مفهوم «الميتفورمين» في التخسيس

تحت أسماء تجارية ولشركات عديدة يأتي عقار الميتفورمين المعروف في تنظيم السكر في الدم، ويتصدر خيارات الأطباء في وصف أدوية خفض السكري من النوع الثاني، وذلك لما اشتهر عنه في المحافظة على مستوى السكر في الدم، وإطالة عمر شرايين مرضى داء السكري المرتبط بتلف الأوعية الدموية الدقيقة، والذي يصيب شرايين القلب التاجية.

فثمة اعتقاد سائد بأن فائدة عقار الميتفورمين تتمثّل بقدرته على تثبيط استحداث الكبد للسكر من مصادر غير كربوهيدراتية، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة السكر في الدم، وبالتالي الحد من تلف الأوعية الدموية، وعدم ارتفاع منسوبه، أو تأثيره السلبي على خلايا البنكرياس.

غير أن سوء استعماله لغير مرضى السكري قد يؤدي إلى أضرار جسيمة لا يمكن تجاهلها، ونرى أكثرها خطورة في ارتفاع حمض اللاكتيك في الدم، الذي يحدث في حال عدم وجود كمية من الكربوهيدرات أو النشويات التي يلزم على الميتفورمين أن يسيطر عليها ويكسرها، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة نتيجة ارتفاع حمضية الدم هذه كالتعب وإنهاك في العضلات، وتنميل مصحوب ببرودة في الأطراف، وصعوبة في التنفس إلى حد الاختناق، وآلام في المعدة وإسهال.

كما يؤدي إلى الاستفراغ والشعور بالدوخة، وعدم التركيز، والرعشة في اليدين نتيجة نقص امتصاص فيتامين ب المركب بسبب مادة الميتفورمين، كما قد يؤدي إلى هبوط حاد في السكر، مسببا دوخة أو إغماء مفاجئاً إذا قرن بعلاجات أخرى لخفض السكر، مما يضع الشخص في مواقف خطيرة أثناء نزول السلم، أو قيادة السيارة أو العمل مع المعدات أو المكائن الكهربائية!

وقد عرفت مضاعفات الميتفورمين في إنقاص بعض الوزن الزائد، وإذابة تكيسات المبايض عند السيدات، وقد تابع الأطباء المختصون هذه الحالات، مع الحرص في وصفه كحل مساعد للعلاجات المقصودة لتلك الأعراض، ولكن من الأشخاص العوام من يتناقل الأدوية والجرعات دون الرجوع إلى الطبيب المعالج، مما يؤدي مع الحميات الغذائية إلى هبوط حاد في السكر نتيجة زيادة مقاومة الجسم لإفراز الإنسولين الطبيعي، خصوصا عند المرضى ذوي مستوى السكر والضغط المنخفض.

والاستمرار عليه لهذا الغرض يؤدي إلى ارتفاع الأحماض في الدم بشكل خطير، لا سيما مع وجود المشروبات الغازية مثلا مع الوجبات، كما يؤدي إلى ضعف في مناعة الجسم مما يزيد الانتكاسات المرضية! في حين لم يتم الاعتراف بعد بمادة الميتفورمين إلى الآن، كدواء يؤدي إلى إنقاص الوزن بأمان، ولم يثبت مخبريا ذلك حتى يتم وضعه على لائحة عقارات التخسيس الآمنة في الاستخدام!

* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية