سطوة «إياﮔو»
![فوزي كريم](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1498033753948674500/1498033754000/1280x960.jpg)
في الأوبرا، عبر الفصول الأربعة، بضعة ألحان متميزة ومشهورة، من الأوركسترا، الكورس، والشخوص الأساسية. ولقد وزعها ﭭيردي بفطنة؛ أعطى عطيل طبقة "تينور" الصداح، وأعطى إياﮔو طبقة "باريتون" الوسطى، وديزدمونة طبقة "سوبرانو"، في حين لم يُهمل طبقة "ميتسوسوبرانو" النسائية الوسطى، أو "الباص" الرجالي الخفيض، فوزعها على بعض الشخوص الثانويين. يبدأ الفصل الأول بمشهد "العاصفة" The Storm الليلي. الكورس يحتفي باستقبال القائد عطيل، المنتصر على الأتراك. حتى ليبدو لحن العاصفة تمثّلاً للمشاعر العاصفة التي ستُلم بقلب وعقل عطيل فيما بعد. إنها أشبه بتهيئة الجمهور للفصول التالية. في الفصل ذاته تتميز "أغنية الكأس" The drinking Song التي يؤديها إياﮔو، مضمخة في ظاهرها بمعانقة الحياة، ولكنها مشوبة بإغواء "كاسيو" على الشرب والتعلق بدزدَمونة. ثمة أغنية ثنائية رائعة بين عطيل ودَزدَمونة، يوم يستكين إلى غرفة نومهما: "والآن في الليل العميق تتلاشى كل ضوضاء..."، تصحب آلاتُ التشلو صوتَ عطيل، في حين تصحب دزدَمونة آلاتُ الـﭭايولين والـﭭيولا، يسلمانهما لقبلة دافئة. في ليل الجريمة، عند الفصل الرابع، تغني دزدمونة على سريرها أجمل ألحان الأوبرا "أغنية الصفصاف" The Willow Song: "الصفصاف الجنائزي سيكون إكليلي..."، وكأنها تضع لمسات الدموع على سنوات مسراتها مع عطيل. أعرف موسيقى "عطيل"، وأعرف الحان أغانيها، ولكني ألفتها مع أصوات بعينها؛ ﭙاﭭاروتي، دومنـﮔو، مارﮔاريت ﭙرايْس، رينيه فليمنـﮒ، ريناتّا سكوتّو، وغيرهم الكثير. مساء هذا اليوم ينتظرني مُعبّأ بأصوات أعرفها، ولكن في أعمال غير "عطيل" ﭭيردي. خاصة التينور الألماني الفائق الروعة يوناس كاوفمان Jonas Kaufmann، الذي اختاره قائد الأوركسترا الإيطالي أنتونيو ﭙاﭙّانو بفعل ما تتميز به حنجرته الصداحة من ظلال غامقة، تلائم روح عطيل. أما السوبرانو الإيطالية ماريا أﮔريستاMaria Agresta، التي ستغني دور دزدمونة فجديدة علي تماماً. تركت عناوين الأغنيات الأساسية للقارئ بالإنكليزية، إذا ما أراد مراجعتها في موقع اليوتيوب.