رد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، مساء أمس ، على الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، من دون أن يسميه، بالقول، إن «الشعب اللبناني قادر على أن يحمي أرضه بنفسه من أي عدوان إسرائيلي ولا يحتاج إلى قوى خارجية أو ميليشيات مهما كانت جنسيتها»، معتبراً أن كلامه «لا يعبر عن موقف الدولة اللبنانية»، وأضاف: «الانتخابات قادمة، واللبنانيون واللبنانيات سيقولون بوضوح إذا كان هذا ما يريدونه: أن يستوردوا معرفة ومهارات، ويصدروا حلولاً وخدمات ومنتجات، أو كما يهدد البعض في هذه الأيام، أن يستورد حرساً ثورياً وميليشيات».

إلى ذلك، أعرب رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن ثقته في أن «القانون الانتخابي الجديد سيُترجِم الحجم الحقيقي لشعبية حزبه في الانتخابات المقرّرة في مايو المقبل»، داعياً كلاً من «حزب الله ومن ورائه إيران إلى التخلي عن حلم خلافة ولاية الفقيه في المنطقة».

Ad

وقال جعجع لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) أمس، إن «خريطة تحالفاته الانتخابية لم تتحدّد بعد وستحكمها في نهاية المطاف مصالح حزبه في مختلف الدوائر الانتخابية». وأضاف: «نحن منفتحون على الجميع، سواء حلفاؤنا التقليديون تيار المستقبل، أو أصدقاؤنا الجدد التيار الوطني الحر أو غيرهم».

وأوضح «أنّنا نحتفظ بعلاقات صداقة واحترام ومودة مع جميعهم، ولا نزال نجري حساباتنا على مختلف الصعد بكل الدوائر الانتخابية لنقيم إجمالي الوضع».

وأكد جعجع رفضه لدعوة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله أخيراً إلى فتح الباب أمام متطوعين من العالم العربي والإسلامي، حال شن إسرائيل لحرب جديدة على لبنان، واعتبر الدعوة بمنزلة «تعدٍّ على شرعية الدولة والحكومة اللبنانية ومصادرة لحقها في مثل هذه القرارات الاستراتيجية، وتعدٍّ أيضاً على شرعية الشعب، الذي أثبت مراراً بسالته في الدفاع عن بلاده دون مساعدة أحد».

في موازاة ذلك، أكد رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل خلال تمثيله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حفل إطلاق بلدية جزين – عين مجدلين مشروع «البلدية الذكية»، مساء أمس الأول، أن «قانون اللامركزية الإدارية يجب أن يكون شغلنا الشاغل وعلينا إعطاءه الأولوية الكاملة لإقراره والمزيد من التلاحم بين اللبنانيين لأن العدالة والمساواة تؤدي إلى مزيد من التلاحم».

وأضاف باسيل: «نحن ندفع الثمن الغالي في البلد لمحاربة الفساد، وما يحدث اليوم يثبت أننا شعب قادر على تقرير مصيره بيده، لكن الخطر الحقيقي ليس من إسرائيل فقط والإرهاب، إنما الفساد، الذي يفكك مجتمعنا بعد تفكيك الدولة، ونحن لسنا تيار الخدمات الصغيرة، إنما تيار الإصلاح الكبير. نحن نخدم الناس عبر إعطائهم حقوقهم وليس عبر التوظيف، فالدولة لا تحمل توظيفاً، فالدولة لا تبنى عبر تعيين مياوم أو أجير وبعدها تعمل كي يتم تثبيته وهكذا تم إفلاس الدولة».

في سياق منفصل، أكد عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق: «أننا حمينا الوطن بتضحيات المقاومة داخل سورية، وأننا لا نتساهل في كل ما يتعلق بحماية أهلنا والوطن والسيادة والكرامة»، مشدداً على أنه «قد آن الأوان لاستئصال البؤر والمقرات الإرهابية التكفيرية لداعش والنصرة التي اتخذت من جرود عرسال ورأس بعلبك منصة لاستهداف كل اللبنانيين جيشاً وشعباً ومقاومة، لا سيما أن لبنان يواجه التحديات، وهو البلد الأكثر منعة أمام إسرائيل والدواعش والنصرة بمعادلة التعاون والتكامل بين الجيش والمقاومة والشعب».