أصدرت «الهيئة المصرية العامة للكتاب» في القاهرة كتاباً بعنوان «الشاعر والتراث» للدكتور مدحت الجيار، يتناول تغير وتطور علاقة الشاعر بالتراث، وهل هي متوازية أو متقاطعة مع تطور نظرية الأدب في العالمين الإنساني والعربي، راصداً هذه العلاقة المركبة خلال مساحة واسعة من الشعر العربي بأطول حياة عرفها شعر اللغات الحية من الجاهلية حتى نهاية السبعينيات من القرن العشرين.

الشاعر والتراث إحدى القضايا التي شغلت الباحث في الشعر وفي الشعراء الذين نظروا في عمومهم إلى علاقتهم بالتراث نظرة تسليم بأهمية هذا التراث وتضمينه في نتاجاتهم ونصوصهم، كمكوّن جوهري ومطلق يعبر محمّلاً بسمات محدّدة تجعل للقصيدة هوية ومكاناً وزمناً لا يتحرّك في الحاضر إلاّ بخلفية الماضي المحدّد بالرقعة الجغرافية وإرثها.

Ad

ويرى المؤلف أن العلاقة تقوم بين الشاعر والتراث بمجرد أن يبدأ الشاعر في كتابة نوعه الشعري، وبناء على ذلك يقوم هذا البحث على دراسة علاقة الشاعر بالتراث في عصوره المتعددة المتغيرة المتطورة.

يتبنى الكتاب توجهين الأول يتمثّل في البابين الأول والثاني، ويدرس علاقة الشاعر بالتراث في النظريات الشعرية الأربع وهي المحاكاة والتعبير والخلق والواقعية.

أما التوجه الثاني فهو توجه تطبيقي يتابع علاقة الشاعر بالتراث من خلال النصوص الشعرية العربية في عصور التاريخ العربي المتتابعة، الجاهلي والإسلامي والأموي والعباسي والمملوكي والعثماني والحديث، في محاولة لرصد هذه العلاقة الجوهرية المستمرة في كل عصور الشعر العربي ونظرياته.

يُذكر أن د. مدحت الجيار، أستاذ الأدب العربي الحديث في كلية الآداب، جامعة الزقازيق، وصدر له عدد من المؤلفات من بينها: «معركة المازني وحافظ» ، والصورة الشعرية عند الشابي، وثلاثية الإنسان، والبحث عن النص»... دراسة في المسرح العربي - الشعر العربي من منظور حضاري، وقصيدة المنفى.. دراسة في شعر رواد الإحياء.