إلى أين تسير «الصحة»؟
![عادل سامي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
وفي ظل هذا الوضع يصعب على أي مراقب أن يرى بصيص نور في المستقبل القريب، فـ"الصحة" تحتاج إلى معجزة تنقلها من الإنعاش والحالة المتردية التي يرصدها المراقبون، وتكتظ بها شبكات التواصل الاجتماعي. ليس الهدف من هذا الطرح خدمة أجندات نشيطة لمحاولة تصفية حسابات أو الإقلال من نوايا الإصلاح، ولكن الهدف هو تصويب المسار نحو إجراءات وسياسات واضحة يلتزم بها الجميع، ولا تحركها ردود أفعال، فالوضع الصحي كله يحتاج إلى رؤية واضحة ومحاسبة على جميع المستويات، وتسخير الموارد بحكمة حتى لا تهدر موارد الدولة في علاج سياحي أو في صفقات ليست ببعيدة عن التنفيع والمجاملات والمصالح الشخصية، كما أن الصحة بحاجة إلى إنجازات حقيقية تفوق التصريحات الإعلامية وتترجم النوايا الطيبة إلى واقع فعلي بنزاهة ومهنية. الملفات المتخمة بالتجاوزات تحتاج إلى المحاسبة، واختيار الأكفاء الشرفاء لتحمل المسؤولية، والعمل بتفان لتحقيق الإنجازات، فما أسهل الهدم تحت شعارات تدغدغ المشاعر، ولكن المحك الرئيس للنجاح هو الإنجاز والأداء المتميز. فمن يقرأ تقارير ديوان المحاسبة أو تقارير لجان متابعة البرامج بالأمانة العامة للتخطيط، التي عرضت على مجلس الوزراء، يشعر بالقلق الشديد ويصعب عليه التفاؤل بمستقبل وزارة الصحة، نظرا لما كشفت عنه تلك التقارير من حالة التردي غير المسبوقة بأداء الصحة، التي أصبحت عنوانا للفشل في الجهاز التنفيذي.ويبقى سؤال إلى أين تسير "الصحة" بلا إجابة.