لا أحد يشكك في مدى تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على النسيج الاجتماعي في الوقت الحالي، لأنها أصبحت من الأدوات المؤثرة في جميع الميادين، ومن بينها "التعليم"، فأصبح الأساتذة والهيئات الأكاديمية في جامعة الكويت وغيرها من الهيئات التعليمية الأخرى يتأثرون بها، ويعتبر "تويتر" سلاحا ذا حدين، لأن الآراء التي تطرح من الطلبة قد تؤثر سلباً، وقد تصل في بعض الأحيان إلى المسؤولين المعنيين في الجامعة فيكون لها تأثير إيجابي. حول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على طلبة وأساتذة جامعة الكويت، التقت "الجريدة" عدداً من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة لاستطلاع آرائهم بشأن سلبيات وإيجابيات استخدام الطلبة لتلك الوسائل، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية، قال عضو هيئة التدريس في قسم الهندسة الميكانيكية بكلية الهندسة والبترول في الجامعة د. عماد خورشيد، لا أحد يشكك في مدى أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في توصيل كل وجهات النظر والآراء الطلابية في الاساتذة إلى المعنيين في الجامعة والمسؤولين، بحيث أصبحت تغريدات العديد من الطلبة تؤخذ على محمل الجد من العديد من أساتذة الجامعة، لأن الطلبة أصبحوا يقيمون أداء عضو هيئة التدريس عن طريق تلك التغريدات.
سب وقذف
وأعرب د. خورشيد عن أسفه أن كثيرا من النقد الذي يبدر من الطلبة وصل في الآونة الاخيرة إلى حد السب والقذف بحق أعضاء هيئة التدريس في الجامعة، وهذا يعد من سلبيات استخدام تلك الوسائل، ومن جانب آخر أصبح "تويتر" في وقتنا الحالي منبرا لاستعلام العديد من الدارسين في الجامعة عما يخص مواعيد الاختبارات الفصلية و"الفاينل" ومواعيد الدراسة، وغيرها من الأشياء التي قد تكون إيجابية نوعا ما. وأضاف أن حرية الرأي في "تويتر" حاليا أصبحت تتراجع في الكويت، وذلك لأن هناك رقابة شديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما أدى الى تحجيم تلك الصلاحيات بالنسبة للجميع، وهي تعتبر من الادوات التي أصبحت مؤثرة على الساحة المحلية والعالمية فيما يخص طرح الرأي وتقبل الرأي الآخر. ومن جانبه، قال عضو هيئة التدريس بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بكلية العلوم الاجتماعية في الجامعة د. علي الزعبي، إنه لا شك ان "تويتر" يعد أحد وسائل توصيل الآراء ونقد أساتذة الجامعة، لأن الطلبة من خلال استخدامه يمدحون أو يذمون عضو هيئة التدريس، وذلك لأن بعض الأساتذة قد يكون متساهلاً مع جميع الدارسين فيما يتعلق بالحضور والغياب، في حين قد لا يتساهل آخرون ويستخدمون "المسطرة" في جميع الشؤون الدراسية، من حيث الحضور والغياب، والحرص على إعطاء الدرجات، وعلى هذا قد يتعرضون للسب والقذف في مواقع التواصل.وتابع د. الزعبي أن "تويتر" خلال السنوات الخمس الأخيرة أصبح مؤثرا جدا، وخاصة على الطلبة وجميع منتسبي الجامعة، إضافة إلى تأثيره في توصيل الأفكار والمعلومات وتصحيحها، لأن العديد من أساتذة الجامعة يتفاعلون مع طلبتهم عن طريقه، وذلك فيما يخص الرد على كل الاستفسارات التي يطرحها الطلبة، كما يتضمن أيضا في بعض الأحيان نقدا واضحا من الطلبة للاختبارات وطرق التدريس.سلاح ذو حدين
من جهته، قال عضو هيئة التدريس في قسم اللغة العربية بكلية الآداب بالجامعة د. يوسف العويهان، إن "تويتر" في الوقت الحالي أصبح سلاحا ذا حدين، إذ يتضمن السلبي والايجابي لجميع من يستخدمونه، لأنه أصبح أحد الادوات الرئيسية في تقييم أساتذة الجامعة في الآونة الأخيرة، ونرى ان العديد من الطلبة يتأثرون بكلام زملائهم على مواقع التواصل الاجتماعي في تقييم الأساتذة من حيث طرق التدريس، وساعات الدراسة، وطريقة الاختبارات، في حين نرى البعض قد يصل به التقييم الى ذم الأستاذ، وقول كلام غير صحيح ومضلل بحق عضو هيئة التدريس. وتابع د. العويهان أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثيرا ايجابيا، بحيث استطاع العديد من البرامج تسهيل العملية التعليمية للعديد من الاساتذة والطلبة، وذلك باستخدامه برامج حديثة تتميز بأداة إنشاء مجموعة طلابية جديدة، ووضع كل الشروحات لهم فيها عن طريق الارقام الخاصة بالطلبة او الاسماء المستخدمة، لأنها اصبحت ذات فاعلية وكفاءة في تسهيل الشروحات التي كانت في السابق تتطلب من العديد منهم الحضور الى مكاتب اعضاء هيئة التدريس والجلوس معهم وقتا طويلا، ولكن في الوقت الحالي تكون عن طريق برامج لا تأخذ وقتا طويلا لتقديم الشروحات العلمية. وأوضح أن العديد من الدارسين لا يقيمون الاساتذة في مواقع التواصل التقييم الصحيح، لأن تقييمهم يقتصر على إعطاء الدرجة او مسألة الحضور والغياب، وهذه من الامور الدارجة في "تويتر" لقياس الاساتذة من وجهة نظر الطلبة، في حين يعد "توتير" في الوقت الحالي أصبح الملاذ الوحيد للطلبة في البحث عن المعلومات التي تخص الأستاذ قبل التسجيل في المقرر العلمية.