نقطة: كل حلقة وإنتوا بخير...
فُكت أصفاد الشياطين وها نحن نعود بمعيتها لمواقعنا سالمين، فالمصائب لا تأتيكم فرادى كما تعلمون بما أنكم من سكان هذا البلد الطيب، إلا أنها قد تُفاجأ عند عودتها لمباشرة أعمالها هذا العام بتفوق التلاميذ على أساتذتهم، فأغلب الأعمال والمهام قد تم القيام بها على أكمل وجه وبتشطيبات راقية جداً بواسطة إخوتهم من بني البشر، فصار يبدو لنا الشهر الفضيل ليس إلا إجازة ملزمة للشياطين من باب حماية المنافسة وفتح المجال ليختبر بنو البشر مشروعاتهم الصغيرة وقدراتهم على الدفع الذاتي، أو بأطيب الأحوال كمثل شهر التجنيد التنشيطي السنوي بعد انقضاء فترة التجنيد الإلزامي حتى لا ينسى المجند ما تعلمه ويحافظ على لياقته فيكون على استعداد دائم لاختبار القدرات والاعتماد على النفس. فقد غادرنا وتركناكم بأمان وكانت أكبر مشاكلكم فوز الكويت بالدوري واعتلاء القادسية للمنصة أو اختلاف "فاشنستا" مع أخرى مما أدى لارتفاع طفيف في بورصة عمليات التجميل، وإذ بنا نعود لنجد المسلسلات الرمضانية وإعلاناتها الهادفة أكثر منها قد سلبت ألبابكم وسرقت فضائل الشهر الكريم من بين أيديكم، فتداخل الواقع بالمسلسلات لدرجة صرنا لا نميز بينهما كثيراً، وإن كان الواقع أكثر متعة وإبهارا أحياناً، فازدياد وتيرة المعارك ودمويتها في سورية يغنيانك عن مشاهدة الأعمال ذات الخدع السينمائية والبصرية المفضوحة، واختفاء داعش من أرض العراق أكل الجو من رامز، متفوقاً على أعظم برامج للمقالب أو كاميرا غبية مرت علينا، أما سرعة تغير التحالفات والولاءات في اليمن السعيد فلا يمكن مقارنتها إلا بـ"جيم أوف ثرونز" مع فارق الملابس والبطلات والقات فقط، ونحن كذلك في الخليج المحسود لم نسلم، فمنذ أن زارنا السيد ترامب وأسرته الكريمة جداً و"قط العزيزو" بيننا ومشى متأبطاً ملياراتنا، والدنيا و"الجماعة" والمعايير والمواقف مقلوبة وبلا فواصل إعلانية نلتقط فيها أنفاسنا أو نستريح، فخرج الأتراك من باب الحارة وعادوا لنا من باب الدوحة، فصرنا نضرب كفاً بكف ونتمنى ألا تكثر علينا الأجزاء هذه المرة.
مشاهدة ممتعة وأنتم بخير وصحة وسلامة.