استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي يقوم بجولة أوروبية في محاولة لإيجاد توازن مع الضغوط الأميركية المتزايدة على إيران. وبحث ماكرون وظريف خصوصاً الأزمة السورية، بعد أيام من إعلان باريس أن إزاحة الرئيس السوي بشار الأسد، المدعوم من طهران، لم يعد شرطاً للتسوية بالنسبة لها.
وأفادت وكالات الإعلام الإيرانية بأن ماكرون وظريف بحثا أزمة قطر، وأن الطرفين أكدا ضرورة حل الأزمة بالحوار والمفاوضات.ويتوجه الرئيس الفرنسي غداً الأحد إلى مالي ليلقي بثقله خلف قوة عسكرية إفريقية جديدة يأمل أن تمهد الطريق لخروج قوات فرنسا من المنطقة، رغم أن فرص نجاحها تبدو ضئيلة.وتستضيف مالي رؤساء دول النيجر وتشاد وبوركينا فاسو وموريتانيا، أو ما يعرف باسم مجموعة دول الساحل الخمس، والتي قد تنشر آلافاً من الجنود في منطقة الساحل الصحراوية، التي لا تزال مرتعاً للمتشددين والمهربين، الذين تعتبرهم باريس تهديداً لأوروبا.
وبعد أربع سنوات من تدخل فرنسا في مستعمرتها السابقة لصد هجوم للمتشددين لا تلوح في الأفق أي بادرة على أنها ستسحب قواتها وقوامها 4000 جندي، إذ تكافح هذه القوات إلى جانب قوة حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة قوامها عشرة آلاف جندي لتحقيق الاستقرار في مالي وتنفيذ اتفاقات السلام.إلى ذلك، صدم رجل بسيارته أمس الأول الحاجز المحيط بمسجد كريتيه (جنوب شرق باريس) دون تسجيل إصابات قبل أن توقفه الشرطة بتهمة "محاولة شن هجوم"، بحسب مسؤولين من الجالية المسلمة.وتأتي عملية الصدم بعد أسبوعين من صدم رجل على متن شاحنة صغيرة مصلين عند خروجهم من المسجد بعيد الإفطار أمام مسجد فينسبري بارك في شمال شرق لندن ما أوقع عشرة جرحى.وقالت مديرية شرطة باريس، إن رجلاً على متن سيارة رباعية الدفع "صدم مراراً الحواجز، التي وضعت لحماية مسجد كريتيه وعندما لم يتمكن من تجاوزها واصل سيره وصدم رصيفاً للمارة قبل أن يلوذ بالفرار".وقال رئيس اتحاد الجمعيات المسلمة في كريتيه كريم بن عيسى: "كانت الصلاة قد انتهت وكنا في طريقنا للخروج عندما رأينا هذه السيارة تتوجه نحو المسجد". وتابع: "اضطر مصلون إلى تفادي السيارة. لو حصل ذلك بعد ثوان قليلة لكان الأمر أسوأ بكثير".وأوقف السائق وهو مالك السيارة "دون حوادث" في منزله ووضع قيد التوقيف الاحترازي. وقال مصدر قريب من التحقيق إن قوات الأمن قامت بتفتيش منزله.وتابع المصدر أن الموقوف "أشار بشكل مبهم إلى الاعتداءات" الجهادية التي تشهدها فرنسا منذ عام 2015 والتي أوقعت 239 قتيلاً.وأفاد مصدر آخر بأن الموقوف أرمني في الـ 43 من العمر، أجري له تقييم نفسي لكن السلطات القضائية قالت إنه لم يكن مخموراً.وأعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، في بيان، إن التحقيق سيكشف "الدوافع الحقيقية" للرجل الذي "حاول اقتحام موقف مسجد على متن سيارته".ووصف عميد مسجد باريس الكبير دليل بوبكر في بيان عملية الصدم بـ"الهجوم الإجرامي" وبـ"عمل معاد للإسلام".من جهته، قال رئيس المرصد الوطني لمكافحة معاداة الإسلام عبدالله زكري: "ما حدث للتو في كريتيه يبدو يبرر المخاوف، التي عبرت عنها بعد الهجوم قرب مسجد فينسبري في لندن".ودعا زكري إلى "يقظة أكبر من جانب مسؤولي المساجد"، كما دعا السلطات إلى "تشديد الحماية لدور العبادة".