلصق بالوقح: أنه لا يشارك في الرياء. إن منْ لا يخجل، ولا يجد نفسه بالغ التهذيب لأن يجهر برأيه مرةً، لأن يرفض الخنوع لأسياد مزيفين، يبرهن على حرية داخلية لها قيمتها لا شك في ذلك، عندها، وعندها فقط، تصبح "الوقاحة" صفة إيجابية". ص25وبناء على مثل هذا الفهم للكامن خلف الفعل الإنساني الفض أو السيئ، يمكن النظر إلى صعوبة إصدار حكم قاطع حيال سلوك إنساني بعينه. فكل إنسان له قاموسه الخاص بقناعاته حيال السلوك الإنساني، وعادة ما يكون هذا القاموس الشخصي مرتهنا إلى التربية والأسرة والتعليم والتجربة الحياتية والمجتمع. وبالعموم فإن الأحكام الشخصية بقدر ما فيها من الموضوعية فيها من الشخصانية. وقلة أولئك الذين يمتلكون النزاهة، في تقييم مسلك الآخر مقارنة في مسلكهم. فعدد كبير يدين الآخر لفعل اقترفه، ويقف صامتاً حيال إدانة الفعل نفسه إذا ارتكب هو الفعل نفسه.بالرغم من وضوح الحدود بين الخطأ والصواب أحياناً، فإن للمسلك الإنساني وجوهاً عدة، ولأنه كذلك يصعب جداً الحكم بموضوعية عليه.