أمس واليوم، تتجول الحقيقة في شوارعنا لتقول لمن لا يصدقها: كان الأجدر بكم حسم إجازة العيد بدلا من أن يحسمها الناس على طريقتهم، لأن النتيجة هي أقرب ما تكون إلى الصفر.ما الفائدة من خلو الشوارع من الزحمة بالتزامن مع خلو مكاتب بعض الوزارات من الموظفين؟ لا شيء سوى انكشاف هشاشة أنظمة الضبط والربط داخل منظومة الجسد الإداري أمام قوة المرضيات والعرضيات والإجازات الدورية المبرمجة والثقة العمياء بأن الحساب لن يطول أحداً، إذا هي الحقيقة التي تجولت في شوارعنا أمس الأربعاء واليوم الخميس، إدارة عامة تمارس علينا تمثيلية الوجود والحزم وموظفون ينتزعون الإجازة من صلب أيام العمل الرسمي، والخاسر الكبير في هذا المشهد المكرر هو قيمة العمل وروح المسؤولية.
إنني هنا لا أبحث عن أعذار لأحد، ولكني أحاول أن أجد تفسيرا لظاهرة "تجسير العطلة" وهي ربط الإجازة بالإجازة و"الدوس ببطن" أيام العمل بينهما، هل كل الموظفين حاولوا العمل ولم يجدوا فرصة؟ وهل الإحباط سبب رئيس لتقاعد الموظفين قبل أوان تقاعدهم الفعلي؟ أليس الشعور بالانفصال بين الموظفين وعمل الوزارات الذي يقوم به قلة من الناس هو الدافع الرئيس لابتعادهم عن مكان لا ينتمون إليه؟ هل عدم وجود مشروعات كبرى وأمثلة ناجحة يخلق أجواء التسيب وعدم الشعور بالمسؤولية؟ في اعتقادي أن ظاهرة "تجسير العطلة" أعمق مما يمكن تخيله.في الختام قد يبدو الإصلاح بعيد المنال وصعب التطبيق، ولكن من يقرأ التاريخ يجد أن توافر القدوة في مواقع اتخاذ القرار سبب رئيس في خلق موجة من التفاؤل وبث روح الأمل بطريقة سحرية، السؤال هو متى وكيف تأتي تلك القدوة؟
مقالات
الأغلبية الصامتة: تجسير العطلة
29-06-2017