تتجه العقود الآجلة للنفط الخام إلى تحقيق أكبر مكاسبها الأسبوعية منذ منتصف مايو الماضي لتنهي موجة خسائر استمرت خمسة أسابيع، حيث وجدت الأسعار دعماً في انخفاض الإنتاج الأميركي.

وزادت العقود الآجلة للخام الأميركي 5.1 في المئة منذ بداية الأسبوع، بينما ارتفعت عقود خام القياس العالمي مزيج برنت 4.8 في المئة ليسجل الخامان أكبر زيادة أسبوعية منذ الأسبوع المنتهي في 19 مايو.

Ad

وزاد الخام الأميركي 0.6 في المئة أو 27 سنتاً إلى 45.20 دولاراً للبرميل، وارتفع خام برنت 0.6 في المئة أو 30 سنتاً إلى 47.72 دولاراً للبرميل.

ووجدت الأسواق دعماً هذا الأسبوع في بيانات تشير إلى انخفاض الإنتاج الأميركي بعدما وصلت أسعار الخام إلى أدنى مستوياتها في عشرة أشهر الأسبوع الماضي، في ظل تنامي تخمة المعروض.

وانخفض الإنتاج الأميركي 100 ألف برميل يومياً إلى 9.3 ملايين برميل يومياً الأسبوع الماضي، مسجلاً أكبر هبوط أسبوعي منذ يوليو 2016.

ولا تزال إمدادات النفط العالمية وفيرة رغم تخفيضات الإنتاج التي تعكف عليها منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وبعض المنتجين المستقلين بواقع 1.8 مليون برميل يومياً منذ يناير الماضي.

من ناحيته، خفّض بنك "سوسيتيه جنرال" توقعاته لأسعار "نايمكس" و"برنت" خلال العامين الحالي والمقبل، وذلك نتيجة نمو الإنتاج المحلي من الخام، في كل من الولايات المتحدة وليبيا ونيجيريا.

وأوضح رئيس وحدة أبحاث سوق النفط لدى "سوسيتيه جنرال" مايكل ويتنر، أنه رغم خفض "أوبك" إنتاجها بالتعاون مع منتجين من خارجها وامتثال المشاركين في هذا الاتفاق كلياً، لا تزال هناك ضغوط بشأن وفرة الإمدادات العالمية.

وخفض البنك توقعاته لسعر "برنت" هذا العام بحوالي 4.40 دولارات إلى 52 دولاراً للبرميل مقارنة بالتقديرات السابقة، كما خفض التوقعات لسعر الخام القياسي في 2018 إلى 54 دولاراً للبرميل.

وفيما يتعلق بخام "نايمكس" الأميركي، خفض "سوسيتيه جنرال" توقعاته لمتوسط سعره إلى 49.45 دولاراً هذا العام وعند 51.50 دولاراً في عام 2018.

على صعيد الإنتاج، قال مصدر مطلع على جدول تحميل ناقلات النفط في إيران، إن صادرات البلاد من الخام في يوليو تتجه للانخفاض 7 في المئة عن مستواها هذا الشهر، الذي كان الأعلى في ثلاثة أشهر، وهو ما يرجع في الأساس إلى انخفاض الصادرات إلى أوروبا.

وترفع إيران العضو في "أوبك" إنتاج النفط كي تستعيد حصتها السوقية التي فقدتها في ظل العقوبات الغربية لمصلحة منافسين إقليميين مثل السعودية.

والعام الماضي سجلت الصادرات انخفاضاً مماثلاً في يوليو قبل أن تتعافى بقوة بداية من أغسطس.

ويحوم إجمالي إنتاج النفط عند أكثر من 3.9 ملايين برميل يومياً، والمتوقع أن يصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً بحلول مارس 2018 وفقاً لما ذكره وزير النفط الإيراني بيجن زنغنه هذا الشهر.

وقال المصدر، إن إجمالي تحميلات النفط الخام من الموانئ الإيرانية، باستثناء المكثفات من حقول الغاز، ستبلغ 1.93 مليون برميل يومياً في الشهر المقبل، من بينها مليونا برميل سيتم تخزينها على متن ناقلات.

ولم تتوفر بيانات تحميل المكثفات، وهو نوع من الخام الخفيف الفائق الجودة، لشهري يونيو ويوليو.

ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي صادرات الخام في يوليو 1.86 مليون برميل يومياً بزيادة 2 في المئة عن مستواه قبل عام، من بينها 1.28 مليون برميل يومياً تتجه إلى آسيا و580 ألف برميل يومياً تتجه إلى أوروبا.

يأتي ذلك مقارنة مع 1.30 مليون برميل يومياً إلى آسيا و700 ألف برميل يومياً إلى أوروبا هذا الشهر.

ومن المنتظر أن تستورد الصين أكبر مشترٍ للنفط الإيراني 658 ألف برميل يومياً في يوليو، وهي أكبر كمية منذ سبتمبر الماضي وتزيد ثلاثة في المئة عن مستوى يونيو.

وتظل الهند ثاني أكبر مشترٍ بتحميل 395 ألف برميل يومياً الشهر المقبل، مما يمثل انخفاضاً نسبته 15 في المئة عن يونيو بحسب المصدر.

ومن المتوقع أن تستورد اليابان 134 ألف برميل يومياً في يوليو بارتفاع 34 في المئة عن يونيو لتسجل الواردات اليابانية أعلى مستوياتها منذ يناير.

كما تتجه تحميلات الخام المصدر إلى كوريا الجنوبية الشهر المقبل للارتفاع إلى أعلى مستوى لها في أربعة أشهر عند 97 ألف برميل يومياً من 90 ألفاً هذا الشهر.

وفي أوروبا، من المنتظر أن تستورد تركيا المشتري الرئيسي هناك 194 ألف برميل يومياً الشهر المقبل بانخفاض 27 في المئة عن يونيو.