يترقب المتابعون للأزمة الخليجية ما ستقوم به الدول المقاطعة لقطر، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بعد انتهاء المهلة التي منحت للدوحة، مساء اليوم ، من أجل تلبية قائمة مطالب تضمنت 13 بنداً، ورفضها وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن ضمنياً.وتوقع خبراء أن تقدم الرياض وأبوظبي والمنامة على خطوات تصعيدية يمكن أن تشمل زيادة العقوبات الهادفة إلى محاصرة قطر اقتصاديا وتضييق الخناق عليها سياسيا.
ورجّح خبراء مصريون أن تواجه قطر إجراءات أكثر تشددا من قبل دول المقاطعة الأربع، لكنهم استبعدوا في تصريحات لوكالة «نوفوستي»، خطر تصعيد الصراع الدبلوماسي وتحويله إلى نزاع عسكري.وتتضمن قائمة المطالب التي قدمت للدوحة، خفض تمثيلها الدبلوماسي وعلاقاتها العسكرية مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية التي استضافتها أخيرا على أراضيها، ووقف تمويل المنظمات الإرهابية، والامتناع عن التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية، إضافة إلى إغلاق كامل قنوات شبكة «الجزيرة» التلفزيونية الفضائية. ووفقا لتصريحات أدلى بها ممثلو قطر، فإن الدوحة تعتبر أن تلبية المطالب تشكل انتهاكا لسيادتها، ولكنها لا تمانع في إجراء مفاوضات مع جيرانها العرب.
فرص التفاوض
إلى ذلك، قال سفير الولايات المتحدة لدى البلاد لورانس سيلفرمان، إن «بلاده تؤيد الجهود التي تبذلها الكويت للتوسط في الخلاف بين الدول المقاطعة لقطر». وأضاف سيلفرمان، في تصريح له اليوم ، أن «هناك حاجة قوية إلى حل هذا الخلاف في أقرب وقت ممكن عن طريق الحوار الدبلوماسي».وتابع: «بينما تواصل الولايات المتحدة الأميركية المشاركة في هذه المسألة، تحث البلدان المعنية على أن تترك الفرصة مفتوحة للتفاوض، وندعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لإيجاد حيز للتوصل إلى حل عادل للخلاف».وأكد أن «الولايات المتحدة وحلفاءها وشركاءها أقوى عندما يعملون معاً من أجل هدف واحد مشترك، وهذا الهدف هو وقف الإرهاب ومواجهة التطرف»، لافتا إلى أن «بلاده ستواصل البقاء على اتصال وثيق مع جميع الأطراف، ودعم جهود الوساطة التي يبذلها صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد».زعزعة الاستقرار
في غضون ذلك، اتهم المندوب الدائم للسعودية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، عبدالله المعلمي، قطر بأنها «تصر على زعزعة أمن السعودية ودول المنطقة ودعم الإرهاب الذي هدد العالم بأسره».وقال المعلمي، في بيان نشرته وزارة الخارجية السعودية اليوم ، إن «السعودية والإمارات والبحرين ومصر اتخذت قرارا سياديا بمقاطعة قطر، وذلك حفاظا على ضبط الأمن في المنطقة، والضغط على الدوحة لوقف دعم الإرهاب».وأضاف: «قطر اختارت أن تكون إيران حليفا لها، واستمرت 20 عاما في دعم الجماعات الإرهابية، مع علمها بما يكيدونه ضد دول المنطقة». وتابع إن «دعم قطر المستمر للإرهاب هو الذي أدى إلى أن تكون الدوحة هي الملاذ الأول للإرهابيين، حيث يجدون البيئة الخصبة فيها، وتستقبلهم، وتسمح لهم بالتآمر ضد دولهم».واختتم المعلمي بيانه قائلا: «حفاظا من الدول الأربع على إبقاء قطر في محيطها الطبيعي، فقد أُعطيت فرصا عدة لوقف دعمها للإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، آخرها في عامي 2013 و2014، إلا أن هذه المساعي فشلت، ولم تلتزم الدوحة بالمطالبات».التزام الدوحة
من جهتها، أكدت الدوحة التزامها بجميع الاتفاقات الثنائية الموقعة مع شركائها في جميع المجالات بما فيها الطاقة والصناعة.وجاء التأكيد على لسان وزير الطاقة والصناعة محمد السادة في ختام جولة آسيوية زار خلالها عددا من الدول الشركاء لدولة قطر في قطاعي الطاقة والصناعة، حيث بحث سبل توسيع نطاق التعاون.وقال السادة إن قطر ملتزمة «بتحقيق هدفها بأن تكون موردا للطاقة يعتمد عليه وموثوقا به ويسهم في تحقيق أمن الطاقة لجميع عملائه».