العراق ينهي «دولة داعش»... والموصل تترقب التحرير

«القوات المشتركة» تسيطر على جامع النوري موضع إعلان البغدادي قيام «دولة الخلافة»

نشر في 29-06-2017
آخر تحديث 29-06-2017 | 21:50
جامع النوري كما بدا أمس ويظهر حجم الدمار الذي حل به على أيدي عناصر «داعش»  (أ ف ب)
جامع النوري كما بدا أمس ويظهر حجم الدمار الذي حل به على أيدي عناصر «داعش» (أ ف ب)
وجه الجيش العراقي ضربة قاضية للكيان الذي أقامه تنظيم داعش في الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسورية عام 2014. وبسيطرة الجيش على مسجد النوري سقط «داعش» عسكرياً في مدينة الموصل، آخر معاقله الكبيرة بالعراق.
بعد وقت طال انتظاره، أعلنت وزارة الدفاع العراقية أن وجود تنظيم داعش في مدينة الموصل قد انتهى، وذلك بعد استعادة القوات الأمنية السيطرة على جامع النوري الكبير في مدينة الموصل القديمة، الذي أعلن منه زعيم التنظيم أبوبكر البغدادي قيام دولة الخلافة قبل ثلاث سنوات.

وذكرت الوزارة، في بيان أمس، أن "داعش لم يبق له أي منطقة يسيطر عليها في الموصل، كما أن هناك انهيارا تاما في صفوف التنظيم، والقوات الأمنية أمامها القليل لإعلان الموصل خالية من داعش".

وأعلنت القوات العراقية، في بيان أمس، أنها استعادت السيطرة على جامع النوري الكبير، الذي شهد الظهور العلني اليتيم للبغدادي في يوليو 2014.

وذكرت قيادة العمليات المشتركة، في بيان أمس، أن "قوات مكافحة الإرهاب تسيطر على جامع النوري ومنارة الحدباء".

والسيطرة على الجامع تحمل في طياتها نصرا رمزيا بالنسبة إلى القوات العراقية التي تقاتل منذ أكثر من ثمانية أشهر لاستعادة الموصل التي كانت المعقل الرئيسي للتنظيم في العراق وثاني مدن البلاد من حيث عدد السكان، وأكبر مدينة تسكنها أغلبية سنية في العراق.

وقال المتحدث باسم الجيش العراقي العميد يحيى رسول للتلفزيون الرسمي: "سقطت دولة خرافتهم".

كما أعلنت قيادة الشرطة الاتحادية العراقية، أمس، تحرير مستشفى البتول ومبنى القاصرين و20 طفلا في حي الشفاء بالساحل الأيمن لنهر دجلة الذي يقسم الموصل إلى قسمين.

وتتوقع السلطات العراقية انتهاء المعركة في وقت قريب مع محاصرة التنظيم داخل بضعة أحياء في المدينة القديمة.

وأقدم إرهابيو تنظيم داعش، الأربعاء الماضي، على تفجير منارة الحدباء التاريخية التابعة لجامع النوري الكبير.

وبدأت القوات العراقية الأسبوع الماضي، عملية اقتحام المدينة القديمة، وهي آخر حصن تبقى للتنظيم بعد عملية عسكرية دخلت شهرها التاسع.

يذكر أن رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية حيدر العبادي اطلع فجر أمس على آخر المستجدات العسكرية الخاصة بتحرير الجانب الأيمن للموصل، وأصدر التوجيهات للقوات الأمنية وقياداتها لـ"حسم المعركة".

وقال المكتب الإعلامي للعبادي، في بيان، إن "العبادي اطلع على آخر المستجدات العسكرية الخاصة بتحرير الجانب الأيمن للموصل"، مبينا أن "ذلك جاء خلال زيارته مقر قيادة العمليات المشتركة واجتماعه بالقيادات العسكرية والأمنية لعمليات قادمون يا نينوى".

وأوضح البيان أنه "تمت مناقشة خطط المعركة، وإصدار التوجيهات لقواتنا البطلة وللقيادات لحسمها"، لافتا إلى أن "العبادي أشاد بقواتنا البطلة التي حققت الانتصارات والمرابطة حاليا في المعركة لتحقيق النصر وإلحاق الهزيمة بعصابات داعش الارهابية".

وأكد أن "تضحيات قواتنا ودماء الشهداء والجرحى كان لها الدور الكبير في تحقيق النصر، وأننا عازمون على تحرير كامل الأراضي العراقية التي اغتصبتها العصابات الإرهابية".

مدنيو الموصل

في السياق، قال نائب رئيس الهجرة والمهجرين النيابية عن محافظة نينوى محمد نوري العبد ربه، أمس، إن "عدد المدنيين الموجودين خلال اليومين السابقين بما تبقى من المدينة القديمة في الموصل كان يقترب من 20 ألف مدني، لكن تم إجلاء عدد منهم وما تبقى لا يتجاوز الـ15 ألف مدني".

وأضاف العبد ربه أنه "مع اقتراب القطاعات العسكرية من مركز المدينة القديمة وضيق المسافة تصبح الممرات الآمنة أكثر ضيقا وتزداد الصعوبة في إجلاء المدنيين خشية استهدافهم من زمر داعش"، لافتا الى أن "العوائل المتبقية تعيش وضعا إنسانيا صعبا جدا بلا غذاء أو ماء وربما تكون وجبة عدس صغيرة أو حنطة قليلة هي قوت يوم كامل لكل عائلة".

وأكد النائب الموصلي ان "ايصال المواد الغذائية لتلك العوائل هو أمر صعب جدا، نتيجة اشتداد المعارك ووقوعهم تحت سيطرة "داعش"، وبالتالي فإن إسراع وتيرة القتال هو الحل الوحيد لإنقاذهم"، موضحا "أننا لا نستطيع تحفيز القوات الأمنية على الإسراع بالمعارك كي لا تتسبب تلك الخطوة في سقوط ضحايا بين تلك القوات نتيجة للانفتاح على العصابات الإجرامية".

نازحون

في سياق آخر، أعلن قائممقام قضاء الرطبة بمحافظة الأنبار غرب العراق عماد الدليمي، أمس، استقبال أكثر من 300 نازح من منطقة القائم وتسهيل عبورهم الى الرمادي.

وقال الدليمي إن "القوات الأمنية وبالتنسيق مع الحكومة المحلية بالرطبة قامت باستقبال أكثر من 70 أسرة نازحة من القائم في القضاء غرب الرمادي".

وأضاف أن "تلك الأسر اعدادهم كأفراد أكثر من 300 شخص وأغلبيتهم نساء وأطفال وتم توزيع بعض المساعدات الإنسانية والإغاثية لهم"، مشيرا الى أن "القوات الأمنية قامت بتسهيل عبورهم للرمادي للسكن بمخيم 18 كيلو".

back to top