نفّذ الجيش اللبناني، فجر أمس، عملية نوعية استباقية في عرسال، أسفرت عن مقتل عدد من الإرهابيين وإعتقال المئات من المشتبه فيهم. وقالت مصادر أمنية إنه «أثناء قيام قوّة من الجيش بتفتيش مخيم النور العائد للنازحين السوريين في بلدة عرسال، أقدم انتحاري على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف أمام إحدى الدوريات المداهمة مما أدّى إلى مقتله وإصابة ثلاثة عسكريين بجروح غير خطيرة»، لافتة إلى أنه «على الأثر أقدم ثلاثة انتحاريين آخرين على تفجير أنفسهم من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما فجّر الإرهابيون عبوة ناسفة، فيما ضبطت قوى الجيش أربع عبوات ناسفة معدّة للتفجير، عمل الخبير العسكري على تفجيرها فوراً في أمكنتها».
وتابعت: «خلال قيام قوّة أخرى من الجيش بعملية تفتيش في مخيم القارية التابع للنازحين السوريين في المنطقة نفسها، أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف من دون وقوع إصابات في صفوف العسكريين، كما أقدم إرهابي آخر على رمي قنبلة يدوية باتجاه إحدى الدوريات ما أدّى إلى إصابة أربعة عسكريين بجروح طفيفة».وأشارت المصادر إلى أنه «لدى مديرية الاستخبارات معلومات عن أن الانتحاريين كانوا يعتزمون تنفيذ عمليات إرهابية من زحلة إلى بيروت». وأفادت أن «عدد الموقوفين قيد التحقيق يفوق الـ300 شخص من بينهم عدد من كبار المطلوبين وقد عرف منهم أبوعبيدة مسؤول النصرة وأبو طلحة وأحمد حيدر».ولفتت إلى أن «من بين الذين قبض عليهم الإرهابي السوري أحمد دياب قاتل المقدم في الجيش اللبناني نور الدين الجمل في معارك عرسال في عام 2014». وتجدر الإشارة إلى أن مخيم النور أغلب المسلحين الموجودين فيه ينتمون إلى جبهة «النصرة» أما مخيم القارية فينتمون إلى تنظيم «داعش».
عون
في السياق، هنأ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الجيش بنجاح العملية النوعية التي قام بها، واصفاً إياها بأنها «كانت خطيرة للغاية».وقال خلال زيارة قام بها صباح أمس إلى المقر العام لقوى الأمن الداخلي إن «أزمة الحرب المحيطة بنا والتي وضعت لبنان في قلب جهنم نارية تمتد من الحدود التركية إلى المغرب العربي، مضيفاً: «أزمة النزوح السوري إلى لبنان التي شكلت العملية العسكرية التي حصلت جزءاً منها مرتبطة بأمن مخيمات النزوح السوري، التي باتت تتحول الى معسكرات. ونحن الآن سنعيش مرحلة صعبة بعد سقوط التنظيمات الإرهابية في سورية، لأن عناصرها قد تسعى للجوء إلى لبنان، وهو أمر يستدعي السهر كثيراً للحؤول دونه».الصراف
إلى ذلك، أكّد وزير الدفاع يعقوب الصراف، أمس، أن «الجيش اللبناني صمام الأمان في البلاد»، داعياً إلى «تحصين الساحة ومنع الإرهابيين من العبث باستقرار لبنان وأمنه». وثمن الصراف «ما قام به الجيش في عرسال»، مشيراً إلى أنه «مرة جديدة يثبت أنه صمام الأمان لهذا البلد، ومرة جديدة نثبت صحة الخيارات التي اتخذناها بالقيام بضربات استباقية للخلايا الإرهابية».وتابع: «ما رأيناه من تغلغل للانتحاريين داخل مخيمات النازحين يستدعي تحركاً كبيراً وسريعاً لإيجاد معالجة جذرية لمسألة النزوح، فالأمر ليس سهلاً خصوصاً أن الانتحاريين كانوا يتغلغلون بين المدنيين». وجدد الصراف التأكيد «على الدعم السياسي الكامل والثابت والمطلق للجيش اللبناني، ولما يقوم به من إجراءات وتدابير لتحصين الساحة ومنع الإرهابيين من العبث باستقرار لبنان وأمنه».وشدد على أن «الجيش باق على قراره باجتثاث الإرهاب من جذوره، فلا مكان للإرهاب ولا بيئة حاضنة له عندنا ومن غير المسموح أن يتحول إلى واقع مفروض وسنتعامل معه كما يجب وبكل إصرار وقوة وعزم لدرء مخاطره ونزع فتائل مؤامراته وحماية سلمنا الأهلي واستقرارنا».في موازاة ذلك، وجه عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب ياسين جابر التحية إلى الجيش اللبناني على «تنفيذه عملية أمنية استباقية في عرسال لوقف أي إمكانية للإرهابيين من الانتقال من الموصل إلى لبنان بعد الهزيمة، التي منيوا بها في الموصل والتي تحررت وعادت إلى سيادة العراق».وأشار جابر إلى أنه «مرة جديدة يحقق الجيش إنجازات نوعية في ملاحقة الإرهابيين، فهو في توقيف الإرهابي الخطير أحمد خالد دياب إنما يكون قد أوقف أحد القاتلين الاساسيين للمقدم في الجيش نور الدين الجمل، الأمر الذي يعتبر صيداً ثميناً في مواجهة الإرهاب».