شهدت بورصة هونغ كونغ، التي تعد ثالث أكبر سوق أسهم في آسيا والسادسة على مستوى العالم من حيث القيمة السوقية، خسائر قوية خلال تعاملات الثلاثاء الماضي تخطت 6 مليارات دولار، فيما وصف بأنه "تراجع غامض".

وتعد بورصة هونغ كونغ واحدة من أعتق أسواق الأسهم في العالم، حيث تأسست قبل 125 عاما، وهو تاريخ حافل بالاضطرابات ووقائع الارتجاج الضخمة، لكن على الأقل كانت هذه الأحداث كافة واضحة الأسباب.

Ad

والتقرير التالي يسلط الضوء على مخاوف المستثمرين والمحللين التي سبقت هذا الهبوط الحاد الذي تركز في أسهم الشركات الصغيرة، إلى جانب الأسباب التي يشتبه في وقوفها وراءه.

مخاوف وتحذيرات سابقة

- أصدر المستثمر والمدير السابق لبورصة هونغ كونغ، ديفيد ويب، قبل ستة أسابيع تقريرا حمل عنوان "شبكة الألغاز: 50 سهما لا يجب شراؤها"، ليفاجأ الجميع بهبوط معظم الأسهم التي أشار إليها خلال جلسة الثلاثاء.

- حدد تقرير ويب شبكة معقدة من الأسهم المشتركة بين الشركات المدرجة في السوق الرئيسي وسوق المشاريع النامية، الذي قال إنه خلق أرضا خصبة للتقلبات.

- عكست خسائر الثلاثاء خصائص تسببت في قلق الهيئات التنظيمية منذ فترة طويلة، والتي أوردها "ويب" أيضا في تقريره، ومن بينها التقييمات غير الواقعية والعلاقات المعقدة بين الشركات والسماسرة.

- منذ فترة ليست بالبعيدة تزايدت فضائح الشركات والانخفاضات الهائلة في سوق أسهم هونغ كونغ، والتي ارتبط بعضها بشركات البر الرئيسي الصيني المدرجة في بورصة الإقليم الذي يحظى بحكم شبه ذاتي.

- خلال هذا العام شهدت بعض الأسهم المتداولة في هونغ كونغ سقوطا حرا، مثل: سهم "Huishan Dairy"، الذي انخفض بنسبة 90 في المئة خلال دقائق، فيما هبط سهم "China Finance Investment" بنسبة 83 في المئة في غضون 20 دقيقة.

حقائق ووقائع

- خلال تعاملات الثلاثاء، فقدت مجموعة من الأسهم المتداولة في بورصة هونغ كونغ ما يزيد على 6 مليارات دولار، حتى إن أحد الأسهم فقد 95 في المئة من قيمته.

- قال ويب لـ"فاينانشيال تايمز" إن هبوط الثلاثاء ربما يرجع إلى ما سماه بـ"نوع من التأثير الشبكي"، مضيفا أن معرفة السبب بدقة غير ممكنة في الوقت الراهن.

- في وقت لاحق كشفت وثائق تابعة للبورصة أن شركة "Lerado Financial" و"China National Culture" و"QPL International"، قلصت حيازاتها في شركة " China Jicheng" التي هبط سهمها بنحو 95 في المئة.

- أظهرت الوثائق أن شركة ليرادو للخدمات المالية باعت ما يقرب من 1.5 مليار سهم في شركة في "تشاينا جيتشنغ" خلال تعاملات الثلاثاء، فيما باعت "كيو بي إل" نحو 72.4 مليون سهم.

- ظلت الأسباب الدقيقة وراء الانهيار المفاجئ في العديد من أسهم الشركات غير واضحة، إذ لا يعرف عن الروابط المشتركة بين هذه الأسهم سوى أنها اجتمعت معا في تقرير "ويب".

وهن تنظيمي

- كون هذه التحركات كانت الأعنف في السوق على مدى العامين الماضيين، توقع المستثمرون أن يجبر ذلك المنظمين على التحرك سريعا واتخاذ عدد من الإجراءات الاحترازية، كما أكسبت تقرير "ويب" اهتماما بالغا.

