«أزمة قطر»: تحركات دولية تسبق اجتماع القاهرة
● ماي وبن سلمان: على الدوحة التعاون
● برلين: ما يجري فرصة لتعزيز مكافحة تمويل الإرهاب
● بن زايد: الحديث عن عقوبات إضافية سابق لأوانه
● قرقاش: المرحلة مفصلية و«الإخوان» جذر المشكلة
رصدت في الساعات الأخيرة تحركات دبلوماسية نشيطة لاحتواء أزمة قطر بعد تسلم الكويت لرد الدوحة على قائمة المطالب الـ13 التي قدمتها إليها الدول المقاطعة السعودية والإمارات ومصر والبحرين، ومن المنتظر أن يعقد وزراء خارجية الدول الأربع اجتماعاً للتنسيق ودراسة الرد القطري في القاهرة اليوم.
تكثفت الجهود الدبلوماسية التي تسعى إلى احتواء أزمة قطر بعد تسليم الرد القطري على قائمة مطالب الدول المقاطعة للدوحة، السعودية والإمارات والبحرين ومصر.وبعد يوم من قبول الدول المقاطعة لقطر تمديد المهلة التي منحت للدوحة، 48 ساعة، من أجل دراسة الرد القطري على قائمة المطالب التي تضمنت 13 بنداً استجابة لوساطة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أكد وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد أمس أن الدول المقاطعة، ما زالت في انتظار رد الدوحة على مطالبها.وقال بن زايد في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل في أبوظبي أمس، إن «الوقت ما زال مبكرا للحديث عن فرض عقوبات إضافية»، مضيفا «ننتظر الرد القطري عبر المبعوث الكويتي، ووقتها لكل حادث حديث».
وأضاف بن زايد أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر تنتظر رد الدوحة لمعرفة الخطوات المناسبة التي ستتخذها، وفي حال لم تستجب قطر للمطالب فستكون الإجراءات المتخذة بعد ذلك «في إطار القانون الدولي».وأشار إلى أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الأربع التي قطعت علاقاتها مع قطر تهدف إلى إيصال رسالة للدوحة وهي «كفى دعماً للإرهاب».وأوضح أنه بعد تدارس الرد القطري على المطالب، لن يكون الرد على الرسالة عبر وسائل الإعلام بل عبر «المبعوث الكويتي والاتصالات المباشرة مع أمير الكويت الشيخ صباح».واعتبر الوزير الإماراتي أن «الأمر لا يقتصر على مواجهة الإرهاب فقط، إذ لا بد لمواجهة الإرهاب من مواجهة التطرف، وخطاب الكراهية، ووقف تمويل وإيواء المتطرفين والإرهابيين. نحن في هذه المنطقة نرى، مع الأسف، أن الشقيقة قطر سمحت وآوت وحرضت على الإرهاب. ولم نصل إلى قرارات المقاطعة بسهولة، ولكن وصلنا بعد سنوات من العمل ومحاولة إقناع الأشقاء في قطر. ولكن للأسف ما وجدنا الشريك الذي يريد أن يتعامل معنا في هذا الشأن».وأردف: «نأمل بالخطوات التي اتخذناها بمساعدة شركائنا بما في ذلك ألمانيا، بإيصال صوت العقل والحكمة للقيادة في قطر. بأنه كفى دعماً للإرهاب، وكفى أن تكون قطر حاضنة لهؤلاء ومفسدة للفرحة والبسمة والاستقرار في المنطقة».من جهته، قال وزير الخارجية الألماني، إن الخلاف الدبلوماسي في الخليج يمنح المنطقة بأكملها فرصة للعمل معا لتصعيد حربها على تمويل الإرهاب.وأضاف غبرييل في أبوظبي، ثاني محطات جولته في المنطقة التي استهلها بالرياض وتشمل قطر والكويت، أنه اتفق مع نظيره الإماراتي على ضرورة وضع نهاية لإيواء أو تمويل الإرهابيين.ورأى أن هناك الكثير من السبل للحيلولة دون تصعيد التوترات في المنطقة حيث تواجه قطر مقاطعة من جيرانها العرب الذين يطالبونها بتقليص علاقاتها مع إيران وغلق قناة «الجزيرة» وإغلاق قاعدة عسكرية تركية وتقليص العلاقات الدبلوماسية مع إيران وقطع العلاقات بالجماعات الإرهابية والايدلوجية والمتطرفة.
