العراق يترقب أكبر انتصار على «داعش» في الموصل

تحرير حي الفاروق وجامع الزيواني الأثري ومحاصرة التنظيم في نقطة واحدة

نشر في 27-06-2017
آخر تحديث 27-06-2017 | 20:00
عدد كبير من سيارات المدنيين مدمرة في المدينة القديمة بالموصل نتيجة للمعارك الشرسة أمس	(رويترز)
عدد كبير من سيارات المدنيين مدمرة في المدينة القديمة بالموصل نتيجة للمعارك الشرسة أمس (رويترز)
يترقب العراقيون بفارغ الصبر إعلان النصر في مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان وأكبر تجمع حضري سني، وتحريرها كاملة من سيطرة تنظيم "داعش"، حيث تواصل القوات العراقية المشتركة قتالها الشرس ضد عناصر التنظيم الذين باتوا محاصرين في نقطة واحدة في المدينة القديمة.
لم يتوقف القتال ضد تنظيم داعش الإرهابي على ساحة المعركة في المدينة القديمة بالموصل خلال أيام عيد الفطر السعيد، للإسراع في استرجاع آخر نقطة من المدينة من التنظيم، فكان الجيش العراقي المدعوم من طيران التحالف ومن الطيران العراقي وبقية القوات المشتركة يعمل على قدم وساق من أجل انتهاء تلك المعركة المصيرية والفاصلة ربما مع انتهاء عطلة عيد الفطر السعيد، وأكد رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي، أمس الأول، أن «الوقت قريب جداً لإعلان النصر النهائي» على تنظيم داعش في مدينة الموصل.

ونقل بيان حكومي عن العبادي قوله أثناء جولة تفقدية لعدد من المؤسسات الخيرية والإنسانية في منطقة الكاظمية بالعاصمة بغداد، إن «القوات العراقية تقاتل وتحقق انتصارات جديدة حتى خلال أيام العيد»، مضيفاً، أن مسلحي داعش يحاولون في المقابل «إلحاق دمار كبير وارتكاب أبشع الجرائم بحق المدنيين في آخر بقعة محاصرين فيها بالموصل».

جامع الزيواني

من جهتها، أكدت القوات العراقية، أمس، أنها تحاصر مسلحي تنظيم داعش في جزء من المدينة القديمة بالجانب الأيمن من الموصل بعد توسيع دائرة عملياتها في المدينة على محاور عدة.

وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير يارالله، إن قوات مكافحة الإرهاب تمكنت من إحكام السيطرة على حي الفاروق الأولى في المدينة القديمة بالموصل ورفع العلم العراقي فوق مبانيه «بعد تكبيد العدو خسائر كبيرة».

من جهته ذكر قائد الشرطة الاتحادية العراقية الفريق رائد جودت، أن أفراد جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية يحاصرون مسلحي داعش في «المربع المتبقي» من المدينة القديمة.

وأضاف جودت أنه «لا مجال للهروب» أمام أفراد التنظيم، مؤكداً: «أمامهم خياران فقط هما الموت أو الاستسلام، فإن النصر بات مسألة وقت».

وتخوض القوات العراقية معارك شرسة ضد داعش داخل الموصل منذ تسعة أشهر وتمكنت من طرد مسلحي التنظيم من أغلب مناطق المدينة وحصره داخل جيب صغير في المدينة القديمة.

كما أعلن جودت في وقت سابق من أمس، أن «قطعات الشرطة الاتحادية حررت جامع الزيواني بمنطقة باب البيض في الموصل القديمة».

وجامع الزيواني الكائن قرب منطقة باب البيض في الموصل، تم إنشاؤه عام 1692م على يد الشيخ محمد الزيواني، وهو من مساجد الموصل التاريخية والأثرية.

استغاثة

في سياق آخر، أطلقت النائبة عن محافظة نينوى في البرلمان العراقي، محاسن حمدون حامد الدلي أمس، نداء استغاثة

دعت فيه رئيس الوزراء حيدر العبادي الى التدخل «العاجل» لإنقاذ مئات العائلات المحاصرة تحت الأنقاض في الموصل.

وقالت الدلي في بيان، إنها «تطلق نداء استغاثة إلى رئيس الوزراء، وإلى وزير الداخلية قاسم الأعرجي، ووزير الدفاع عرفان الحيالي، والجهات الأمنية كافة»، داعية «الجميع للتدخل الفوري العاجل لإنقاذ مئات العائلات من تحت الأنقاض في الموصل».

وأضافت، «منهم من مات ومنهم من يطلب النجدة، وعلى الجميع التدخل وذلك بإرسال فرق الدفاع المدني من جميع محافظات العراق»، مطالبة القوات الأمنية بـ»تسهيل مهمة الفرق للوصول إلى المناطق المنكوبة وخصوصاً المدينة القديمة في الموصل».

ولفتت الدالي إلى أن «قوات الدفاع المدني في الموصل لا تكفي لسد الكارثة وتعمل بسيارات وآليات قليلة جداً، كما أن جميع رجال الدفاع المدني يعملون بدون رواتب»، مشددة على «أهمية التدخل الفوري العاجل لأهمية الموضوع».

وبينت، أن «هناك أناساً يرغبون في المشاركة مع رجال الدفاع المدني لإنقاذ الجرحى وإخراج الجثث، ولكن القوات الأمنية تمنعهم من الوصول».

الحشد والنجيفي

على صعيد آخر، رد أمين عام كتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي أمس، على تصريحات محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي لقيادات الشيعة بسقوط بعض مدن الموصل، وعدها تغطية على ما وصفها بـ»فضائح» حشد نينوى التابع له.

وقال الولائي، إن «اتهامات أثيل النجيفي لقيادات الشيعة بسقوط بعض مدن الموصل بعد تحريرها، هي تغطية على فضائح حشد نينوى التابع له».

وأضاف الولائي، أن «حشد نينوى كان أحد أبرز أسباب ذلك الخرق في حي التنك، الذي تصدى له أبطال الأجهزة الأمنية ووعي أهالي الموصل الذين اكتشفوا حجم مؤامرات آل النجيفي ضدهم».

وكان النجيفي اتهم أمس الأول، القيادات الشيعية بـ»التقصير والسماح» بسقوط المدن فيما تحدث عن نقاط قال إنها من سمحت بتنفيذ هجوم التنك غرب الساحل الأيمن والذي نفذه داعش مساء 25 يونيو وانتهى بدحر جميع القوة المهاجمة بنيران القوات العراقية.

إلى ذلك، اعتبر رئيس كتلة دولة القانون في البرلمان العراقي علي الأديب، أن الوقت غير مناسب لإجراء الاستفتاء في إقليم كردستان.

وقال الأديب، إن «الظروف الحالية، التي يشهدها العراق حيث تخوض القوات المسلحة حرباً شرسة مع تنظيم داعش، كذلك غياب التوافق السياسي بين الأحزاب لا يسمح بإجراء الاستفتاء المزمع تنفيذه في إقليم كردستان العراق»، مضيفاً، أن «تعطيل العمل في برلمان إقليم كردستان يمنع فعلياً إجراء الاستفتاء».

وحددت حكومة الإقليم يوم الـ 25 من سبتمبر المقبل، موعداً لإجراء الاستفتاء على استقلال الإقليم.

back to top