الثقافة المتطحلبة!
في كل ميدان من ميادين الحياة هناك تركيبة اجتماعية متجانسة ومتوائمة مع نفسها هي أقرب ما تكون للتركيبة الكيماوية القائمة على مواصفات محددة، والتي من طبيعتها أنها ترفض أي جسم غريب عليها، رغم أن خصائص هذه التركيبة الإنسانية الاجتماعية ثابتة الأسس، إلا أن هناك طحالب طفيلية تتسلق جدرانها محاولة تقويض أو تشويه طبيعتها...!***• لماذا هذه المقدمة؟!
بالأمس القريب تم إيقاف رسمي لحساب "تويتري" شغله طحلب من هذه الطحالب المتسلقة على جدران قطاع الثقافة، بعد أن أدركت الجهات المسؤولة حجم كارثة السموم التي كان يبثها بفحيحه الطائفي لينخر في لحمة المجتمع ووحدته، والذي هو أحوج ما يكون إلى التواؤم والتجانس في ظل هذه الظروف المضطربة!والغريب أن هذا -الطحلب السام- يحمل لقباً يشير إلى مؤهل أكاديمي (الله وحده يعلم مصدره). وهناك من يُخدع به من أنه يمثل تياراً ثقافياً بحكم هذا اللقب الأكاديمي، الاستشاري.• ومن البديهي جداً: أن الثقافة تُعطي ولاءها للأفكار التي تُمثل الجانب الأخلاقي في الفكر الاجتماعي والسياسي، لأن مهمة المثقف الحقيقية أنه يراقب ويدرس ويتأمل ويحلل ويصب جل اهتمامه في نقد الأفكار والقيم والتصورات التي تتجاوز المقاصد العملية للتطور الاجتماعي والإنساني.على ضوء هذا التحديد العام يمكن القول: إن المثقف يرفض الأوضاع القائمة على إشاعة الكراهية والطائفية باعتبارها تعمل على تقويض وتمزيق لحمة المجتمع، والتاريخ القديم والمعاصر أمامنا يرينا كيف هي نتائج كراهية الطائفية التي عملت على تمزيق المجتمعات! • والذي كان يتابع معطيات المشار إليه عبر تغريداته في "تويتر": يجده عاراً على الألقاب الأكاديمية، ومن السخف أن يُنسب إلى منصب قانوني أو ثقافي لما كان يحفل به حسابه -تويتر- من الألفاظ المبتذلة والسوقية التي لا يتلفظ بها غير الدهماء من الجُهال الذين لا حظ لهم من الأدب.• وهذا الطحلب الطفيلي المتسلق على حوائط الكراهية ليس إلا ظاهرة بغيضة -للأسف- تضم أغلب المعاقين ذهنياً وإنسانياً عند كل الأطراف التي تمارس هوايتها المحببة بإثارة الضغائن الطائفية!• ليت كل الجهات التي أوقفت حسابه قامت بحملة تطهير لكل هذه القاذورات الشاذة في المجتمع لا في "تويتر" فحسب، بل في كل الوسائل التي تنقل الكراهية في مجتمعٍ جُبل على التواد والمحبة والاخوة الإنسانية!