آمال : هات البيز

نشر في 04-07-2017
آخر تحديث 04-07-2017 | 00:25
 محمد الوشيحي لا تضحك، سأكشف لك واحدة من عُقَدي المتعددة... كلما قرأت أو شاهدت تسابق بعض أنظمتنا العربية، حفظها الله وحفظ دكتاتوريتها، لشراء ود الرأي العام الغربي، والحرص على الظهور أمام شعوب أوروبا وأميركا بمظهر الوداعة والطيبة والرقة والحنان وخجل هاني شاكر ووو... أشعر بنشوة غريبة. نشوة قادة الفتوحات أيام زمان أثناء اقتحام المدن ودكّ حصونها وتسلُّم مفاتيحها.

ليش؟ واشمعنى؟ أقول لك ليش واشمعنى. أولاً، هل قرأت الفقرة أعلاه جيداً؟ هل قرأت مفردتي "الرأي العام" و"الشعوب"؟ هذا يعني أن أنظمتنا العربية تعرف أن هناك شيئاً اسمه الرأي العام، وشيئاً آخر اسمه الشعب أو الشعوب. بشرفك ألا يستحق هذا الأمر النشوة والفرحة؟!

وكنتُ، قبل هذه التقارير، أظن أن تلك الأنظمة العربية لا تعرف ماذا يعني الشعب؛ هل هو مادة سائلة أم غازية؟ هل هو مادة صبغية تُستخدم لتنظيف الحذاء أم لتنظيف القدم مباشرة؟ هل هو نوع من أنواع الحشرات أم من فصيلة وحيدة الخلية؟ كنت أظن أن تلك الأنظمة العربية، إن سمعت مفردة "شعب" حكّت رأسها، وزمّت شفاهها، ورفعت نظراتها إلى الأعلى كي تفكر في معنى هذه المفردة الغريبة.

أما مفردة "الرأي العام" ففوق خيالي وفوق قدرتي على الفرح. ياما انت كريم يا رب. لا إله إلا الله. تخيلوا، أنظمتنا العربية تعرف شيئاً اسمه "الرأي العام"، أي رأي الشعب. أي والله. هذا ليس كلامي كي تشككوا فيه، هذا كلام وكالات أنباء أجنبية ووسائل إعلام تتحدث عن حرص بعض الأنظمة العربية الدكتاتورية الجميلة على كسب الرأي العام الغربي، وتتحدث عن مئات الملايين من الدولارات تتناثر هنا وهناك لكسب ذلك الرأي العام.

ويقول المثل الخليجي: "هات البيز رد البيز أثاري البيز خرقة"، وتقول الأنظمة العربية حفظها الله: "هات الشعب رد الشعب...".

back to top