صورة لها تاريخ : المرحوم عثمان الهويدي... عاصر قلبان الشامية ووثق تاريخها

نشر في 30-06-2017
آخر تحديث 30-06-2017 | 00:05
No Image Caption
عندما كنت أجتهد لتأليف كتاب عن منطقة الخالدية في عام 2004، التقيت المرحوم العم داود سليمان السهلي، وجرني الحديث معه إلى قلبان (آبار المياه) الشامية وتاريخها والعوائل التي كانت تمتلك قلباناً في تلك المنطقة.

وذكر لي العم داود، أن أسرة الهويدي من الأسر القديمة التي كان لها قلبان في الشامية، ما دفعني إلى البحث عن كبير هذه الأسرة الكريمة، لمعرفة التفاصيل منه. فعرفت أن العم عثمان بن عبدالله الهويدي هو كبير العائلة، ويسكن في الشامية، فتوجهت إلى ديوانيته، وتعرفت عليه وعلى أبنائه.

ومنذ ذلك العام وإلى حين وفاته في رمضان الماضي وأنا أتردد عليه في ديوانه، وأستقي منه ذكرياته، وما يمكن أن يتذكره من معلومات.

لقد كان المرحوم "بوراشد" من المصادر المهمة بالنسبة لي في موضوع فريج سعود بالحي القبلي، وكذلك موضوع القلبان في منطقة الشامية، ومنه تأكدت أن عائلة الهويدي اشترت قلبانها التي كان يُطلق عليها اسم "السدة" من أسرة المجلي في منتصف القرن التاسع عشر تقريباً، وأن عائلته كانت تجلب المياه من هذه القلبان، لاستخدامها الشخصي، وكذلك توزع ما يمكن من مياه قلبانها على مَن يحتاج من الكويتيين.

وكانت قلبان الهويدي مجاورة لقلبان البسام، وقلبان السهول، وكانت مياه القلبان تستخدم، إلى جانب كونها مياه شرب، في الري الزراعي، حيث كان للهويدي مزرعة وبيت كبير في الشامية تم تثمينها إلى جانب القلبان في عام 1954.

وأخبرني العم عثمان، رحمه الله، أن البلدية استدعت والده، وأبلغته بأنه يستحق 16 قسيمة (أرضاً) في الشامية مقابل تثمين بيتهم والمزرعة والقلبان، لكن والده اكتفى بتسلم قسيمة واحدة في الشامية، بحجة "تبون تفرقوني عن عيالي"، وبعد إلحاح أبنائه تقدم بطلب بيتين في كيفان، وكان له ذلك.

وإليكم نبذة مختصرة عن العم عثمان عبدالله علي الهويدي، رحمه الله، فقد وُلد في فريج المديرس في جبلة عام 1920 بالقرب من مسجد المديرس، الذي بُني عام 1810 وما زال قائماً، وبجوار بيوت فهد البسام ومسعود الهقهق والمسيليم والحداري والأحمد ومدوه والغملاس والنشمي والياقوت والعودة وبوكحيل والنهابة واللوغاني وعبدالمحسن البناي وغيرهم.

درس عند الملا حمادة، ثم دخل الغوص مع النوخذة زيد القصار، ومرة ثانية مع النوخذة أحمد وعبدالمحسن البناي. بعد ذلك، تفرغ للعمل مع والده وعائلته في قلبانهم ومزارعهم بالشامية، وموقعها هو موقع ثانوية الجزائر الحالية، كما عمل بالبلدية فترة طويلة. وطبقاً لما عرفت من المرحوم بوراشد، فإن قلبان الشامية قسمان "فوقيات"، وهي التي كانت تقع فيما يسمى اليوم بضاحية عبدالله السالم، و"حدريات" وهي التي بالشامية الحالية، وأن من العوائل التي كان لها قلبان أسرة النويّف وأسرة المقهوي وأسرة الضرمان وأسرة الوقيان وأسرة اليعقوب وأسرة الفهد وأبناء صقر العيد، وغيرهم. وقد ذكرت أسماء عائلات أخرى كان لها قلبان في الشامية في كتابي "الشامية تاريخ وشخصيات" الصادر عام 2008. رحمك الله أبا راشد، وغفر لك، وجعل مثواك الجنة.

تصويب: في المقال السابق، ذكرت أن النوخذة بلال الصقر نجا من طبعة عام 1942، والصحيح أنه توفي فيها رحمه الله، فشكراً لمن نبهني لذلك، وأعتذر للقراء الكرام عن الخطأ.

back to top