استقبل سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، اليوم ، وزير خارجية قطر الشيخ محمد عبدالرحمن، في وقت نجحت جهود الوساطة التي يقودها سموه لنزع فتيل الأزمة الخليجية في تمديد المهلة التي منحتها الدول الأربع للدوحة من أجل الرد على تنفيذ لائحة مطالب، لـ 48 ساعة.

وفي لقاء عقد بقصر بيان واستمر لأكثر من ساعة، تسلم سمو الأمير من عبدالرحمن رسالة من أمير قطر تميم بن حمد، تضمنت رد الدوحة على قائمة المطالب الجماعية، التي تتضمن 13 بنداً، وقدمت من الدول الـ4 عن طريق الكويت.

Ad

وكان وزير خارجية قطر وصل إلى الكويت صباح اليوم على رأس وفد قطري، وكان في استقباله النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وزير الإعلام بالوكالة الشيخ محمد العبدالله.

بيان وتنسيق

وفجر اليوم ، أصدرت السعودية والإمارات والبحرين ومصر بياناً مشتركاً اليوم جاء فيه: "استجابة لطلب صاحب السمو، أمير دولة الكويت، بتمديد المهلة الخاصة والمقدمة لحكومة قطر لمدة 48 ساعة منذ وقت انتهاء المهلة، فإن الدول الأربع تعلن الموافقة على طلب سموه، وسيتم إرسال رد الدول الأربع بعد دراسة رد الحكومة القطرية، وتقييم تجاوبها مع قائمة المطالب كاملة". وحذرت الدول المقاطعة من أن البديل عن الحل "عسير" على كل أطراف الأزمة.

اجتماع القاهرة

وجاءت استجابة الدول المقاطعة بعد أن كانت قد أعلنت أنها ستعقد اجتماعا على مستوى وزراء الخارجية بالقاهرة لبحث تنسيق الخطوات المقبلة في التعامل مع قطر، وسط تقارير عن إعداد العواصم الـ4 حزمة جديدة من العقوبات السياسية والاقتصادية.

وأعلنت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأول، استضافة القاهرة لاجتماع رباعي لوزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات ومملكة البحرين غدا الأربعاء، في القاهرة، لمتابعة تطورات الموقف وتبادل الرؤى والتقييم، بشأن الاتصالات الدولية والإقليمية القائمة في شأن علاقة الدول الأربع، مع دولة قطر، بعد قطع العلاقات معها في الخامس من يونيو الماضي.

وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبوزيد، في بيان رسمي، إن الاجتماع يأتي في إطار تنسيق المواقف والتشاور بين الدول الأربع، بشأن الخطوات المستقبلية للتعامل مع قطر، وتبادل الرؤى والتقييم بشأن الاتصالات الدولية والإقليمية القائمة في هذا الشأن.

وتشمل المطالب التي قدمت رسمياً الى الدوحة في 22 يونيو، إغلاق قناة "الجزيرة" وخفض العلاقات مع طهران، الخصم اللدود للرياض في الشرق الأوسط، وإغلاق قاعدة تركية في الإمارة، وقطع العلاقات مع جماعات وتنظيمات مصنفة إرهابية بينها "داعش" و"حزب الله" و"القاعدة" و"الإخوان المسلمين"، إضافة الى وقف تجنيس المعارضين الخليجيين.

قرقاش وبن أحمد

وعقب تمديد المهلة، قال وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد آل خليفة، إن دولته "تتطلع لتجاوب قطر". وأضاف الوزير البحريني في "تغريدة" على "تويتر": "نسأل الله عز وجل أن يوفق صاحب السمو أمير دولة الكويت، ونتطلع لتجاوب دولة قطر مع مطالب شقيقاتها لما فيها من مصلحة حيوية لنا جميعاً".

ومن جانبه، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، أنور قرقاش، في "تغريدة" على "تويتر": "مع إشراقة هذا الصباح، أدعو أن يكون التمديد الذي سعى إليه الأمير الجليل فرصة للمراجعة وحسن التدبير عند الشقيق، الحكمة مطلوبة، والبديل عسير علينا جميعاً"، داعيا القيادة القطرية إلى اعتماد "الحكمة".

ترامب

في هذه الأثناء، شدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "ضرورة وقف تمويل الإرهاب وتقويض الأيديولوجيات المتطرفة"، في اتصالات هاتفية أجراها مع العاهل السعودي الملك سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد وأمير قطر.

وذكر بيان للبيت الأبيض أن ترامب أعرب في اتصالات هاتفية مع قادة الدول الخليجية عن قلقه حيال الأزمة بين قطر وبعض جيرانها الخليجيين والعرب.

كذلك شدد الرئيس الأميركي الذي سبق أن اتهم قطر بدعم وتمويل الإرهاب على "أهمية الوحدة" في المنطقة من أجل تحقيق أهداف القمة الإسلامية الأميركية التي استضافتها الرياض في مايو الماضي، ولاسيما "القضاء على الإرهاب وإرساء الاستقرار".

و اليوم قال ترامب عبر "تويتر" إنه اتصل بالملك السعودي، وأضاف: "تباحثنا حول السلام بالشرق الأوسط"، مضيفا أن "أمورا مهمة تحصل".

وزير خارجية ألمانيا

في موازاة ذلك، بدأ وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، اليوم في السعودية، جولة في عدد من دول الخليج. وقبيل بدء جولته دعا الوزير جميع أطراف الأزمة إلى "حوار جاد".

وقال وزير الخارجية الألماني، في اتصال هاتفي أجراه مع نظيره البحريني قبيل بدء جولته التي تشمل السعودية والإمارات وقطر والكويت إن "الحكومة الألمانية تدعم بقوة الجهود التي يبذلها أمير الكويت من أجل حل الأزمة والعمل المشترك للحفاظ على الأمن والسلم في المنطقة".

وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ناشدت أطراف الأزمة التهدئة واللجوء إلى الحوار من أجل التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف.

وزير خارجية بريطانيا

من ناحيته، قال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون: "نأمل استمرار التقدم في إعادة وحدة مجلس التعاون الخليجي".

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 5 يونيو علاقاتها بقطر، وفرضت عليها عقوبات اقتصادية، متهمة الدوحة بدعم مجموعات "إرهابية"، وآخذة عليها التقارب مع إيران.

لكن الدوحة التي تضم أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الاوسط، نفت الاتهامات بدعم الإرهاب والتي صدرت بعد نحو أسبوعين من نشر تصريحات لأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني انتقد فيها دول الخليج، إلا أن الدوحة قالت إنها مغلوطة وقد جرى بثها على موقع وكالة الأنباء الرسمية بعد اختراقها.