«أوفرت» الموضوع
![ناصر الظفيري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1497859964459581700/1497859964000/1280x960.jpg)
لا أجد شخصيا أي تقبل لاستخدام كلمات أجنبية وتحويلها إلى أفعال عربية أو محلية، خاصة أن اللهجة المحلية واللغة العربية تحمل ما يكفي من ألفاظ تنوب عنها. ربما أتفهم أن نستخدم كلمة أجنبية في حوارات خاصة حين يصعب وجود بديل لها في اللغة العربية، وبدأت هذه الكلمة هي الكلمة المتداولة الوحيدة، مثل كلمة سينما أو فيديو دون أن تأخذ هذه الكلمات تصريفات واشتقاقات. أما الخطورة فتكمن في تحويل لهجتنا، ومن ثم لغتنا الأم، إلى استخدام بديل ما هو متوافر فيها من عبارات. فعنوان المقال أعلاه هو نقلا عن حوار درامي "أوفرت"، كلمة اشتقت من كلمة "أوفر" الأجنبية، وكان بالإمكان استخدام لفظ بالغت في الموضوع دون أن ينتقص ذلك من ثقافة الكاتب أو الشخصية التي استخدمت اللفظ. الأكثر إزعاجا هو تحويل الكلمة الأجنبية إلى فعل عربي مثل "حتفوكس" كما يستخدمها الإخوة المصريون في حواراتهم الجديدة، مع أن البديل العربي أكثر جمالا محليا وعربيا، وكلمة "نركز" لا تسقط أيضا من ثقافة المتحدث.هذه الظاهرة القميئة ستنتشر بسرعة خصوصا بعد دخولها المجال الإعلامي والدرامي، وهو المجال الأكثر تأثيرا في الشباب، حينها لن تعاني اللغة العربية الاغتراب، ولكن اللهجة المحلية التي تم قبولها بشكل أو آخر. سيتم إدخال المزيد من هذه الكلمات الأجنبية إلى اللهجات العربية خاصة المصرية والخليجية، وهي اللهجات الأكثر تبادلا. وربما تدخل هذه الكلمات في حواراتنا الروائية، واعتبار ذلك واقعيا بعد دخولها أعمالنا الدرامية. اللغة العربية لغة غنية جدا ولغة شعرية وقابلة للتطور من داخلها وليس من خارجها، وذلك بالتأكيد بحاجة إلى عبقري كشكسبير في الإنكليزية.