الأبنودي - السويس.. تجربة وطن على لسان شاعر

نشر في 28-06-2017
آخر تحديث 28-06-2017 | 22:00
No Image Caption
أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة، برئاسة د.هيثم الحاج علي، كتابا بعنوان «الأبنودي - السويس.. تجربة وطن»، من تأليف الكاتب عبد الحميد كمال.
يستعرض الكتاب الفترة التي أعقبت خروج الأبنودي من السجن وسفره إلى السويس، لينضم إلى المقاومة الشعبية شاعراً قوياً، ويشارك مع فرقة «ولاد الأرض»، التي غنت للمقاومة، معلنة رفضها الهزيمة، ويكشف الكتاب الأعمال الكاملة حول تلك الفترة وعلاقتها بالحركة الأدبية والثقافية في تجربة فريدة من عمل الوطن.

يكشف المؤلف في كتابه أسرار حب الأبنودي للسويس، فيقول: «بدأ حبه وشغفه بالسويس بعدما قضى قرابة العام في السجن بسبب اتهامه بالانضمام لأحد التنظيمات اليسارية الشيوعية، وخرج الأبنودي من السجن قوياً لم ينكسر وسافر إلى السويس، وتعرف على أبنائها خاصة في القطاع الريفي بالجناين الذي عاش فيه وسط الفلاحين والبسطاء من العمال، ومن خلال معايشة أبناء السويس انخرط الأبنودي بأشعاره الوطنية وكتابة الأغاني الرومانسية والوطنية وإنتاج الشعر المقاوم لكل ما هو سلبي.. من خلال المعايشة الواقعية.. بدأ حبه بكتابة «يا بيوت السويس»..

ولم تكن أغنية «يا بيوت السويس يا بيوت مدينتي.. أستشهد تحتك وتعيشي أنت» التي خص بها الشاعر السويس هي الوحيدة التي عبر فيها عن حبه للسوايسة، فهناك ديوانه «جوابات الأوسطى حراجي القط العامل في السد العالي إلى زوجته فاطنة أحمد عبد الغفار في «جبلاية الفار»، تلك القرية الصغيرة في السويس، ولم يكن أحد يعرفها.

ويقول عبد الرحمن الأبنودي، في مقدمة الديوان: «عشت النكسة وحرب الاستنزاف في السويس بين فلاحين وصعايدة لا يختلفون عن «فاطنة وحراجي»، وفي ضحى يوم شتائي مشمس هتف لي «حراجي» اصطحبت أوراقاً وأقلاماً وفرشت لي سيدة ابنة عم إبراهيم أبو العيون حصيراً تحت شجرة مشمش خلف بيتهم على شاطئ قنال السويس لتندلع الرسائل متتابعة»..

أيضاً تناول في ديوانه «وجوه على الشط» مواطنين بسطاء ومن أبناء السويس لا يعرف عنهم الشهرة أو النجومية، فنجد قصائد تحمل أسماء أبناء الجناين في السويس تتصدر قصائد الديوان عناوين للشعر الجميل عميق المعنى، ونلاحظ شخوصاً عادية تحمل أسماء قصائده الشعرية في ديوان «وجوه على الشط» منها: إبراهيم أبو العيون – سيد طلب – إبراهيم أبو زعزوع – أبو سلمى – أم علي – فتحية -أبو زعزوع – سيدة – البت جمالات – محمد عبد المولى – الحاج علي وسيد طه.. وجوه وشخوص من دم ولحم، عايش معهم عِشرة حب وتمايز وعبر عنهم بلغتهم بل بلغة مصرية معجونة بطين الأرض وبملح الأرض من الفلاحين والعمال البسطاء.

back to top