طريق كبد... ممر الحوادث والموت
يفتقد المواصفات المطلوبة... وكوارثه اليومية لم تحفز المسؤولين على إيجاد الحلول
برغم المناشدات الدائمة لإصلاحه وتوسعته، تستمر سلسلة حلقات فقدان الأهل والأحبة على طريق كبد، الذي يعد الأخطر في الكويت، في ظل غياب معالجات الحكومة للأزمة التي حصدت ولاتزال الكثير من الضحايا، سواء من المواطنين أو المقيمين.وبالرغم من أنه طريق حيوي ومهم، فإن طريق كبد لا يرقى الى المستوى المطلوب، فهو غير مؤهل لاستيعاب الأعداد الهائلة من السيارات التي تمر عليه يوميا، حيث تنتشر به الحفر، والمطبات المفاجئة، والمنحنيات، إضافة إلى ضيقه بالعدد الكبير من السيارات والشاحنات التي ترتاده، فهو مكون من حارتين فقط في كل اتجاه، ولا توجد به حارة أمان. مع غياب تام للوحات الإرشادية، ما يجعل مهمة السائق غير المعتاد المرور عليه خطيرة للغاية.ويعاني الطريق ضعف الإنارة ليلا، ما يزيد من خطورة القيادة عليه. في حين تمثل خلاطات الخرسانة الجاهزة وسيارات النقل الثقيل عبئا إضافيا في ظل غياب الصيانة الدورية للأسفلت.
إزاء هذا الواقع الخطير، يؤكد مواطنون لـ "الجريدة" أن الطريق بصورته الحالية يعد "منصة للموت"، حيث لا شعور بالأمان أثناء السير عليه، وطالبوا الجهات المسؤولة بوضع حد لمشهد نزيف الدماء الذي أصبح معتادا بشكل شبه يومي، كما اشتكى آخرون من سلوكيات سائقي مركبات النقل الثقيل الذين يسرحون ويمرحون على الطريق من دون ضابط لهم، منتقدين ضعف الوجود الأمني الذي يتيح الفرصة لكسر قواعد السلامة المرورية وتهديد الآخرين.
غياب أمني
في البداية يتحدث فهد الشمري (موظف بالبحرية) حول معاناته مع الطريق الذي اعتاد المرور عليه يوميا منذ 10 سنوات قائلا: "منذ فترة تعرضت إحدى السيارات لحادث أليم، وظلت السيارة على الطريق مدة يومين دون رفعها، ما سبب أزمة مرور طاحنة كادت تسبب حوادث تفوق كارثة حادث السيارة"، كما اشتكى من ضعف الوجود الأمني وغياب دوريات المرور المنوط بها تنظيم ومتابعة حركة السير على الطريق، وهو ما حوله إلى "حلبة" لاستعراض قدرات السائقين.وأكد أنه أصبح يشكل مصدر تهديد كبيرا لحياة المواطنين، حيث بات مشهد حوادث السيارات معتادا لدى رواد الطريق، وطالب بضرورة توسعته، بإضافة حارة أو اثنتين لكل اتجاه، خصوصا أن الأراضي على جانبيه منبسطة وخالية من أي مبان أو معوقات للتوسعة، مع توفير حارة أمان، لكونه طريقا حيويا وسريعا.وصلة الموت
وحذر مما سماها "وصلة الموت"، وهي الوصلة التي تقع مقابل إسطبلات الهجن، حيث تكثر المنحنيات والأنقاض، ولا توجد لوحات إرشادية للسائقين ولا إنارة ليلية، وتمتد بطول يزيد على 3 كيلومترات، مؤكدا أنها من أكثر المناطق التي تقع بها حوادث، كما اشتكى من عدم وجود إنارة كافية للطريق، إذ يخلو بعض الوصلات من الإضاءة، كما أن الوصلات التي بها إضاءة ليست كافية بسبب اتساع المسافة بين "الشبات".خلاطات وشاحنات
وقال منير العنزي (موظف بالدفاع المدني)، إن طريق كبد معروف بين رواده بـ "طريق الموت"، فلا يمر أسبوع دون وقوع حادث أو اثنين، بسبب الأسفلت المكسر والحفر العميقة التي لا ينتبه لها سائقو السيارات، مرجعاً السبب إلى إهمال وزارة الأشغال أعمال الصيانة الدورية للطريق، باعتبارها المسؤولة عن إنشاء وتجديد الطرق، مضيفا أن آلاف السيارات بمختلف أنواعها تمر عليه يوميا، بداية من السيارات الخاصة، مرورا بسيارات النقل والشاحنات، ووصولا إلى خلاطات الخرسانة التي نعتبرها "ابتلاء" لنا وللأسفلت، وتناكر المياه التي تتموج وتغمر الطريق بالمياه عند اصطدامها بالحفر والمطبات، مما يزيد من تهالك الطريق واتساع الحفر وعمقها. وبين أن السيارة التي تنجو من الانقلاب، لا تنجو من الأعطال، بسبب الصدمات التي تتعرض لها، وبخاصة الشاحنات الثقيلة المحملة بالبضائع، التي تتمايل أثناء سيرها، مما يؤدي إلى انقلابها أو انفكاك "التاير" وتدحرجه باتجاه السيارات المجاورة، وكلها أمور تسبب الأذى للمواطنين والمقيمين في أرواحهم وممتلكاتهم.مقترحات جديدة
وذكر فلاح بومحمد أن الطريق به نقص في "الدواوير"، مشيرا إلى ضرورة إنشاء دواوير جديدة عدة لفتح المداخل التي أغلقت لعدم إنشاء "دوار" عندها، كما طالب بتوسعة الدواوير الحالية وصيانتها، مع توسعة الطريق بكامله لتقليل الزحام الذي يصل إلى ذروته في العطلات، خصوصا في موسم التخييم، مقترحا تخصيص حارات للسيارات الكبيرة والخلاطات وتناكر المياه، أو تغيير مسارها إلى طرق أخرى. وأكد أن الشوارع الداخلية والفرعية حالتها أسوأ من الطريق الرئيسي وتفتقد الإنارة ليلا.تصميم الثعبان!
من جانبه، قال عبدالله السالم (معلم بوزارة التربية)، الطريق لا توجد به لوحات إرشادية، وأضاف: "فجأة، ومن دون مقدمات، تجد نفسك تصطدم بمطب أو تعلق بحفرة، ولا تنتظر وجود لوحة تنبهك قبل دخولك على المنحيات والتعرجات في طريق تم اقتباس تصميمه من شكل الثعبان"، ورغم أنه يمكن اعتباره طريقا سريعا، نظرا لطوله وأهميته وربطه بين عدة مناطق حيوية، حيث إنه طريق رئيس للمخيمات والإسطبلات وجواخير الهجن ومنطقتي كبد والوفرة، فإنه لا يختلف كثيرا عن الشوارع الداخلية في المناطق السكنية.كما أكد أهمية تكثيف الوجود الأمني لإجبار السيارات الكبيرة على التزام اليمين، فسائقوها يسرحون ويمرحون في الطريق، رغم حمولتها الكبيرة وضيق الأسفلت وسوئه دون شعور بالمسؤولية تجاه الأرواح التي تزهق باستمرار.إهمال حكومي
من جانبه، أكد عمر المالكي (معلم بوزارة التربية) أنه ومجموعة من رفاقه تقدموا بشكاوى متعددة لدى وزارة الأشغال، للمطالبة بإيجاد حلول عاجلة لوقف نزيف الدم على طريق كبد، لكنهم لم يتلقوا أى رد، وأضاف: "تبقى الحال كما هي، لحين الوصول إلى الحد الأدنى من الدماء الذي يدفع الحكومة إلى التحرك"، وتساءل: "كم روحا يجب أن نفقدها حتى يتحرك المسؤولون لتعديل الأوضاع؟"الإبل تزيد الخطورة
لا تقتصر الخطورة على طبيعة الطريق ونوعية السيارات التي تسير على طريق كبد، فالإبل السائبة تشكل تهديدا من نوع مختلف، حيث إن بعضها يسرح ويمرح دون ضابط، وناشد المواطنون أصحابها بإبعادها عن الطريق لما تسببه من كوارث حفاظا على الأرواح والممتلكات.ويقول تركي المطير: ضررنا من الإبل السائبة يوازي الضرر من الحفر والمطبات، لأن انفلاتها نحو الطريق يجعلك تفقد تحكمك، وتصبح بين خيارين؛ إما حياتها أو حياتك، خصوصا مع السرعات العالية، فالغالبية تسير بسرعة تفوق 120 كيلومترا في الساعة، مناشدا المسؤولين التصدي لهذه الظاهرة بتخصيص مراع وإسطبلات محددة، أو بناء سياج على جانبي الطريق يمنعها من الاقتراب.
ضعف الوجود الأمني وغياب الدوريات حوّلا الطريق إلى "حلبة" استعراض .... فهد الشمري
تخصيص حارات للسيارات الكبيرة أو تغيير مسارها لتلافي الحوادث .... فلاح بومحمد
تخصيص حارات للسيارات الكبيرة أو تغيير مسارها لتلافي الحوادث .... فلاح بومحمد