«تطهير» الموصل يمضي وسط غموض «سياسي»

قوات عسكرية وعشائرية تمشط منطقة على الحدود السعودية... وصد هجوم على «الوليد»

نشر في 02-07-2017
آخر تحديث 02-07-2017 | 00:03
شارع مدمر بالكامل في الموصل (أي بي أيه)
شارع مدمر بالكامل في الموصل (أي بي أيه)
تواصل القوات العراقية تطهير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، من آخر جيوب تنظيم داعش، تمهيداً لإعلان المدينة محررة تماماً من التنظيم الإرهابي خلال أيام، في وقت يتزايد القلق على مصير سكانها الذين نزحت أغلبيتهم العظمى إلى خارجها هرباً من العمليات العسكرية، وتعيش النخب السياسية السنية الموصلية حالة من عدم اليقين، وسط عدم وجود اتفاقات واضحة بين الحكومة المركزية في بغداد والمراكز السياسية القوية في المدينة حول كيفية إدارة المناطق المحررة وضبط الامن فيها وانسحاب ميليشيات "الحشد الشعبي" الشيعية التي ساهمت في العمليات داخل المدينة.

وأعلنت قيادة العمليات المشتركة، أمس، أن القوات العراقية أحرزت المزيد من التقدم في المدينة القديمة بالموصل من خلال استعادة السيطرة على عدد من المواقع المهمة والوصول الى ضفة نهر دجلة. وذكر قائد عمليات "قادمون يا نينوى" الفريق قوات خاصة الركن عبدالامير رشيد يارالله أن قطاعات الشرطة الاتحادية والرد السريع استعادت السيطرة على مواقع جديدة في حي الشفاء، في حين أعلن قائد قوات الشرطة الاتحادية أن قواته "تقدمت من 3 محاور لملاحقة عناصر "داعش" في المدينة القديمة. وقال الملازم أول بهاء المياحي إن "قواتنا تمكنت اليوم من إجلاء أكثر من 300 مدني كانوا محاصرين في منطقة الرابعية. وأوضح أن "قوات الشرطة الاتحادية نقلت المدنيين إلى موقع خاضع لسيطرة القوات الأمنية في أطراف المدينة القديمة لإجراء تدقيق وإسعاف المرضى من الأطفال".

إلى ذلك، كشف المتحدث الرسمي لجهاز مكافحة الإرهاب في العراق، صباح النعمان، أن الجهاز وضع خطة لاستعادة الحويجة وتلعفر، مؤكدا أنه في حال صدور الأوامر ستكون قوات مكافحة الإرهاب على أتم الاستعداد للمشاركة في أي عمليات ضد "داعش".

وأعلن مصدر أمني عراقي أن القوات المشتركة صدت مساء أمس الأول هجوماً لتنظيم داعش على معبر الوليد الحدودي مع سورية غربي محافظة الأنبار، مضيفا أن التنظيم نفذ هجوماً على "الحشد الشعبي" وحرس الحدود شمال منفذ الوليد الحدودي العراقي مع سوريز غربي محافظة الأنبار.

وأعلن مصدر عسكري عراقي، أمس، تحرير مناطق تحيط بمنفذ النخيب الحدودي مع الأراضي السعودية من قبضة تنظيم داعش. وقال العقيد جمال هاشم إن "قوة مشتركة من الجيش العراقي وأبناء العشائر نفذت عملية عسكرية لتمشيط المناطق التي تحيط بمنفذ النخيب الحدودي مع السعودية"، موضحا ان عملية التحرير امتدت من مطار مديسيس وصولا الى منطقة وادي الأبيض وبمسافة تقدر بـ 117 كيلومترا غربي محافظة الانبار.

على صعيد آخر، دعا الأمين العام لـ"حركة عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، أمس، إلى تحقيق "انتصار سياسي يكون موازياً للعسكري"، معتبرا أن "قوات الحشد الشعبي أصبحت تعطي معنويات النصر لكل العالم"، وأنه "من الإنصاف والواجب ذكر أسماء قادتها وكتابتها بماء الذهب".

وقال الخزعلي، في كلمة له خلال احتفالية أقيمت أمس في بغداد بمناسبة الذكرى السنوية لـ"ثورة العشرين"، إنه "من الواجب المحافظة على الانتصار والوفاء لدماء الشهداء بأن نقضي على المحاصصة والطائفية والفساد"، مضيفاً أن "المكون السني أوعى وأشرف من أن يمثله مجموعة من السياسيين الذين خانوه وذهبوا ليعيشوا في فنادق الخمسة نجوم وتركوه يعاني محنة النزوح او الاضطهاد".

في غضون ذلك، أكدت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس، "استعداد طهران لتقديم الدعم لشعوب وحكومات المنطقة حتى القضاء على فلول الإرهابيين بشكل كامل".

وقال المتحدث باسم الوزارة بهرام قاسمي، إن "ايران تهنئ الحكومة والشعب والمرجعية وعلماء جميع المذاهب والقوميات والقوات المسلحة والحشد الشعبي في العراق، بإلحاق الهزيمة بداعش الإرهابي في عاصمته المزعومة ب‍الموصل"، معربا عن أمله "تحقيق مزيد من الاستقرار والسلام والرفاهية للعراقيين في إطار عراق موحد وديمقراطي ومتضامن".

وأكد قاسمي "ضرورة مواصلة المحاربة الإقليمية الجمعاء بغية اجتثاث الجذور الفكرية وتجفيف المصادر المالية للإرهاب في العراق"، مشيرا إلى "استعداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتقديم الدعم لشعوب وحكومات المنطقة حتى القضاء على فلول الإرهابيين بشكل كامل".

في سياق منفصل، تجددت مساء أمس الأول التظاهرات ضد انقطاع الكهرباء في محافظة النجف. وشارك المئات في التظاهرات في حين سارعت السلطات المحلية بقطع بعض الطرق.

علاوي ينفي لقاء نصرالله

نفى رئيس "ائتلاف الوطنية" النيابي، النائب كاظم الشمري، أمس، حصول لقاء بين زعيم الائتلاف نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي والامين العام لحزب الله حسن نصرالله، مؤكدا أن البيان الذي نسب لعشائر وأهالي الأعظمية "مفبرك".

وقال الشمري إن "مواقع التواصل الاجتماعي تناقلت بيانا مفبركا منسوبا الى عشائر وأهالي الأعظمية، من دون ذكر اسم أو عنوان لهذه المجموعة، يستنكرون فيه ما قيل انها تصريحات لعلاوي خلال لقائه نصرالله ينتقص فيها من قدر أهالي المدينة".

وأضاف أن "ائتلاف الوطنية يود الاشارة الى أن علاوي لم يلتق نصرالله على الاطلاق، ونتحدى اي طرف ان يأتي بتسجيلات صوتية او لقاءات متلفزة لعلاوي مع نصرالله".

وأكد أن "البيان المنسوب لعشائر الاعظمية برمته لا صحة له، وهو مفبرك، وتقف خلفه جهات معروفة النوايا"، مضيفا أن "ائتلاف الوطنية يستنكر تلك الاساليب الرخيصة والبعيدة عن أخلاقيات السياسة، والتي لا يعمل بها إلا جهات افلست سياسيا وجماهيريا".

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بيانا منسوبا إلى عشائر الأعظمية، ردا على خبر مفبرك يفيد بأن علاوي قال خلال لقائه نصرالله: "يكفيني شرفاً أنني جلبت للشيعة أكثر من تسعين الف صوت (...) سني فقط من الأعظمية".

back to top