حذرت الولايات المتحدة من أنها سترد بقوة على أي هجوم كيماوي جديد قد يقوم به نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مؤكدة أنها رصدت "استعدادات" للجيش السوري لشن هجوم كيماوي.

وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية شون سبايسر، في بيان، إن "الولايات المتحدة رصدت استعدادات محتملة من قبل النظام السوري لشن هجوم كيماوي آخر قد يؤدي إلى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء".

Ad

وحذر سبايسر: "كما قلنا سابقاً، فإن الولايات المتحدة موجودة في سورية للقضاء على تنظيم داعش، لكن إذا شن الأسد هجوماً جديداً يؤدي إلى عملية قتل جماعية باستخدام أسلحة كيماوية، فإنه وجيشه سيدفعان ثمناً باهظاً".

وأعلن سبايسر أن الأنشطة التي رصدتها واشنطن "مماثلة للاستعدادات التي قام بها النظام قبل الهجوم، الذي شنه بالسلاح الكيماوي في 4 أبريل" في خان شيخون بمحافظة إدلب (شمال غرب سورية)، الذي ردت عليه واشنطن بضربة عسكرية غير مسبوقة شملت إطلاق 59 صاروخ كروز على قاعدة الشعيرات الجوية للنظام في حمص.

وفي تغريدة على "تويتر"، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي، إن "أي هجوم جديد يستهدف المدنيين السوريين سيتحمل مسؤوليته الأسد، وكذلك روسيا وإيران اللتان ساعدتاه على قتل شعبه".

من جهته، علق وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون لـ"بي بي سي" قائلاً: "كما يحصل دائماً في الحرب، العمل العسكري لا بد أن يكون مبرراً وشرعياً ومتناسباً. ولا بد أن يكون ضرورياً وقد كان كذلك في الحالة الأخيرة"، في إشارة الى هجوم خان شيخون.

وشدد فالون على أنه "في حال لجأت الولايات المتحدة مجدداً إلى عمل مشابه فسندعمه، وأنا أقول ذلك بكل وضوح".

ونددت روسيا، أمس، بالتحذير الأميركي. وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "نعتبر مثل هذه التهديدات ضد الحكومة السورية الشرعية غير مقبولة"، مضيفاً أنه لا يعرف "الأسباب" أو الأدلة، التي تستند إليها واشنطن في اتهاماتها.

وقال المسؤول الروسي: "ليست لدي أي معلومات حول أي تهديد بهجوم كيماوي"، مشيراً الى أن مخاطر "الاستفزازات" موجودة، محملاً تنظيم "داعش" وغيرها من "المجموعات الإسلامية" مسؤولية الهجمات الكيماوية السابقة.

وشدد بيسكوف على أنه لا يمكن تحميل مسؤولية الهجوم في خان شيخون الذي أوقع 88 قتيلاً من بينهم 31 طفلاً إلى القوات السورية، وتابع: "إذا لم يحصل تحقيق، فإن اتهام الأسد غير ممكن وغير شرعي وغير عادل".

ويأتي التحذير الأميركي وسط ارتفاع حدة التوتر بين النظام السوري و"قوات سورية الديمقرطية" (قسد) التي يقودها الأكراد، والمدعومة من واشنطن، مما قد ينذر بمواجهة عسكرية مع دمشق. وأسقطت الولايات المتحدة في 18 يونيو الجاري طائرة حربية سورية، قالت إنها كانت تستهدف "قسد" في محافظة الرقة في شمال البلاد.

وكانت القوات الأميركية قد قصفت منذ بداية مايو في ثلاث مناسبات على الأقل قوات موالية للنظام السوري في منطقة التنف في المثلث الحدودي بين سورية والأردن والعراق، معلنة أنها "تشكل تهديداً" لقوات التحالف.

وأدى التوتر إلى تدهور في العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، حليفة النظام السوري، والتي كانت نددت بإسقاط الطائرة السورية واعتبرته "عملاً استفزازياً"، منتقدة واشنطن لعدم إبلاغها سابقاً.

لافروف وتيلرسون

وجاء التحذير الأميركي أيضاً، غداة اتصال بين وزيري الخارجية الأميركية ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان، إن الاتصال جرى بـ"مبادرة أميركية"، وأن "لافروف طلب من واشنطن اتخاذ إجراءات للحؤول دون حصول استفزازات تستهدف القوات الحكومية السورية، التي تقوم بعمليات ضد الإرهابيين".

وأتى الاتصال بعيد إعلان الجيش الإسرائيلي استهدافه مواقع للنظام السوري بالقصف رداً على قذائف سقطت في هضبة الجولان، التي تحتلها إسرائيل والقريبة من مناطق الاشتباكات بين قوات الأسد والفصائل المسلحة.

وأوضح البيان أن لافروف وتيلرسون تطرقا أيضاً إلى "ضرورة تعزيز وقف إطلاق النار وتكثيف مكافحة المجموعات الإرهابية".

ماتيس والأكراد

في سياق آخر، ترك وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس الباب مفتوحاً أمام احتمال تقديم مساعدة لأمد أطول لـ"وحدات حماية الشعب" الكردية في سورية، قائلاً، إن الولايات المتحدة ربما تحتاج إلى إمدادها بأسلحة ومعدات حتى بعد استعادة الرقة من تنظيم "داعش".

وكانت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي، التي تعتبر "الوحدات الكردية" تهديداً لها قالت إن ماتيس أكد لها في رسالة أن الولايات المتحدة ستسترد الأسلحة التي قدمتها لهذه القوات فور هزيمة تنظيم "داعش".

وأشار الوزير الأميركي على متن طائرة إلى ألمانيا، إلى أن مقاتلي "وحدات حماية الشعب" مسلحة بشكل جيد، حتى قبل أن تقرر الولايات المتحدة في الشهر الماضي تقديم المزيد من المعدات المتخصصة لهجومها على الرقة.

وركز ماتيس إجاباته عن أسئلة الصحافيين بشأن استرداد الأسلحة الأميركية بالقول، إنها ستشمل أسلحة يعتقد أن "الوحدات" لن تحتاجها بعد ذلك في المعركة.

غارة الميادين

في سياق آخر، قتل 57 شخصاً، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غالبيتهم من المعتقلين المدنيين في قصف جوي للتحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف فجر أمس سجناً لتنظيم "داعش" في مدينة الميادين في شرق سورية.

وكان السجن يضم نحو مئة معتقل ومقسم إلى جزأين أحدهما مخصص للمدنيين وآخر للمعتقلين الجهاديين. وعرض تنظيم "داعش"، بحسب المرصد، جثث القتلى في أحد شوارع المدينة.