وفاة مصطفى طلاس «مهندس» تسليم السلطة إلى بشار الأسد

نشر في 27-06-2017
آخر تحديث 27-06-2017 | 19:20
بشار الأسد وطلاس في عام 2003
بشار الأسد وطلاس في عام 2003
توفي أمس، في مستشفى قرب باريس عن عمر 85 عاماً، آخر كبار "الحرس القديم" في سورية، وزير الدفاع السوري السابق العماد أول مصطفى طلاس، الذي كان مقرباً من الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، والمعروف بأنه مهندس تسليم السلطة إلى الرئيس الحالي للنظام بشار الأسد عام 2000.

كان طلاس عضواً في حزب "البعث العربي الاشتراكي" الحاكم ومن أبرز المقربين من حافظ الأسد منذ تسلمه السلطة بانقلاب سمي "الحركة التصحيحية" عام 1970، وقد عينه الأسد وزيراً للدفاع عام 1972 ليبقى في منصبه هذا طوال ثلاثة عقود، ولم يتركه سوى عام 2004 أي بعد أربع سنوات على وصول الأسد الابن إلى سدة الرئاسة.

وعندما توفي حافظ الأسد، في 10 يونيو 2000 أصبح طلاس، الذي كان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ممسكاً بأعلى سلطة فعلية في البلاد التي يتحكم الجيش بمفاصلها، إلى جانب نائب رئيس الجمهورية عبدالحليم خدام، وأصدر الاثنان مرسومين بترقية بشار الأسد من رتبة عقيد (في الحرس الجمهوري) إلى رتبة فريق، وتنصيبه قائداً عاماً للجيش والقوات المسلحة.

وبحسب مصادر سورية، فإن طلاس هو من أصدر الأوامر لمجلس الشعب (البرلمان) لتعديل الدستور للسماح للأسد الابن لتسلم الرئاسة رغم أنه كان تحت السن القانونية للترشح المنصوص عليها في الدستور والمحددة بـ40 عاماً، (أصدر خدام قانوناً بعد إقراره من مجلس الشعب بتعديل المادة 83 من الدستور السوري المتعلقة بالسن القانونية للمرشح لرئاسة الجمهورية وخفضها من 40 إلى 34 عاماً).

وعندما شعر حافظ الأسد بأن شقيقه العميد رفعت يحاول الوصول إلى السلطة، أمر طلاس وقتها بأن يتصدى بالقوات المسلحة لإحباط ذلك.

وحينها قال الأسد "الأب" إلى قادة القوى والفرق المحيطة بدمشق: "إذا لم تسمعوا صوتي، فعليكم أن تنفذوا الأوامر الصادرة إليكم من العماد طلاس حصرا"، كما ذكر طلاس في سيرته الذاتية على موقعه الإلكتروني.

استقر طلاس في فرنسا منذ نحو خمس سنوات، وبقي بمنأى عن النزاع السوري منذ اندلاعه عام 2011، ولم يعلن أي موقف إزاءه على الرغم من انشقاق ابنه مناف عام 2012، والذي كان ضابطاً برتبة عميد في الجيش السوري (وقائداً للواء 105 في الحرس الجمهوري) وصديق الطفولة لبشار الأسد، وقبله لشقيقه باسل الذي توفي عام 1994.

مصطفى طلاس من مواليد مدينة الرستن (1932)، التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة منذ عام 2012 في محافظة حمص وسط البلاد، وهو من الطائفة السنية على الرغم من أن عائلة الأسد وأبرز مسؤولي الجهازين العسكري والأمني في سورية من الطائفة العلوية. ولديه أربعة أبناء هم مناف وفراس وناهد وساريا.

ويؤكد ضابط الاستخبارات الفرنسي السابق والخبير في الشؤون السورية آلان شوييه أن طلاس قام بدور محدود في وضع الاستراتيجية العسكرية (للجيش السوري) التي كان يحددها حافظ الأسد والضباط العلويون في الجيش". وكان، بحسب شوييه، "مقرباً من السوفيات".

وفي مقابلة نادرة مع الصحيفة الألمانية "دير شبيغل" عام 2005، برر طلاس الهجوم العسكري الذي تعرضت له حماة (وسط) عام 1982 رداً على تمرد مسلح نفذته جماعة "الإخوان المسلمين"، بقوله: "استخدمنا السلاح للوصول إلى السلطة (...) وأي أحد يريد السلطة عليه أن يأخذها منّا بالسلاح"، مشيراً إلى تنفيذ 150 حكماً بالإعدام أسبوعياً في دمشق وحدها في ذلك الحين.

كتب طلاس مؤلفات عدة بينها "فطير صهيون" عام 1983، والذي اتُهم جراءه في الدول الغربية بمعاداة السامية. كما كتب مذكراته عام 1990 بعنوان "مرآة حياتي". وكان طلاس من أشد المعجبين بالممثلة الإيطالية جينا لولو بريجيدا، حتى أنه طلب عام 1983 من المجموعات المسلحة اللبنانية الموالية لدمشق عدم التعرض للقوات الإيطالية الموجودة في البلاد، التي كانت تشهد حرباً أهلية. وقال في إحدى المقابلات إن السبب خلف ذلك هو "لئلا تذرف دمعة من عيني جينا لولو بريجيدا".

back to top