طارق التلمساني وجائزة التفوق
طارق التلمساني أهم مدير تصوير عرفته السينما المصرية في الثمانينيات وبداية التسعينيات، له أسلوب خاص في العزف بالكاميرا، وشارك مدير تصوير في أفلام مهمة، رغم أنه ابتعد أخيراً عن هذه الصناعة بعدما تغيَّر شكلها وسادت أفلام البلطجة والعشوائيات.
وُلد طارق التلمساني في 22 أبريل 1952، والده مدير التصوير حسن التلمساني وعمه المخرج كامل التلمساني. حصل على ليسانس من كلية الألسن عام 1973 وعلى ماجيستير في العلوم السينمائية من معهد السينما في موسكو.عاد إلى مصر عام 1981 وبدأ مشواره الفني مصوراً سينمائياً متفرداً، وتزامن ظهوره مع ظهور تيار الواقعية الجديدة وجيل المخرجين الكبار أمثال محمد خان وعاطف الطيب وداود عبد السيد وخيري بشارة، وأصبح هو وسعيد الشيمي العنصرين الأساسيين في أعمال هذا الجيل من المخرجين. كذلك عمل مدير تصوير في أفلام مهمة من بينها «المواطن مصري» لصلاح أبو سيف، و«عرق البلح» لرضوان الكاشف، و«خرج ولم يعد» لمحمد خان، و«يوم مر ويوم حلو» لخيري بشارة، و«بحب السيما» لأسامة فوزي، و«أيام السادات» لمحمد خان، و«قص ولزق» لهالة خليل، و«الراعي والنساء» لعلي بدرخان، و«أيس كريم في جليم» لخيري بشارة، و«زمن حاتم زهران» لمحمد النجار، و«سارق الفرح» لداود عبد السيد، و«مشوار عمر» لمحمد خان، و«الطوق والأسورة» لخيري بشارة، و«الهجامة» لمحمد النجار، و«عفاريت الأسفلت» لأسامة فوزي، و«الصرخة» لمحمد النجار... وكثير من الأفلام المهمة والمميزة التي ارتبطت باسم طارق التلمساني.يعتبر «عرق البلح» أهم أعمال التلمساني، قدَّمه مع رضوان الكاشف، وكان كل مشهد عبارة عن لوحة فنية متفردة.
إلى جانب التصوير، عمل التلمساني مدرساً في معهد السينما وتخرجت على يديه أجيال متميزة من المخرجين الشباب أمثال محمد حمدي، وهاني خليفة، وتامر محسن، وغيرهم من مخرجين يدينون بالفضل له في تعليمهم وتوجيههم.
تطوير وتجارب
عشق التلمساني السينما والكاميرا ولم يتوقَّف عن التطوير والتجديد كي يُقدم عملاً متميزاً، حتى أنه قام بتجارب على خام الفيلم الذي انتهت صلاحيته للاستفادة منه، وفعلاً استخدمه في تصوير بعض المشاهد التي تتطلّب تأثيراً بصرياً مُعيناً، ثم أخذها منه كثير من المخرجين قبل أن ينتهي العمل بالخام.كانت أولى تجاربه في التمثيل عام 1991 فيلم «امرأة أيلة للسقوط» إلى جانب يسرا ومع المخرج مدحت السباعي، ثم شارك في عشرات الأعمال السينمائية والتلفزيونية كان أشهرها مسلسلات «بنت من شبرا، ومحمود المصري، ولقاء ع الهوا، ومسألة مبدأ، والداعية، وجبل الحلال»، وفي السينما «السلم والتعبان، ومصور قتيل، وأسف ع الإزعاج، وأوقات فراغ، وملك وكتابة»، وشارك ضيف شرف في «تلك الأيام» لمحمود حميدة، و«كدبة كل يوم» لعمرو يوسف.حصل عام 1992 على جائزة من المهرجان القومي للسينما عن فيلم «الراعي والنساء» كمدير تصوير مع المخرج الكبير علي بدرخان.إخراج
كانت أولى تجاربه في الإخراج عام 1993 مع «ضحك ولعب وجد وحب» لعمرو دياب ويسرا وعمر الشريف، وهو كتب أيضاً السيناريو والحوار، وكانت التجربة الوحيدة له في الإخراج التي أعلن مراراً أنه غير راض عنها، ولم يحاول خوضها مجدداً، خصوصاً مع ظهور موجة جديدة من الأفلام في منتصف التسعينيات، وتحوّل الساحة السينمائية بحيث لم تعد مناسبة لتقديم أعمال من إخراجه، بالإضافة إلى تراجع أبناء جيله تدريجاً.مع تغير حال السينما وتقدم العمر ابتعد عنها كما حدث مع الكبار سمير سيف وخيري وسعيد الشيمي وغيرهم.عام 2016، تعرَّض لأزمة قلبية ودخل المستشفى في أثرها، ثم واجه جلطة في الدماغ كان لها أثر سلبي على مستوى البصر لديه، وما زال يُعالج حتى الآن بعيداً عن الأضواء التي عشقته.