مع تصاعد مخاوف النظام السوري من ضربة استباقية لقواعد حذرت واشنطن من حركة غير عادية فيها تحضيراً لهجوم كيماوي وشيك، وصلت إلى شواطئ حيفا شمال إسرائيل أمس واحدة من أكبر القطع الحربية البحرية في العالم هي حاملة الطائرات الأميركية "جورج بوش".ورست الحاملة "جورج بوش"، التي عملت في السنتين الأخيرتين في الخليج العربي، وأقلعت منها طائرات حربية لمهاجمة أهداف تابعة لتنظيم "داعش" في سورية، على بعد أربعة كيلومترات من ميناء مدينة حيفا، لتمكث هناك حتى يوم الأربعاء المقبل، واضطرت للرسو قبالة شواطئ حيفا لعدم تمكنها من دخول الميناء لكبر حجمها.
وتحمل "جورج بوش" على متنها أكثر من خمسة آلاف بحار وجندي، ويبلغ طولها 330 متراً، ويقدر ارتفاعها بنحو 20 طابقاً. كما تحمل أكثر من 90 نوعاً من الطائرات، من بينها مقاتلات من طراز "F18"، والطائرة المروحية من طراز "V22"، ومروحيات "CH53"..وفي حين أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن الجنود الأميركيين سيحتفلون على متن "جورج بوش" بعيد الاستقلال الموافق يوم الثلاثاء، أكد السفير الروسي في لبنان ألكسندر زاسيبكن، أمس، أن موسكو لن تسمح للولايات المتحدة بتكرار تجارب تزوير الحقائق كما حصل في العراق مثلاً، مشيراً إلى أن تهديداتها الجديدة للنظام، تنذر بأنّ ثمة شيئاً خطيراً قيد التحضير.وبعد لقائه وزير شؤون المهجرين اللبناني طلال أرسلان، شدد زاسيبكن على أنه "كان من الأفضل لو انضمت الولايات المتحدة إلى مسار السلام، والمشاركة في كل هذه الجهود على أساس التنسيق والتعاون مع النظام السوري، لكن هناك تصعيداً خطيراً حصل أخيراً في موضوع السلاح الكيماوي، وهذا يدل على أن هناك شيئاً خطراً قيد التحضير".وعزز المخاوف الروسية ما نقلته صحيفة "إيزفيستيا" عن مصادر في "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) أن قاعدة الطبقة الجوية، الواقعة على بعد 60 كلم عن مدينة الرقة، ستصبح تحت تصرف الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن البرلمان السوري يعتبر تعزيز الوجود الأميركي في سورية يشير إلى التحضير لعملية عسكرية لإسقاط النظام.وذكرت مصادر "قسد" للصحيفة أن الاتفاق بشأن استخدام القوة الجوية الأميركية لقاعدة الطبقة تم التوصل إليه خلال المشاورات التي جرت بين ممثلي "قسد" والعسكريين الأميركيين.
ماكغورك في أنقرة
وعلى جبهة موازية، أجرى الموفد الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك، أمس الأول، محادثات في أنقرة غداة زيارته التقى فيها على يومين أعضاء المجلس المحلي الكردي في مدينة الطبقة.والتقى ماكغورك، الذي دعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو في 18 مايو لإقالته لدعم المقاتلين الأكراد السوريين والانفصاليين الأتراك، مساعد وزير الخارجية التركي سداد أونال، بالإضافة إلى مسؤولين في وزارة الدفاع التركية.وعلق ماكغورك على موقع "تويتر" بالقول: "يسعدني التواجد في أنقرة للتشاور مع حليفتنا الأطلسية تركيا في الجهود المتبادلة لهزيمة داعش وضمان ألا يعود إطلاقاً". ولم يقدم أي تفاصيل اضافية.أعزاز وجرابلس
ووسط التوتر المتزايد بين تركيا والجماعات الكردية، أعلن القيادي الكبير في "وحدات حماية الشعب" الكردية سيبان حمو خطة تهدف إلى "تحرير" منطقة بين أعزاز وجرابلس.ولم يقدم حمو جدولاً زمنياً أو تفاصيل خطط للسيطرة على المنطقة الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة تدعمها تركيا منذ الخريف الماضي، مشدداً على أنه يعتبر تركيا قوة احتلال هناك.وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر من المعارضة المسلحة ومن الأكراد يوم الأربعاء الماضي، إن أنقرة أرسلت تعزيزات عسكرية جديدة تشمل جنوداً ومركبات وعتاداً إلى منطقة بين أعزاز وجرابلس يسيطر عليها مقاتلون تدعمهم أنقرة. وأضاف المرصد أن التعزيزات تعتبر جزءاً من استعدادات تركية لمهاجمة مناطق تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" قرب أعزاز.معركة الرقة
وفي الرقة، تمكنت "قسد" من صد هجمات شنّها "داعش" بعد استعادته أجزاء من حي الصناعة شرق المدينة.في هذه الأثناء، تمكنت قوات الأسد وميليشيات إيران، أمس الأول من الاستيلاء على 13 قرية ومزرعة وعدد من المرتفعات والنقاط وإحكامها السيطرة على كامل المنطقة الممتدة من الرصافة في ريف الرقة الجنوبي حتى بلدة أثريا في ريف حماة الشرقي.إلى ذلك، أفاد المرصد أمس بإصابة القائد الميداني لعمليات "مجموعات النمر" التابعة لقوات النظام بجراح خطيرة جراء استهدافهم من قبل "داعش" بصاروخ موجه على طريق أثريا- الرقة، مشيراً إلى مقتل اثنين من مرافقي القائد وهو ضابط برتبة عقيد.وغداة تحطم طائرة دون طيار تابعة لسلاح الجو الأردني في محافظة المفرق إثر خلل فني، نقلت قناة "العربية" عن "قوى الثورة السورية" أن الطيران النظامي نفذ غارة جوية على معبر نصيب الحدودي مع المملكة.لقاء أستانة
وقبل أيام قليلة من لقاء أستانة المقرر في 4 و5 يوليو الجاري، أعلنت فصائل الجبهة الجنوبية عدم المشاركة فيه، مؤكدة أن "الدول الضامنة غير قادرة على إيقاف القتال، فيما تحولت مناطق خفض التوتر إلى مناطق تصعيد".وأكدت الجبهة أن النظام استغل فترات الهدن ووقف إطلاق النار للتجهيز وتنفيذ عمليات همجية باتجاه مناطق مختلفة من سورية، وأشارت إلى أن "التسريبات التي تخرج تُظهر أن الغاية من المؤتمر تقسيم سورية".