مصر : «عازلتان» بين غزة وسيناء... والإرهاب واحد
الجيش: تدمير نفق بعمق 10 أمتار... ومراقبون: «الأنفاق أطول»
«لو كنتَ من سكان حي «الأحراش»، التابع لمركز رفح التابع لمحافظة شمال سيناء، لتمكنت بسبب الموقع المرتفع، من رؤية العمل الدؤوب على الجانب الآخر، وتحديداً في رفح الفلسطينية، حيث لا تكف معدات العمل هناك عن تمهيد الأراضي وإقامة الإنشاءات الخرسانية المرتفعة على هيئة أبراج.بهذه العبارة تحدث ببساطة أحد سكان الحي، وهو يجيب عن أسئلة مطروحة على الشارع السيناوي، بشأن استعدادات السلطات التابعة لحركة حماس في غزة، لإنشاء منطقة عازلة على الجانب الفلسطيني، بخطة متفق عليها مع الجانب المصري، بغية الخلاص من أهم صداع في رأس النظام المصري الحالي، وهو تصدير إرهابيين متشددين إلى سيناء، عبر الأنفاق، «تحت الأرضية»، والتي نشط حفرها، نهايات عهد الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، حيث كانت تهدف ساعتها إلى فك الحصار الذي فرضته سلطات الاحتلال الإسرائيلية، على سكان غزة.وعانت شمال سيناء، خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من خطر الإرهاب وشهدت سقوط مئات الشهداء من أبناء الجيش المصري وقوات الأمن، بنيران مسلحين متشددين، خلال الأعوام الماضية، وأعلن أكبر تنظيماتها الإرهابية، «أنصار بيت المقدس»، مبايعة زعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي عام 2015، حيث تحول اسم التنظيم إلى «ولاية سيناء».
وكانت وسائل إعلام فلسطينية قالت إن السلطة في غزة ستقيم منطقة عازلة في الجانب الفلسطيني، من الحدود المشتركة مع الأراضي المصرية، لتأتي بشكل متوازٍ مع المنطقة العازلة المصرية، التي تم البدء في تنفيذها عام 2014، بطول 1200 متر، داخل الأراضي المصرية، بينما تبلغ مسافة المنطقة العازلة الفلسطينية، حوالي 100 متر، وفقا لتقارير من داخل غزة.وأعلن المتحدث العسكري باسم الجيش المصري، أمس الأول، اكتشاف وتدمير جسم نفق رئيسي على الشريط الحدودي في شمال سيناء، يبلغ عمقه حوالي 10 أمتار، وضبط فردين تكفيريين وكمية من المواد المخدرة.وقلل مراقبون محليون من أثر المناطق العازلة في وقف حفر الأنفاق، لأن أطوال الأنفاق الممتدة بين الجانبين تجاوزت تلك المسافات، وبلغ طول بعضها 3 كيلومترات، لافتين إلى أن الإدارتين المصرية و«الحمساوية» قادرتان على منع الأنفاق، خاصة من الجانب الفلسطيني، المراقب بعيون جنود حماس، وأضاف أحد شيوخ القبائل: «تسلل العناصر التكفيرية يمثل خطراً على حماس والأمن المصري، على حد سواء».يذكر أن المسافة التي تم تحديدها في عهد رئيس الوزراء المصري السابق إبراهيم محلب، للمنطقة العازلة على الحدود المصرية في رفح، ووفق القرار المنشور في الجريدة الرسمية، برقم 1957 لسنة 2014، تضمن خريطة بحدود المنطقة العازلة، وصلت إلى 5 كيلومترات، على الحدود مع قطاع غزة، البالغة 13.5 كيلومترا، إلا أنه لم يتم تنفيذ سوى 1200 متر فقط، ليبقى إخلاء مسافة 5 كيلومترات، مشروطاً بالمتطلبات الأمنية المستقبلية، أو إلى حين اكتمال إنشاء مدينة «رفح الجديدة».