- رفضت لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة في هونغ كونغ التعليق بشأن ما إذا كانت ستجري تحقيقا في الواقعة. ورغم سعيها لإحياء الثقة لدى المستثمرين مجددا أكدت عدم قدرتها على تفسير هذه التحركات.

- قال الرئيس التنفيذي للجنة أشلي ألدر لـ"فاينانشيال تايمز" إن الأمر المثير للقلق بشكل كبير هو شبكات الشركات والسماسرة التي تركز على أعمال الأسهم الصغيرة، والذين ربما يتورطون في عمليات تلاعب متعمدة.

- ينتقد ويب فكرة انقسام السلطة بين لجنة الأوراق المالية والعقود الآجلة، وبين إدارة بورصة هونغ كونغ، وسبق ودعا إلى منح الأولى الصلاحيات التنظيمية الخاصة بسوق الأسهم كاملة.

- يرى ويب أن اللجنة اتسمت بالوهن في إشرافها على الشركات المدرجة، وبالتالي فشلت في ممارسة سلطاتها الكاملة، ويقول إن إدارة البورصة سمحت للشركات باعتبار نفسها عاملة في مجال الاستثمار والتداول دون الإفصاح عما تفعله.

3 أثرياء يفقدون لقب «ملياردير»

فقد ثلاثة من أثرياء هونغ كونغ لقب "ملياردير" بعدما حازوه، عقب طرح أسهم شركاتهم للاكتتاب العام في البورصة، لكن هبوط الأسهم خلال اضطراب تعاملات الثلاثاء الماضي أفقدهم أكثر من 90 في المئة من ثرواتهم.

وتكبد "هوانغ ون جي" أكبر خسارة بعدما فقد 1.9 مليار دولار من حصته في شركة "China Jicheng Holdings" لصناعة المظلات، منذ تداولات الثلاثاء الماضي.

وانخفض سهم الشركة، التي تتخذ من مقاطعة فوجيان مقراً لها، بنسبة 95 في المئة نتيجة سلسلة من الخسائر المتتالية، التي تسببت بها شبكة من الشركات ذات الأسهم المشتركة، لتهبط ثروة الملياردير السابق إلى 115 مليون دولار، وفقاً لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات.

وانخفضت الثروة الإجمالية لكل من "وونغ وينغ-واه" و"وونغ تشي-كو" بمقدار 1.1 مليار دولار، بعد الخسائر الفادحة التي تعرض لها سهم شركتهما للأعمال الهندسية المدنية "Luen Wong" لتنخفض قيمة حصتيهما بها بنسبة 91 في المئة.

وسبق أن حظر المستثمر النشيط ديفيد ويب من مجموعة من الأسهم التي قال إنها مقيمة عند مستويات غير مستدامة، وكان من بينها سهما "China Jicheng Holdings" و"Luen Wong".

الأسهم الصينية تغلق مرتفعة

ارتفعت الأسهم الصينية في ختام التداولات بالتزامن مع مكاسب القطاع المالي الذي شهد انتعاشا على الصعيد العالمي، وفي ظل توقعات متفائلة بشأن أداء السوق المحلي خلال النصف الثاني من العام.

وفي نهاية الجلسة، ارتفع مؤشر "شنغهاي" المركب بنسبة 0.45 في المئة إلى 3188 نقطة.

وقال مصرف "تشاينا كونستركشن بنك"، في بيان له، إن الزخم الذي تشهده سوق الأسهم في البر الرئيسي وفي هونغ كونغ سيتواصل خلال النصف الثاني وحتى نهاية العام.

وأضاف أن على المستثمرين أن يتحلوا بالذكاء خلال الأشهر القادمة، حيث إن الأسواق الآسيوية على وشك الارتفاع بما يشكل محطة رئيسية في مسيرة الأسهم.

وتأتي مكاسب الأسهم المالية على المستوى العالمي بعدما أعلن الاحتياطي الفدرالي موافقته على زيادة توزيعات الأرباح للمؤسسات المالية الكبرى في الولايات المتحدة.

وتترقب الأسواق عن كثب القراءة النهائية للناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة خلال الربع الأول، وسط توقعات باستقرارها دون تغيير عند 1.2 في المئة.

فيما سيكون المستثمرون الصينيون على موعد مع صدور بيانات بشأن نشاط القطاعين الصناعي والخدمي خلال الساعات الأولى من صباح اليوم.