«فانتازيا»... حكاية خيالية تسقط على الواقع المحلي

المسرحية تناولت المشكلة الرياضية والبنى التحتية وسلبيات التواصل الاجتماعي

نشر في 30-06-2017
آخر تحديث 30-06-2017 | 00:00
تتكئ مسرحية «فانتازيا» على الفنان الكبير سعد الفرج، الذي يتميز بالالتزام والانضباط والأداء المتقن.
قدّمت شركة إندبندنس للإنتاج الفني مسرحية «فانتازيا» خلال عطلة عيد الفطر على مسرح الدسمة، وجاء العمل محملاً بكم كبير من الإسقاطات السياسية والاجتماعية ضمن إطار كوميدي حلّق في جناح التهكم، وأخفق في جناح الارتجال.

ويتكئ العمل على الفنان القدير سعد الفرج، الذي يجيد إيصال المضمون ضمن هذه النوعية من الأعمال، فهو صاحب رصيد كبير من الأعمال الخالدة، ومنها مسرحية «دقت الساعة»، و«حامي الديار»، إضافة إلى أعمال أخرى قدمها النجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا أو عقب ذلك، مع الفنان القطري غانم السليطي.

«فانتازيا» جاءت متطابقة إلى حد كبير مع اسمها، فهي مملكة لا وجود لها على الأرض بل انبثقت من بنات أفكار المؤلف بندر السعيد، كما أن أسماء الشخصيات جاءت غريبة تحمل مدلولات كثيرة لتواكب هذا العرض الفانتازي.

تبدأ المسرحية من خلال إطلالة للممثل فهد العبدالمحسن، الذي يعلن ضيوف برنامجه «عمره ما تبخر»، الذي سيقدمه بعد قليل، وفي هذه الأثناء ينبعث صوت الفنان سعد الفرج الذي يجلس على كرسي الحكم بينما يدير ظهره للجمهور، فلا يروق له ما يقوله المذيع فيستدعي «بشتخته»، الذي يجسد دوره الفنان سمير القلاف، وهنا تبدو إشارة كبيرة إلى أن الحاكم راهي كامل الدسم لا يرغب في سماع ما تقدمه وسائل الإعلام، اعتراضاً على الضيوف أو الموضوعات المطروحة، كأنه يطرب لسماع أخبار «بشتخته»، وهي تعني آلة قديمة تستخدم لتشغيل الإسطوانات الموسيقية أو الغنائية.

سجالات عقيمة

ثم تمضي الأحداث، وتدور حوارات طويلة بين مقدم البرنامج والضيوف، إضافة إلى أن لكل ضيف مدير مكتب أو مرافقا، وتتمحور النقاشات حول قضية الرياضة التي تعانيها المملكة، فضلا عن مشكلات البنية التحتية وقضايا وسائل التواصل الحديثة وآثارها السلبية من خلال ثلاثة نماذج يجسدها الممثلون عبدالله بهمن، وأحمد التمار، ومريم حسين، أما مديرو مكاتب هؤلاء فهم سلطان الفرج وسامي مهاوش وسارة القبندي.

وكان واضحاً أن بعض الحوارات مرتجلة، وربما كان يقصد بها حالة الفوضى العارمة في المملكة والسجالات العقيمة التي لا طائل منها، لاسيما أن من يتصدرون المنابر لا يفقهون ما يقولون، بل يبحثون عن أي مفردات يقولونها، بينما يرغب المذيع في أن يستخلص منهم المعلومة بشق الأنفس، وتدور حوارات لا تسمن ولا تغني من جوع. وهذه الحالة التي أراد المخرج والممثلون إيصالها تحدث فعلاً، فوسائل التواصل تعج بهذه الأمور.

إسقاطات واضحة

ربما لا يغيب عن ذهن المشاهد أن الكويت تعاني مشكلة إيقاف نشاطها الرياضي، كما أن قضية تطاير الحصى من الطبقة السطحية للطرق السريعة مشكلة محلية، وتسببت في معاناة كبيرة، تعليقاً على الظاهرة، ورداءة الخلطة الاسفلتية المستخدمة، كما أن القضية تفاعلت نيابياً وشكلت هاجساً في الشارع الكويتي، أما سلبيات وسائل التواصل فحدث ولا حرج، فالمحاكم الكويتية تعج بالقضايا ضمن هذا الإطار، كما تناول العرض مشكلة المطار في الكويت.

مؤامرة محكمة

حاول فريق العمل تقديم عمل مسرحي يتقاطع مع قضايا يعانيها المواطن والمقيم على الساحة المحلية، من خلال طرح «فانتازي» يكتشف فيه الحاكم مؤامرة محكمة تحاك ضد شعبه فيقرر قطع دابر الفساد ومحاسبة المتسببين في الوضع المأساوي، لاسيما حينما يكتشف تآمر «بشتخته» مع المسؤولين في المملكة.

احترام الكبار

جسّد الفنان سعد الفرج شخصية الحاكم ضمن هذا العمل الذي يحمل مضامين مهمة، ومنها، تأثير البطانة الفاسدة في الدولة على مسار التطور والتقديم في شتى أنحاء الحياة، وكيف يمكن محاربة من يسعى إلى نشر الفساد وهدم أركان المجتمع، لكن يجب على الممثلين الالتزام أكثر بمعنى أن يكون هناك خروج عن النص بشكل مطول، وكأن العرض فرصة لإثبات الوجود والقدرة على الارتجال، لأن هذا الارتجال تسبب في عدم ظهور سعد الفرج نحو 50 دقيقة على خشبة المسرح عقب إطلالته الأولى، لذلك يجب احترام هذا النجم الكبير والتقليل من الارتجال، لاسيما أن الفرج صرّح في أكثر من مناسبة أن الطاقات التمثيلية الشبابية ساعدته على أن يستمد منهم روح الشباب، التي تجعله يتحرك بسهولة وينطلق على خشبة المسرح، بل قال أيضاً: «إنه أيضاً يتعلم منهم مصطلحاتهم وكلماتهم حتى يتمكن من مجاراتهم».

فريق العمل

يذكر أن مسرحية «فانتازيا» من بطولة الفنان الكبير سعد الفرج وسمير القلاف، وعبدالله بهمن، وسلطان الفرج، ومريم حسين، وفهد العبدالمحسن، وخالد بوصخر، وإبراهيم الشيخلي، وأحمد التمار، وسامي مهاوش، ومحمد الفيلكاوي، وفيصل الزامل، وسارة القبندي، وتلعب دور الراوي بالمسرحية الإعلامية إيمان نجم، ومن إنتاج شركة اندبندنس للإنتاج الفني والمسرحي، وإشراف إداري معصومة عبدالكريم، والمسرحية غناء عبدالسلام محمد، وهي من كلمات الشاعر صالح السكيبي، ومدير الفرقة خالد شاهر، وديكور شركة جندل للديكور مهندس صلاح بوشهري، صوت فريد خالد، إضاءة محمد فوزي، وخبيرة ماكياج مسرحي ربا زيزفون، وإدارة مالية ياسر عبدالغفار، وتوزيع موسيقي حسن رئيسي، ومخرج منفذ جاسم العازمي، ومساعد مخرج طلال الكندري، وإخراج علي جاسم، تأليف وإشراف عام بندر السعيد.

back to top