أرخت العملية الاستباقية، التي تمكن الجيش اللبناني خلالها من توقيف عدد كبير من الإرهابيين في مخيمي النور والقارية شمال عرسال، بظلالها على الواقع السياسي اللبناني أمس. وقالت مصادر متابعة لـ"الجريدة"، إن "قيادة الجيش ثبتت مبدأ الحرب الاستباقية في طريقة التعاطي مع كل بؤر الإرهاب على الأراضي اللبنانية بما فيها المخيمات الفلسطينية، التي تعد مصنع الإرهابيين في لبنان"، لافتة إلى "تسلم الجيش اللبناني من القوى الفلسطينية في مخيم عين الحلوة المطلوب الأبرز خالد مسعد الملقب بـ(السيد)، والمتهم بمخطط تفجيرات رمضان في بيروت وصيدا".
وأضافت المصادر، أن "قائد الجيش الجديد العماد جوزيف عون يتبع أسلوباً جديداً في التعاطي مع الملفات الإرهابية يعتمد على أن تقوم عمليات استخبارية ورصد أماكن وجود المجموعات والعناصر الإرهابية، والقيام بعمليات مفاجئة توقع فيهم أكبر عدد من القتلى".إلى ذلك، اعترف السوري (القي القبض عليه الجمعة) أحمد خالد دياب، أمس، بإطلاقه النار على العقيد في الجيش اللبناني نورالدين الجمل خلال معركة عرسال عام 2014، ما أدى إلى استشهاده.في السياق، اتصل رئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس الأول، بقائد الجيش مهنّئاً بالعملية الأمنية ومواسياً بالعسكريين المصابين، قائلاً : "أريد أن أهنّئك وأن أواسيك في آن معاً، نحن معك وخلفك وأمامك ونشدّ على يدك وأحييك وأحيي المؤسسة العسكرية".كما أكد وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف "جهوزية الجيش الدائمة في مواجهة الإرهاب، وما جرى بالأمس في عرسال يؤكد ترجمة خطاب القسم لرئيس الجمهورية والبيان الوزاري".وقال الصراف: "من المستغرب أن يتوغل الارهابيون في المخيمات وهي على أرض لبنانية وتحت رعاية دولية وهيئات إنسانية".وأضاف: "حقوق النازح تعنينا كثيراً ورعايته واجب علينا، ولكن سنقف بالمرصاد لأي عمل إرهابي أو أمني أو فتنوي يصدع وحدتنا الوطنية وعيشنا المشترك".وأشار إلى أن "ما جرى بالأمس أكد ثلاثة ثوابت: الاحتضان الرسمي والمدني والشعبي من مختلف الأفرقاء الداعم للجيش، مما يعني أن الإرهاب لن يدخل بسهولة إلى أراضينا، الجيش مستعد دائماً لتقديم الدماء من دون أي حساب عندما يتعلق الأمر بأمن الوطن والمواطنين، عندما حذرنا لضرورة الانتباه إلى موضوع النازحين والمخيمات قامت علينا الدنيا ونعتونا باللاإنسانية".في موازاة ذلك، تطرق وزير المهجرين طلال أرسلان إلى العملية الاستباقية، التي قام بها الجيش اللبناني في عرسال، قائلاً: "كلنا مع الجيش، كلنا داعمون للجيش وكلنا نعتبر بأن ما يقوم به الجيش هو لحماية الداخل اللبناني بالتكامل والتنسيق مع المقاومة في هذا البلد لحفظ أمننا الداخلي ولحفظ لبنان من انعكاسات ما يحصل في المنطقة على الساحة اللبنانية".وأشار عضو تكتل "التغيير والاصلاح" النائب أمل أبوزيد، في تصريح له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أنه "بعدما استيقظنا البارحة على أخبار عاجلة عن مداهمات للجيش وعن تفجير انتحاريين أنفسهم، نستيقظ اليوم مطمئنين إلى إفشال مخطط إرهابي كان يستهدف عدداً من المناطق بدءاً بزحلة وصولاً إلى بيروت".
دوليات
لبنان يثبت «الحرب الاستباقية» والعين على «المخيمات»
01-07-2017