مصر : مليونا طالب بانتظار استراتيجية «التعليم الفني»
النتائج تراجعت إلى 53.5%... وخبراء: يُخرج عاطلين أميين
بينما تُعول قطاعات صناعية مصرية عدة، على "التعليم الفني"، ليكون قاطرة التنمية في مصر، شكا كثيرون سوء الاهتمام الرسمي بذلك القطاع، بعد رصد وزارة التربية والتعليم المسؤولة عن "التعليم الفني"، انخفاضاً في نسب نجاح الطلاب بالدبلومات الفنية، خلال العام الدراسي 2016/2017، مما دفع نائب وزير التربية لشؤون التعليم الفني، د. أحمد الجيوشي، خلال مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي، إلى القول بأنه "تم وضع اللمسات النهائية على خطة من 7 محاور لتطوير التعليم الفني، تصب في مصلحة الطالب وتؤهله لسوق العمل".مدارس التعليم الفني في مصر تعاني منذ عقود قلة الإمكانات والأدوات، فضلاً عن غياب الاستراتيجية الواضحة والمُحددة للمناهج التي يتم تدريسها، والمفترض أن تشمل مساحات من التدريب العملي تؤهّل الطالب لسوق العمل.الخبير التربوي كمال مغيث، بدا متشائماً، حيث اتهم الدولة بعدم الاهتمام بالتعليم الفني بوصفه المحرك الأساسي لعجلة الإنتاج، حيث قال صراحة إن "التعليم الفني بوضعه الحالي يجعل الطالب أمياً لا يجيد القراءة أو الكتابة أو حتى أبسط مبادئ الحرفة البسيطة"، وهو الرأي نفسه الذي أيده عضو لجنة التعليم في البرلمان، النائب عبدالرحمن برعي، الذي أشار إلى أن التعليم الفني الحالي يُخرج أجيالاً من العاطلين، مضيفا: "لا إمكانات ولا قدرات تعليمية يحصلون عليها، والبداية لابد أن تكون مع تغيير ثقافة المُجتمع عن التعليم الفني".
الخبير الاقتصادي، وائل النحاس، قال لـ"الجريدة" إن "جميع الدول المتقدمة تعتمد على التعليم الفني والزراعي للنهوض بالاقتصاد، ومادام استمر الوضع على ما هو عليه فلا أمل في التنمية الشاملة، وسنظل دولة مستهلكة لا تتميز بحرفة أو حتى قادرة على تصدير مُنتج". وتابع النحاس أن "التعليم الفني يساعد على تطوير المهن الحرفية بنسبة 80 في المئة، وجميع الصناعات اليدوية والتكنولوجية تعتمد على العمالة المؤهلة".وكانت تقارير رسمية سجلت انخفاضاً في نسب نجاح الطلاب في الدبلومات الفنية خلال العام الدراسي 2016/2017 بنظام الـ3 سنوات، بمعدل 4 في المئة عن العام الماضي، حيث بلغت نسبة النجاح 53.5 في المئة فقط، في حين حقق نظام الـ5 سنوات للدبلومات الفنية نسبة نجاح وصلت إلى 79.5 في المئة، لكن دون جدوى من الانتفاع بالخريجين في سوق العمل، لسوء جودة التعليم الذي يتلقونه. يُشار إلى أن الاقتصاد المصري يواجه مشكلة نقص العمالة المدربة، بسبب عجز نظام التعليم في مصر عن تقديم خريجين مدربين، حيث يبلغ عدد طلاب "التعليم الفني"، نحو مليوني طالب، يمثلون 60 في المئة من خريجي التعليم الأساسي.