حركة جوية أميركية غير عادية فوق سورية
• ماتيس: «الكيماوي» في أكثر من مطار
• موسكو وطهران تحذران من ضرب النظام
• الأسد يزور «وادي جهنم»
على وقع التحذير الأميركي شديد اللهجة لنظام الرئيس بشار الأسد من أن استخدامه السلاح الكيماوي مجدداً سيترتب عليه دفع ثمن غال، بعد رصد تحركات مشبوهة في قاعدة الشعيرات، تحدثت مصادر النظام السوري ووسائل إعلام مقربة منه عن حركة جوية غير طبيعية فوق سورية، وسط تحذيرات روسية وإيرانية من القيام بضربة للنظام.
غداة اتفاق الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال محادثة هاتفية، على "ضرورة العمل على رد مشترك" في حال قيام نظام الرئيس بشار الأسد بأي هجوم كيماوي آخر، نقلت قناة "الميادين" الموالية للنظام عن مصادر عسكرية أمس أنه تم تسجيل حركة جوية أميركية غير اعتيادية فوق سورية، مشيرة إلى عمليات تجسس في المنطقة تؤشر إلى ترتيبات لحدث ما.وربطت المصادر بين الحركة الجوية وأجواء الضربة الصاروخية الأميركية لقاعدة الشعيرات في حمص، التي استخدمت لشن الهجوم الكيماوي على خان شيخون بمحافظة إدلب في 4 أبريل الماضي.وأوضحت أنه في الأيام الماضية نشط جمع المعلومات الاستخبارية جوا على امتداد الساحل السوري، وتم رصد طائرة تجسس تابعة للبحرية الأميركية طراز "بي 8 إي".
ولدى توجهه إلى بروكسل لحضور اجتماع وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي، أكد وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس أن تحذير ترامب لحكومة الأسد حقق مبتغاه، وتم أخذه على محمل الجد، مشيراً إلى عدم وقوع أي هجوم كيماوي منذ الاثنين، ولم تقدم الحكومة على هذه الخطوة. وحذر ماتيس في الوقت نفسه من أن "برنامج الأسد الكيماوي يتجاوز مطاراً واحداً".وبعد إعلان المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر رصد استعدادات محتملة لهجوم كيماوي قد يؤدي الى عملية قتل جماعية لمدنيين بمن فيهم أطفال أبرياء، شرحت وزارة الدفاع (البنتاغون) أن سبب تحذير النظام من أنه سيدفع "ثمناً باهظاً" يعود إلى نشاط مشبوه في قاعدة الشعيرات.
موسكو وطهران
مجددا، حذر نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف الولايات المتحدة من أعمال أحادية في سورية، مشيرا إلى أن "ادعاءاتها عن تحضير دمشق هجمات كيماوية افتراء يصعّب عملية التفاوض في أستانة وجنيف".وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الولايات المتحدة من تداعيات الاتجاه نحو تصعيد "خطير" في سورية، معتبرا انه لن يخدم سوى تنظيم داعش.وادي جهنم
وفي إطار تحركاته الأخيرة، التي شملت أداءه صلاة العيد في أبعد نقطة يصل إليها منذ بدء الحرب قبل 6 سنوات، وزيارته القاعدة الجوية الروسية في حميميم، قام الرئيس بشار الأسد أثناء جولته على عدد من القرى الموالية له في ريف حماة، ثاني أيام العيد، بتفقد مركز جديد وسري للبحوث والدراسات العلمية، بوشر في بنائه قبل عام تقريبا في منطقة محصنة شرقي منطقة بانياس، ضمن واد وعر التضاريس يعرف باسم "وادي جهنم" في ريف طرطوس.ووفق موقع "زمان الوصل"، فإن المركز، الذي يمثل منشأة لتطوير وإنتاج الصواريخ بعيدة المدى، سيتم افتتاحه رسميا في نهاية العام الجاري، موضحا أن الأسد عقد فيه اجتماعا موسعا مع عدد من "الخبراء الإيرانيين والسوريين" استغرق نحو ساعتين.ويتبع مركز وادي جهنم القطاع الرابع حسب تقسيمات النظام لمراكز البحوث، وهو قطاع يغطي الأنشطة في كل من حلب وحماة ومصياف، وسيغطي بالطبع المركز الجديد، بحسب المصدر، الذي أكد أنه ليس مجرد مركز سري جديد للتطوير والتصنيع العسكري، بل هو أيضا حلقة من حلقات تركيز المنشآت ذات البعد الحيوي والاستراتيجي في مناطق الموالاة الطائفية.رفيق شحادة
في غضون ذلك، عين الأسد أمس اللواء رفيق شحادة قائدا لقواته في المنطقة الشرقية، التي تضم دير الزور والحسكة والرقة، بدلا عن اللواء موفق الأسعد.وشغل شحادة منصب رئيس شعبة المخابرات العسكرية، قبل إعفائه أوائل العام الماضي من منصبه، إثر خلاف وشجار تسبب في مقتل رئيس شعبة الأمن السياسي اللواء رستم غزالي في وقت لاحق.ولم ينص القرار الصادر عن قيادة الجيش في دمشق عن سبب إعفاء الأسعد ووضعه تحت تصرف القائد العام للجيش والقوات المسلحة، علما أنه كان نائبا لرئيس الأركان إلى حين تعيينه في فبراير الماضي قائدا للقوات السورية في المنطقة الشرقية، خلفا للواء حسن محمد في أعقاب محاصرة تنظيم داعش مطار دير الزور العسكريوفشلت القوات الحكومية، بقيادة اللواء موفق الأسعد، في فك الحصار عن مطار دير الزور، بعد أكثر من خمسة أشهر من القتال، رغم وصول تعزيزات كبيرة من مقاتلي حزب الله وقوات النخبة من دمشق، وأيضا بعد رفع ملفات فساد إلى القصر الجمهوري.هجمات مجهولة
وبعد يومين على مقتل 57 شخصا، بينهم 42 مدنيا من المعتقلين لدى "داعش" في الميادين بريف دير الزور الشرقي، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس بسقوط 30 قتيلا على الأقل وعشرات الجرحى جراء غارات نفذتها طائرات لا يعلم هويتها استهدفت منطقة الدبلان ومحيطها الواقعة على بعد نحو 20 كلم شرق المدينة ذاتها. ووسط تصاعد التوتر في المنطقة الحدودية مع تركيا شمال سورية، أعلنت رئاسة الأركان التركية أمس استهداف مواقع لميليشيا "وحدات حماية الشعب" الكردية، وبررت ذلك بمهاجمة هذه القوات فصائل "الجيش الحر" في منطقة مرعناز جنوبي مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، موضحة أنها ردت بإطلاق نيران المدفعية، ودمرت بواسطتها أهدافا وحيدت عناصرها، دون أن تحدد عددهم.
الأسد يعين شحادة قائداً للمنطقة الشرقية وعشرات القتلى في غارات مجهولة على دير الزور