ماي وبن سلمان
وفي وقت سابق، أكدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي في اتصال مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، أمس الأول، ضرورة عمل قطر مع جيرانها من الدول العربية لمواجهة خطر التطرف والإرهاب، وأن تظهر التزاما واضحا بهذا الأمر، معتبرة أن «على قطر أن تلتزم بوضوح بمحاربة الإرهاب».ورحبت ماي بتمديد الدول المقاطعة لقطر المهلة الممنوحة للرد على قائمة المطالب.من جهة أخرى، هنأت ماي الأمير محمد بصدور أمر العاهل السعودي الملك سلمان باختياره ولياً للعهد وتعيينه نائبا لرئيس مجلس الوزراء مع استمراره وزيرا للدفاع.شكري وتيلرسون
وبحث وزير الخارجية الأميركي ريكس تيليرسون في اتصال هاتفي مع نظيره المصري سامح شكري مساء أمس الأول، تطورات الأزمة القطرية وملف العلاقات الثنائية بين البلدين.وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصري، أحمد أبوزيد، في بيان، إن الاتصال شمل التشاور والتنسيق بين البلدين تجاه عدد من الملفات الإقليمية. ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية مصر والسعودية والإمارات والبحرين، في القاهرة، اليوم، لبحث خطواتهم المقبلة إزاء الأزمة ودراسة رد قطر على قائمة المطالب الـ13 التي قدمت للدوحة عبر الكويت في 22 يونيو الماضي.نهج الإخوان
في هذه الأثناء، اعتبر، وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، أن منطقة الخليج تقف أمام «مفصل تاريخي»، مصرا على أن الأزمة القطرية لا علاقة لها بالسيادة. وخيّر الوزير الدوحة بين العمل المشترك على تقويض نهج الإخوان المسلمين وهدمه، أو «القطيعة».وكتب الوزير على «تويتر»، بعد أن نشر رابطا إلى مقال لمجلة «ذا أتلانتيك» الأميركية تحت عنوان «جماعة الإخوان هي جذر الأزمة الخليجية».وسبق لقرقاش أن وصف مهلة «الـ48 ساعة» التي منحتها دول المقاطعة لقطر، بأنها «فرصة للمراجعة وحسن التدبير لدى الشقيق».ماكرون وتميم
في موازاة ذلك، أكد أمير قطر الشيخ تميم والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ضرورة حل الأزمة الخليجية بالحوار والطرق الدبلوماسية ودعم وساطة الكويت.وذكرت وكالة الانباء القطرية أن ذلك جاء خلال تلقي الشيخ تميم مساء أمس الأول اتصالا هاتفيا من ماكرون بحثا خلاله تطورات الأزمة وتداعياتها.وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن أمير قطر سيزور باريس في نهاية الصيف للتباحث مع الرئيس الفرنسي في الأزمة.وقال قصر الإليزيه في بيان، إن الرئيس الفرنسي «ذكّر بتمسكه بالتهدئة وبتخفيف حدة التوتر» وكذلك بـ»أهمية مكافحة الإرهاب ووقف أي تمويل من أي مصدر أتى لمجموعات لديها صلات بأنشطة إرهابية».وأوضح بيان الاليزيه أن ماكرون «أشار إلى أنه سيبحث الوضع في منطقة الخليج على هامش قمة مجموعة العشرين وخلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لباريس يومي 13 و14 يوليو الجاري».مجلس الأمن
وفي السياق، أكد مجلس الأمن الدولي أمس أن حل الأزمة الخليجية الراهنة يكون عبر الحوار بين الدول المعنية، في رسالة مبطنة إلى قطر بأنه لا يعتزم التدخل في الأزمة المشتعلة بينها وبين خصومها في مجلس التعاون الخليجي ومصر.وبحسب قناة «الجزيرة» فإن وزير الخارجية القطري محمد عبدالرحمن طالب مجلس الأمن بدعوة السعودية وحلفائها إلى رفع العقوبات التي فرضتها على بلاده في مجالي النقل الجوي والبري.
ماكرون يتمسك بالتهدئة ويستقبل تميم نهاية الصيف