قبل الجولة السابعة من المفاوضات السياسية المرتقبة في 10 يوليو الجاري في جنيف برعاية الأمم المتحدة، بدأت أمس المرحلة الخامسة من محادثات أستانة تحت إشراف روسيا وإيران وتركيا لدرس إمكانية إقامة «مناطق خفض التصعيد» في سورية باجتماع للدول الثلاث الضامنة، تلته «سلسلة مشاورات ثنائية» سبقت جلسة عامة تختتم بها المحادثات اليوم.

ووفق رئيس الوفد الروسي ألكسندر لافرينتييف، فإن هدف «أستانة 5» التوقيع على وثيقة تحدد هذه المناطق ومراقبتها من قبل الدول الضامنة روسيا وتركيا وإيران مدة 6 أشهر مع إمكانية التمديد إلى أجل غير مسمى، مشيراً إلى أنه في حال النجاح وتحقيق تهدئة مستقرة بما فيها غوطة دمشق يمكن التحدث حول انسحاب الفصائل التابعة لإيران.

Ad

المنطقة الجنوبية

ووسط أنباء عن التوافق على خرائط جميع أماكن خفض التصعيد، أفادت مصادر بحدوث خلافات حول ترسيم المنطقة الجنوبية، لأن إيران ترفض أن تضم القنيطرة وريف السويداء وتطرح رؤية مختلفة عن الترسيم الحالي، في حين تريد روسيا والولايات المتحدة تقسيمها وفقاً لخطوط التماس.

ورجحت المصادر أن الوثيقة الختامية لمحادثات قد لا تضم جميع مناطق خفض التصعيد الأربع، على أن يتم التوافق على الخلافية منها لاحقاً، مؤكدة أن العمل جارٍ على آلية تقضي بنشر قوات روسية- تركية في منطقة إدلب، وروسية- إيرانية في محيط دمشق، وأردنية- أميركية في درعا، وفي حال ثبات الهدنة من الممكن استبدال قوات الدول الضامنة بالجيش السوري وفصائل المعارضة.

وأعلنت وزارة الخارجية الكازاخستانية وصول مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا ووفد النظام برئاسة بشار الجعفري و9 ممثلين للمعارضة المسلحة، من ضمنهم ممثلون عن «الجبهة الجنوبية» وغياب رئيس الهيئة السياسية في «جيش الإسلام» محمد علوش.

وفي أجواء وصفت بالإيجابية، اجتمع الوفدان الروسي والأردني والروسي الأميركي بشكل منفصل، كما اجتمع الوفدان السوري والإيراني، قبل الجلسة العامة التي من المقرر أن تشهد التوقيع على وثيقة تحديد مناطق خفض التصعيد.

الأسد والكاثوليك

وفي دمشق، استقبل الرئيس بشار الأسد وفد بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك برئاسة البطريرك يوسف العبسي، وأشاد بدور الكنيسة في تعزيز الوحدة الوطنية والشعور بالانتماء في مواجهة محاولات بث الأفكار المتطرفة الإقصائية والتمسك بسلامة ووحدة واستقرار سورية».

وأكد الأسد أن «الشعب تمكن عبر تمسكه بوحدته وتنوعه وإيمانه بوطنه من إفشال الحرب الإرهابية التكفيرية، التي يتعرض لها والتي تهدف إلى تفتيت البنية الاجتماعية المتجانسة والمتكاملة التي ميزت المجتمع السوري عبر قرون خلت».

«بوش» والحلفاء

وفي تطور لافت، أعلن القيادي العسكري على متن أكبر حاملات الطائرات الأميركية (يو إس إس جورج بوش) المنتشرة في شرق البحر المتوسط جيمس ماكول، أمس الأول، أن قواته مستعدة للدفاع عن القوات الحليفة في سورية وستبقى يقظة حيال «التوتر» مع حلفاء نظام دمشق.

وأكد ماكول، للصحافيين من على الحاملة الراسية قبالة حيفا، أنه من أصل 1600 طلعة جوية استهدف العدد الأكبر في الأشهر الخمسة الأخيرة تنظيم «داعش» في العراق وسورية وعدد قليل استهدف حلفاء دمشق، مشيراً إلى أن طائرة تابعة لحاملة الطائرات «يو إس إس جورج بوش» كانت وراء إسقاط مقاتلة سورية في 18 يونيو، بعد سلسلة تحذيرات عسكرية.

واعترف بأنه كان هناك «الكثير من التوتر» مع «القوات الحليفة للنظام» في بعض أجزاء سورية، مضيفاً: «نراقب قوات التحالف على الأرض ونعمل على ضمان سلامتها».

وتحمل السفينة الحربية، التي يبلغ طولها 330 متراً بين 70 و90 طائرة في وقت واحد، وتشمل أسطولاً من طائرات «إف - 18» تضرب مواقع «داعش» في الموصل والرقة وأماكن أخرى.

وقام رئيس الوزراء الاإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة حاملة الطائرات برفقة السفير الأميركي ديفيد فريدمان، مؤكداً أنه «لا صديق لأميركا أفضل من إسرائيل، ولا صديق لإسرائيل أفضل من أميركا».

وفي تقدم نوعي تلة دخولها المدينة لأول مرة من جهة الجنوب بعد عبورها نهر الفرات، اخترقت قوات سورية الديمقراطية (قسد) سور المدينة القديمة في الرقة بعد غارات للتحالف الدولي أدت الى فتح ثغرتين في الجزء الأكثر تحصيناً من معقل «داعش»، مؤكدة أنها نقلت المعركة «قرب مركز الرقة».

وأعلنت قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط (سنتكوم) ليل الاثنين- الثلاثاء أن طائراتها «شنت غارات محددة الهدف على جزأين صغيرين من السور بمسافة 25 متراً مما أتاح لقوات التحالف وشركائها اختراق المدينة القديمة في أماكن اختارتها وحرمت التنظيم من استخدام ألغام زرعها وعبوات ناسفة والحفاظ على الغالبية العظمى من السور البالغة 2500 متراً.

جنائياً، أعلنت الأمم المتحدة أن أمينها العام أنطونيو غوتيريس عين أمس الأول القاضية الفرنسية كاثرين ماركي-أويل على رأس فريق دولي مهمته التحقيق في جرائم حرب محتملة في سورية.

وحالياً تعمل القاضية، التي شاركت سابقاً في المحاكم الدولية الخاصة بكل من كوسوفو وكمبوديا ومحكمة الجزاء الدولية ليوغوسلافيا السابقة، وسيطة في اللجنة التابعة لمجلس الامن والمسؤولة عن تنظيمي «داعش» و«القاعدة».